ُأصيبت والدتي بكسر في الورك. أنا مستغرب لذلك مع أنها لا تبذل مجهودا بدنيا كبيرا ؟
ليس من المستغرب إصابة كبار السن بكسر الورك، لأن الدراسات تشير إلى أن من بين كل عشرة أشخاص يصابون بكسر الورك فإن تسعة هم ممن تجاوزت أعمارهم 65 سنة، ومن بين كل أربعة فإن هناك ثلاث سيدات. أي أن الإصابة به هي الأكثر شيوعاً بين السيدات الكبار في السن في العالم.
ولو نظرنا إليه، فإننا نجد أن الورك مفصل مكون من كرة عظمة تشكل رأس الفخذ، وتسكن في تجويف على شكل نصف كرة ضمن تراكيب عظام الحوض. وتحيط به الأربطة والعضلات من كل جانب كي تضمن تماسكه كمفصل مهم في تثبيت قوام الجسم.
وبالرغم من أن طريقة تركيبه المميزة محمية من التأثر البالغ عند التعرض لأي أنواع من الحوادث أو الاصابات، إلا أن تراكم تأثير عوامل عدة يجعل من اليسير حصول الكسور فيه لدى المتقدمين في العمر، مثل هشاشة العظام الناجمة عن الاضطرابات الهرمونية والغذائية وقلة النشاط البدني لديهم، وسهولة حصول اضطرابات التوازن لدى الوقوف أو المشي التي تصاحب العديد من الأمراض المزمنة في المفاصل والقلب والأعصاب والغدد وغيرها، واختلال المشي نتيجة ضعف البصر أو السمع أو الأدوية، وزيادة الوزن.
والإصابات المتسببة في كسر الورك ليست بالضرورة مثل حوادث السير أو الاحتكاك القوي في الرياضة أو ما شابه هذا، بل قد تنجم عن حوادث غاية في البساطة وغاية في السهولة، ولا يلتفت إلى أهميتها الكثيرون.