أعاني من مشكلة صعوبة النوم. هل هناك أطعمة منومة وأطعمة تتسبب في الأرق؟
بداية علينا إدراك أن هناك نوما يخلد إليه المرء بشكل طبيعي، ونوما يصل إليه الإنسان بطريقة غير طبيعية عبر تناول الأدوية المنومة.
والذي ثبت هو أن النوم الطبيعي، وفي فترة الليل بالذات، له فائدة صحية للجسم ووظائف الدماغ والحالة النفسية للإنسان.
مشكلة صعوبة الخلود إلى النوم هي مشكلة شائعة. وسبب شيوعها هو الطريقة غير الطبيعية وغير الفطرية التي يعيشها الكثيرون، إضافة إلى ممارسة الكثيرين لكل ما يُؤدي لا محالة إلى عدم سهولة الدخول إلى النوم الطبيعي.
وتتطلب هذه المشكلة من الشخص التعامل بطريقة منطقية وواقعية مع كيفية الخلود إلى نومه.
والغذاء الذي نتناوله ذو علاقة مهمة بالنوم، لأن الغذاء يمكن أن يكون إحدى أهم وسائل تسهيل النوم، كما يُمكن بالمقابل أن يكون أحد أسباب الأرق.
والمقصود بتناول الغذاء ثلاثة عناصر، الأول وقت تناول وجبة العشاء، والثاني نوعية الأطعمة التي تحتوي عليها وجبة العشاء، والثالث هو المشروبات التي يتناولها الشخص في كل الفترة التي تلي غروب الشمس.
ويفضل تحاشي تناول المواد المنبهة في فترة ما بعد غروب الشمس، كالكافيين الموجود في القهوة والشاي والشيكولاته ومشروبات الكولا الغازية وغيرها.
ويفضل ألا تقل المدة ما بين وجبة العشاء ووقت الذهاب إلى السرير للنوم عن ساعتين.
كما أنه من الصعب محاولة النوم على معدة خالية كما يقال، لأن الدماغ بحاجة إلى إمداد بكميات متوسطة من السكريات، كي يسترخي، ويسهل علينا النوم.
ولاحظي أن إحدى المواد الكيميائية المسهلة للنوم، هي هرمون سيروتينين.
وهذا الهرمون ينتجه الجهاز العصبي. ويستخدم الجهاز العصبي مادة تريبتوفان في ذلك.
وأفضل مصادر هذه المادة هي اللحوم البيضاء، كما في الديك الرومي وسمك التونا، والحليب ولبن الزبادي، والبيض، والموز، والمكسرات، وحبوب الشوفان، والخبز الأسمر.
وتناول كمية معتدلة من هذه الأطعمة في وجبة العشاء يفيد للنوم، وبالذات، تناول أنواع الأطعمة التي تحتوي على سكريات بطيئة الامتصاص، أي الخبز الأسمر.
وقائمة الأطعمة المناسبة للنوم في وجبة العشاء تشمل الأرز المسلوق، أو الخبز الأسمر، أو مجروش حبوب القمح أو حبوب الشوفان، أو البيض المسلوق، أو لبن الزبادي، أو الحليب، أو البوظة (الآيس كريم) من الحليب، أو مهلبية الحليب، أو لحم الدجاج أو الديك الرومي المسلوق أو المشوي، أو التونة، أو شوربة الخضار الخفيفة الدسم.
والمهم هو عدم تناول أطعمة عالية المحتوى بالسكريات السهلة الامتصاص في وجبة العشاء المتأخرة، أي التي تسبق موعد النوم بأقل من ساعتين، مثل العسل أو المربى أو البطاطا أو الخبز الأبيض أو المعكرونة، لأن سهولة امتصاص هذه السكريات تجبر البنكرياس على إفراز كميات عالية من الأنسولين كي يتم خفض الارتفاع في نسبة سكر الدم.
ووجود كميات عالية من هرمون الأنسولين عائق عن سهولة الدخول إلى النوم.
ولذا، على المرء إما تناول وجبة العشاء المحتويات على سكريات سهلة الامتصاص قبل نحو 3 ساعات من موعد النوم على أقل تقدير، أو تناول وجبة عشاء تحتوي على أطعمة من القائمة التي سبق ذكرها.