متى يتناول الإنسان الأسبرين للوقاية من أمراض شرايين القلب ؟
تناول الأسبرين (قليل الجرعة) هو للوقاية من تداعيات وجود حالات تصلب الشرايين التي يصطحبها وجود تضيقات ناجمة عن ترسبات الكولسترول على جدار الشرايين. وعليه فالأسبرين لا يمنع نشوء مشكلة مرض الشرايين بل يمنع ترسب الصفائح الدموية على الأسطح الخشنة والمتهتكة لبطانة الشرايين المريضة بالأصل.
هذا من جانب الأساس العلمي لاستخدام الأسبرين. ومن جانب آخر فإن الأطباء يُقسمون الوقاية عموماً إلى نوعين: وقاية أولية ووقاية متقدمة.
والوقاية المتقدمة مقصود بها وقاية الاشخاص الذين أصابتهم في السابق أحد تداعيات ومضاعفات أمراض في الشرايين، مثل منْ سبقت إصابتهم بالذبحة الصدرية (تكرار ألم الصدر مع بذل الجهد، أو أثناء الراحة) أو النوبة (الجلطة) القلبية، أو تم تشخيص وجود أمراض في الشرايين بشكل غالب على الظن الطبي.
وهنا يجب تناول الأسبرين بشكل يومي تحت الإشراف الطبي، لأن فائدة ذلك عالية جداً في منع تكرار حصول أحداث تلك التداعيات وفي المحافظة على سلامة الحياة. هذا طالما لا تُوجد موانع طبية من ذلك، والتي يُحددها طبيب القلب المتابع للحالة.
أما الوقاية الأولية فهي لحماية من لديهم احتمالات عالية في حصول أحد تداعيات أمراض الشرايين القلبية. وهنا ما يضبط احتمال الاستفادة من عدم ذلك، هو موازنة فائدة تناول الأسبرين مع احتمالات التضرر منه، لأن الأسبرين كأي دواء طبي له آثار جانبية محتملة قد تهدد حتى سلامة الحياة. وتحديداً احتمالات حصول نزيف المعدة أو في شرايين الدماغ.
لذا يجب أولا مراجعة الطبيب قبل البدء بالتناول الفعلي اليومي له كي يتم وصفه بناءً على رأي طبي سليم. وما هو عليه الرأي الطبي أنه كلما كانت مخاطر أمراض القلب والشرايين عالية، كانت الفوائد أفضل. والرجال والنساء الذين يكسبون أكثر من تعاطي الأسبرين هم أولئك الذين يعانون من عوامل خطورة كبيرة للإصابة بها.
ويبدو هذا من القناعات الشائعة، لكن كثيرا ما دلت الأبحاث ان القناعات الشائعة هي على خطأ. وما سيقوم به الطبيب هو الكشف عن مدى وجود عوامل الخطورة لدى الإنسان، وذلك وفق جداول خاصة تشمل معلومات عن الجنس والعمر ومستويات الكولسترول والتدخين ومقدار ضغط الدم. ويتم من ذلك احتمالات الإصابة بنوبة قلبية، او الوفاة من أسباب لها علاقة بأمراض القلب على مدى السنوات العشر المقبلة.
والاستثناء الوحيد هو لدى الأشخاص الذين يعانون من السكري، لأن الإصابة بمرض السكري تُعتبر مثل الإصابة بأمراض القلب والشرايين.