أعاني من إمساك لفترة طويلة، ولا أعلم سبب ذلك مع أنني أراعي تناول الألياف في تغذيتي. عمري حوالي 50 سنة. هل تنصحني بتناول الملينات ؟
قبل وصف أي علاج لحالة الإمساك من الضروري معرفة سبب ذلك عبر مراجعة الطبيب ، وذلك لكي يكون اختيار وسيلة المعالجة المناسبة للسبب ولا تحصل من ورائها مضاعفات. وكذلك لكي لاتكون المعالجة الموجهة إلى الإمساك فقط دون السبب المرضي الآخر الذي قد يحتاج إلي فحوصات ومعالجة بذاته. وفي هذه الحالة تكون معالجة السبب كفيلة بإزالة حالة الإمساك والمعاناة منها.
هذا هو الأصل في النظر إلى الأمر. الألياف أحد العناصر الغذائية التي تُؤيد كثير من المصادر الطبية جدواها في تخفيف الإمساك.
لكن فائدتها كي تتحقق يجب أن يكون الإكثار من تناولها مصحوباً بالإكثار من شرب السوائل كالماء أو غيره. وبالتالي فإن من يتسبب الإكثار من شرب السوائل باضطرابات في أجسامهم ، كمرضى فشل القلب أو الكلى ، لا يُنصحون بالاعتماد على الألياف في تخفيف الإمساك. وهذا الأمر ينطبق على الألياف الطبيعية ، الموجودة فقط في المنتجات الغذائية الطبيعية دون الحيوانية أو البحرية ، وأيضاً على الألياف العلاجية الصناعية للقيام كعلاج للإمساك.
من المهم إدراك أن عادة الإنسان في إخراج فضلات الطعام تختلف من إنسان إلى آخر ، ولدى نفس الإنسان بين الفينة والأخرى.
هذا دون أن تعني الاختلافات هذه أن ثمة حالة مرضية أو إمساك. وعليه فقد يظن البعض خطأً أنه يُعاني من إمساك بمجرد عدم تمكنه من الإخراج كل يوم، وهذا غير صحيح لأن ثمة من الناس، الطبيعيين والسليمين من الإمساك، من لا يُخرجون الفضلات إلا مرة كل يومين أو ثلاثة. والتعريف الطبي يجب الالتفات إليه بعناية في حالة الإمساك وهو أنه إخراج فضلات قليلة الكمية وصلبة الهيئة وبطريقة مخالفة لما اعتاد المرء عليه.
وما أدى إلى إفراط البعض في تناول الملينات لتسهيل الإخراج هو عدم وضوح الرؤية نحو ماهية الإمساك، ما يُؤدي إلى اضطرابات في الجسم وفي كيفية عمل الأمعاء.
والأصل أن يتحاشى المرء تناول أي من الملينات ما لم تكن ثمة ضرورة لذلك، كأن يتطلب الإمساك وصعوبة إخراج الفضلات وضع ضغط على الإنسان في جهده لإتمام الإخراج. وهو ضغط قد يُؤثر على سلامة من يُعانون بأمراض في شرايين القلب أو اضطرابات في نبض القلب وكذلك من لديهم بواسير شرجية أو غيرها من الحالات المرضية التي تتطلب عناية خاصة.
كما أن تحقق داعي لتناول الملينات في حال ما لو نشأ الإمساك نتيجة تناول أدوية من المعروف أنها تُسبب الإمساك كأثر جانبي ، أو في حال تناول أدوية القضاء على ديدان الأمعاء لتسهيل خروجها ، أو في الحالات التي تتطلب تنظيف الأمعاء قبل العمليات الجراحية أو منظار القولون.