لدي التهاب الكبد الفيروسي من نوع «بي»، و أسمع أن هذا قد يسبب سرطان الكبد، كيف أعرف أنني قد أُصاب به، مع العلم أني لا أشكو من شيء الآن ؟

 الاحتمال ، حينما يذكره الأطباء ، لا يعني بالضرورة أن يخشى الإنسان بشكل مباشر أن الأمر سيُصيبه ، لأن هناك عدة عوامل قد تلعب أدوراً مختلفة في ارتفاع احتمالات الإصابة أو انخفاض تلك الاحتمالات. هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن حصول السرطان كأحد المُضاعفات المُحتملة للإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع «بي» إنما هو نتيجة لحصول تغيرات في شكل بنية الكبد نفسه.


وتحديداً فإن المقصود بالتغيرات هذه حالة تليف أو تشمع الكبد ، وهي حالة مستقلة قد تنتج عن إصابة الإنسان بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع «بي».

وقد تنتج أيضاً من الإصابة بأسباب أخرى لالتهابات الكبد ، مثل التهاب الكبد الفيروسي من نوع «سي» والتهاب الكبد نتيجة تجمع الحديد فيه ، ومثل تجمع الدهون في الكبد ، وغني عن الذكر نتيجة تناول المشروبات الكحولية. أي احتمال لحدوث ظهور السرطان حينما يتسبب التهاب الكبد الفيروسي من نوع «بي» في ظهور حالة تليف الكبد.

ولذلك فإن أهم خطوات متابعة التهاب الكبد الفيروسي من نوع «بي» هو تتبع وجود أي تغيرات في بنية الكبد نفسه عبر فحوصات الأشعة ، كالأشعة فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية ، وعبر تحليل وجود مركبات معينة في الدم ، وهي أهمها مادة تُدعى بروتين «ألفا فيتا ». وما هو غير واضح من سؤالك هو عمرك وكيف تمت إصابتك بالفيروس من نوع «بي».

وسبب أهمية هذا الأمر هو أن تظل نوعاً واحداً من إصابات التهاب الكبد الفيروسي من نوع «بي» لا تظهر ظهور الأورام السرطانية فيه بوجود تليف الكبد. وهو حينما تحصل الإصابة في وقت مبكر من العمر ، أي عند الولادة ، بانتقال الفيروس من الأم إلى الطفل المولود.

وحينها لا يكون جهاز مناعة الجسم من القوة بذلك ، لاحظ دخول الفيروس إلى الجسم ، مما يُؤدي إلى وجود الفيروس في الجسم دون ظهور حالة التفاعل الالتهابي. والتي من تداعياتها المستقبلية ظهور تليف الكبد. لكن بشكل عام ، إذا ما التزم الإنسان بالمتابعة الطبية السليمة مع طبيب متخصص في أمراض الكبد ، فإن ذلك يُسهم بشكل كبير في ملاحظة أي تغيرات مريبة داخل الكبد ، وكون الإنسان من الحصول على إجابات دقيقة تخص بخصوصية حالته والمتغيرات المرافقة لها في أعضاء الجسم.