أسمع عن أن شرب الكحول بكمية متوسطة يُفيد القلب. هل هذا الكلام صحيح ؟
سبق لنا الحديث في مقال مطول العام الماضي عن أن نتائج الدراسات الطبية التي راجعت جميع ما تم نشره في المجلات الطبية حول احتمال فائدة شرب كميات متوسطة من الكحول على تقوية القلب وحماية الشرايين فيه.
وعرضت الدراسات الصادرة عن الباحثين في أميركا وأوروبا وأستراليا، والتي بمجملها لا تُوجد حتى اليوم أية إثباتات علمية على هذه الأقوال المزعومة. والواجب أن تكون النصائح الطبية مبنية على أسس علمية سليمة. وكثير من الهيئات الطبية العالمية لا تزال تستنكر وتستغرب دخول مثل المقولة هذه ضمن النصائح الطبية.
وعلى سبيل المثال تقول الرابطة الأميركية للقلب في نشراتها الحديثة إن تناول الكحول بكثرة يؤدي الى ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم، ويرفع من مقدار ضغط الدم، ويزيد من عرضة الإصابة بفشل القلب، كما ويزيد من احتمالات الإصابة بجلطات الدماغ، واضطرابات إيقاع نبض القلب، والموت المفاجئ.
وتقول الرابطة في إرشاداتها إنه بالنظر الى كل مضار تناول الكحول فإن الرابطة لا تنصح مطلقاً من لا يتناول الكحول أن يبدأ تناوله لحماية شرايين قلبه، بل على العكس فإنها تنصح من يتناوله لحماية شرايين القلب بأن عليه ان يستشير طبيبه ويفهم الأمر على حقيقته منه.
وما يُقال عن فوائد للمواد المضادة للأكسدة في النبيذ على وجه الخصوص فإن الرابطة تُؤكد أن هذه المواد النافعة موجودة أيضاً في العديد من المنتجات النباتية كالعنب الطازج وعصير العنب. كما وأكدت أمراً مهماً وهو أنه لا تُوجد دراسة قارنت تأثير النبيذ وحده على ظهور أمراض شرايين القلب أو الدماغ، بل إن الدراسات حوله شملت أيضاً أموراً أخرى كالإكثار من تناول الفواكه والخضار وقلة تناول الدهون المشبعة. في إشارة منها الى ما يُعرف بوجبات البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت إن أفضل ما يُذكر من فوائد للكحول هو رفع مستوى الكوليسترول الثقيل المفيد للجسم، لكنها عقبت على هذا قائلة إن ممارسة الرياضة وسيلة أخرى مضمونة لرفع نسبة هذا الكوليسترول المفيد.
وأضافت بشكل واضح قائلة وحتى اليوم فإن رابطة القلب الأميركية لا تنصح مطلقاً بتناول النبيذ أو أي من المشروبات الكحولية ابتغاء فائدة منها، فلا يُوجد إثبات علمي على حد وصفها بأن النبيذ أو أي مشروبات كحولية تستطيع أن تحل محل فوائد المحافظة على الوزن وممارسة الرياضة البدنية ومعالجة ارتفاع الضغط والكوليسترول.
وأضافت أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد حذرت مراراً بالامتناع عن تناول الكحول مطلقاً عند تناول أقراص الأسبرين بشكل يومي.