لدي مرض السكري، وأعاني من التخمة بعد الأكل، وقد قال أحد الأطباء إنه ربما لدي معدة كسولة، هل من الممكن أن يكون هذا صحيحا، وبماذا تنصح؟
علينا تذكر أن الأكل يمر من خلال أجزاء قناة الجهاز الهضمي بفعل قوة حركة العضلات المغلفة للأجزاء المختلفة لهذا الجهاز، وهي المريء ثم المعدة ثم الأمعاء الدقيقة ثم الأمعاء الغليظة.
ويبقى الأكل في المعدة لبضع ساعات من أجل إجراء عملية هضم ومزج أنواع الأطعمة والسوائل التي نتناولها في الوجبات المختلفة.
وما يتحكم في حصول عملية بقاء الطعام في المعدة وعملية إخراج الطعام منها إلى الأمعاء الدقيقة، هو أمران.
الأول نوعية وكمية الأطعمة التي نتناولها، أي البروتينات والسكريات والدهون.
والثاني، كفاءة عمل الجهاز العضلي والعصبي في كل من المعدة والأمعاء.
ويوجد هناك كسل وبطء مرضي حقيقي في عملية إفراغ المعدة، كما يوجد كسل وبطء وهمي، وهناك كذلك كسل وبطء طبيعي ومتوقع.
ولذا ليس كل شعور بالامتلاء والتخمة بُعيد تناول وجبات الطعام علامة على وجود اضطراب مرضي في الهضم وعلى سبيل المثال للكسل الطبيعي والمتوقع، فإن تناول الأطعمة المحتوية على الدهون أو بروتينات اللحوم الحمراء، هو بالفعل سبب لبطء عملية إخراج وتفريغ المعدة من الطعام الذي ملأها.
وعليه ليس مستغربا أن يعاني المرء من التخمة بعد تناول المقليات المشبعة بالزيوت، ولا أيضا بعد تناول وجبة دسمة من اللحوم والشحوم.
وفي المقابل، يتوقع أحدهم أن لديه تخمة وعسر هضم كلما أحس بالثقل بُعيد تناول الوجبة مباشرة.
وهذا ربما يكون وهما، لأن من الضروري أن يبقى الأكل في المعدة لمدة بضع ساعات كي يخضع لبعض مراحل عملية الهضم قبل دخول الطعام سائلا إلى الأمعاء الدقيقة.
هذا كله مختلف تماما عن حالات الكسل والبطء المرضي في عملية إفراغ المعدة من الطعام. وللحالة هذه أعراض مرضية واضحة، مثل الغثيان والقيء بُعيد تناول وجبات معتدلة، والشعور بالحرقة في الصدر جراء ارتداد أحماض المعدة نحو المريء، واختلاف نسبة سكر الجلوكوز في الدم خلال أوقات ما بعد تناول وجبة الطعام، وفقد شهية تناول الطعام، وملاحظة نقص وزن الجسم إلى حد الهزال أو اختلال محتويات الجسم من الفيتامينات والمعادن وغيرها من العناصر الغذائية، إضافة إلى انتفاخ الجزء العلوي من البطن.
والسبب الغالب في هذه الحالات المرضية الحقيقية هو اضطراب عمل العصب الحائر.
وهو العصب الذي ينظم عمل حركة عضلات المعدة. وهذا الاضطراب في عمل العصب الحائر قد ينجم عن عدم انضباط نسبة سكر الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري، أو منْ سبق لهم الخضوع لعمليات جراحية في المعدة، أو منْ لديهم أحد الأمراض العصبية، أو كسل الغدة الدرقية، أو غيرها من الأسباب المرضية الواضحة التي تُؤدي إلى حصول هذه المشكلة بالمعدة.
ويستطيع الطبيب التأكد من وجود هذه المشكلة عبر قياس مدة إفراغ محتويات المعدة، وهو ما يتم بالتصوير بالأشعة النووية، وبإجراء منظار للمعدة.
والمشكلة تتطلب تنظيم تناول وجبات الطعام، ومحتوياتها من الأطعمة المختلفة. إضافة إلى تناول بعض أنواع الأدوية المُنظمة لحركة عضلات المعدة. ولكن المهم هو التأكد من حقيقة التشخيص وأيضا العمل على ضبط نسبة سكر الدم.