عمري 53 سنة، وأعاني من الإمساك، هل العمر هو السبب؟ وهل كثرة تناول الألياف الغذائية سبب في الإمساك؟
صحيح أن مشكلة الإمساك تزيد كلما تقدم العمر، إلا أن السبب المباشر ليس هو «شيخوخة الأمعاء»، ولذا من المهم إدراك أنه ليس من الطبيعي والتلقائي توقع مشكلة الإمساك لمجرد تقدم المرء في العمر.
ولكن ما يحصل هو أن هناك عدة عوامل تجتمع لدى المتقدمين في العمر، تجعلهم أكثر عرضة للإمساك.
وأهمها بدء تناول أدوية لمعالجة حالات مرضية مصاحبة للتقدم في العمر، قد يكون من آثارها الجانبية حصول الإمساك.
كما أن كثيرا من المتقدمين في العمر لا يقومون بالحركة البدنية الكافية، كممارسة الرياضة أو المشي.
وربما لا يتناولون أصنافا متنوعة من الأطعمة لتشمل الفواكه والخضار والحبوب الغنية بالألياف.
هذا بالإضافة إلى أنهم قد لا يتناولون الكميات الكافية من السوائل، إما لعدم رغبتهم في ذلك أو عدم تنبههم إلى أهمية شرب الماء أو استجابة لنصائح طبية تتعلق بأمراض لديهم في القلب أو الكبد أو الكلى.
وهذه العوامل، وغيرها تجعل من السهل إصابتهم بالإمساك.
أما بالنسبة للألياف، فهناك عدة أسباب طبية تستدعي الحرص على النصح بتناول كميات وافية منها، ومن المصادر الغذائية النباتية الطبيعية بالذات.
والألياف وسيلة لتقليل امتصاص الأمعاء للكولسترول وللسكريات، وهي وسيلة أيضا لتنظيم إخراج الفضلات.
وعليك ملاحظة أنه كما أن هناك للألياف دور مهم في تليين الفضلات، وجعل إخراجها يسيرا، فهي كذلك مفيدة في تخفيف حدة الإسهال لدى منْ يُعانون من القولون العصبي أو غيره.
والسبب أن الألياف قادرة على امتصاص الماء، والتشبع به.
وحين وجودها في القولون تجعل الفضلات لينة إذا كانت بالأصل صلبة.
كما أن قدرتها على امتصاص الماء يتؤدي إلى منع حصول ليونة زائدة أو سيولة في الإخراج، عبر سحب الماء من كتلة الفضلات قبل خروجها.
ولذا تعمل الألياف في القولون على الجهتين، كما يقال، أي تمنع الإمساك وتحمي من الإسهال، وتفيد في المحصلة في إخراج فضلات سهلة الإخراج.
أما بالنسبة للفلفل والبهارات، فليس صحيحا أن تناولها سبب في الإصابة بقرحة أو التهابات المعدة.
ولا يمنع المصاب بالقرحة أو الإنسان الطبيعي، من تناولها، إلا إذا كانت تتسبب له عدم الراحة في المعدة.
ولاحظ معي أن أهم سببين لقرحة المعدة هما أولا، وجود نوع شرس من جرثومة المعدة، وليس مجرد وجود جرثومة المعدة.
والثاني هو تناول الأدوية المسكنة للألم والالتهاب من نوع غير الستيرويد، أي مثل الأسبرين أو البروفين أو الفولتارين أو غيرها.