عمري 25 سنة. وتكرر لدي الإجهاض للمرة الثانية العام الماضي، وأنا قلقة من عدم القدرة على الحمل والإنجاب، لماذا يتكرر لدي الإجهاض؟ وبمَ تنصح؟ وهل هناك فحوصات يجب إجراؤها؟

الإجابة باختصار:


لا داعي للقلق من عدم إنجاب الأطفال في المستقبل، ودعينا نتذكر بعض المعلومات الأساسية عن سقوط الجنين أو الإجهاض. وهو بالتعريف الطبي سقوط الجنين في خلال فترة الأسابيع العشرين الأولى من بداية الحمل.

وهذا الإجهاض شائع، والإحصائيات الطبية العالمية تقول لنا: الإجهاض متوقع الحصول بشكل طبيعي في ما بين 10 إلى 20% من بين كل حالات الحمل، بمعنى لو أن 100 امرأة حملن اليوم مثلا، فإن من المتوقع أن 20 منهن سيجهضن في فترة الأشهر الخمسة المقبلة.

واحتمالات أن يتكرر هذا الأمر لامرأة ما هو 3% في حملين متتالين، وبالصدفة وحدها دون أن يكون هناك أي أمراض لديها أو لدى الجنين نفسه.

وغالبية الأطباء يرون أن وصف «تكرار فقد الحمل» ينطبق على مَن يحصل لديها الإجهاض ثلاث مرات متتالية، وبالتالي فإن هناك فحوصات بسيطة وفحوصات متقدمة لهذه الحالات.

وتجرى الفحوصات البسيطة حينما يحصل فقد الحمل مرتين متتاليتين، وتجرى الفحوصات المتقدمة عن حصول الأمر ثلاث مرات متتالية.

ومع هذا فإن في 50% من الحالات لا يوجد سبب لتكرار الإجهاض لدى المرأة، ولدى بقية النسوة اللواتي يتكرر الإجهاض لهن، لأن السبب يكون متعلقا إما بشكل الرحم غير الطبيعي، وإما بعوامل متعلقة باضطرابات جينية، أو اضطرابات هرمونية في إحدى الغدد الصماء بالجسم، أو وجود التهابات ميكروبية بالجسم، أو اضطرابات في تفاعلات جهاز مناعة الجسم.

كما تشير الإحصائيات الطبية إلى أن 70% من النساء اللواتي تكرر لديهن الإجهاض مرتين، ينجحن في الحمل عند الحمل التالي، حتى لو لم تجرَ لهن أي فحوصات أو تحليلات، وحتى لو لم يتلقين أي معالجات طبية.

واللواتي من المحتمل أن يتكرر الإجهاض لديهن للمرة الثالثة هن مَن كن فوق سن الخامسة والثلاثين حينما حصل لديهن تكرار الإجهاض لمرتين، أو مَن لديهن أسباب تتعلق بشكل الرحم أو المناعة أو الهرمونات، أو اللواتي حصل لديهن الإجهاض في الفترة ما بين ثلاثة أو خمسة أشهر من عمر الحمل.