الحديث كثير عن مرض ارتفاع ضغط الدم، هل من أعراض لارتفاعه وما هي أسبابه ؟
الحديث عن ارتفاع ضغط الدم يحتاج إلى هدوء وتأن في فهم جوانب من الحقائق الأساسية عنه، لأن ارتفاع ضغط الدم أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً في العالم أجمع، ويصيب أعدادا تصل إلى مليار إنسان على سطح الأرض. المشاكل في ضغط الدم تتعلق في اكتشاف الإصابة به، وفي معالجته للوصول إلي قراءات طبيعية لمقداره، وفي تتبع حالة الأعضاء المستهدفة بالضرر جراء الإصابة بهذا المرض، وفي ملاحظة الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة في علاجه.
ان أي إنسان عُرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم. والإنسان قد يُصاب، ولسنوات، بارتفاع ضغط الدم دون ظهور أي اعراض عليه، ودون شكواه من أي شيء البتة. ولذا يُقال في المصادر الطبية حال وصفه بأنه المرض القاتل الصامت. وهي عبارة، على قسوتها وبشاعتها، إلا أنها حقيقية وواقعية ما لم يتم التنبه له ومعالجته بشكل صحيح، بل ربما يصل إلى درجات عالية جداً دون أي علامات تنبه علي وجوده. هذا من المهم إدراكه. ومن المهم أيضاً إدراك أن الشعور بالصداع أو الدوخة لا علاقة له بارتفاع ضغط الدم وليس ضرورياً كعلامة على الإصابة به.
في حوالي 95% من حالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، لا يكون ثمة سبب لذلك. بل في 5% من الحالات تكون ثمة أسباب هرمونية أو اضطرابات في الكلى أو إصابات قلبية خلقية وراء ذلك. لكن من الضروري التنبه إلي أن هناك بعض الأدوية التي قد تتسبب بهذا المرض، وأهمها حبوب منع الحمل للسيدات، وأدوية معالجة نزلات البرد، ومضادات الاحتقان، والأدوية المسكنة للألم مثل باندول أو تايلينول، وغيرها.
ما يجعل الإنسان أكثر عُرضة للإصابة هو التقدم في العمر، وكون الإنسان من أصول سمراء داكنة، ووجود إصابة به في الأقارب ضمن العائلة. هذا بالإضافة إلى زيادة الوزن وقلة النشاط البدني، والتدخين، ولدى البعض إكثار تناول الملح وقلة تناول الخضار والفواكه الطازجة، وتناول المشروبات الكحولية، ومعايشة الضغوط الحياتية، واضطرابات التنفس أثناء النوم. وهذا يعني أن على الإنسان الاهتمام بهذه الأمور للوقاية من الإصابة به، وأيضاً لمعالجة الإصابة به. والأصل أن يُجري المرء قياس ضغط الدم مرة كل سنتين، وخاصة بعد تجاوز سن 18 سنة.