هل من الصحي أن نشرب المياه المعدنية ؟

الأصل أن يشرب المرء ماءً نقياً خالياً من الملوثات العضوية والكيميائية والميكروبات، لا أعلم ما سبب رغبتك في اللجوء إلى المياه المعدنية للشرب بدلاً من ماء الحنفية. وفي أي مكان إن كانت ثمة هواجس من نظافتها فإن ثمة راشحات (فلاتر) خاصة يُمكنها تنقية الماء مما قد يعلق به في خزانات المياه أو أنابيب تمديدات الماء.


المياه المعدنية المُعبأة مضمونة النقاء من الميكروبات حال خروجها من مصانع تعبئة المياه. أما بعد ذلك فلا ضمانة فيها إلا إحكام غلقها. لأنها في الغالب تعتمد على وسيلة التعقيم بالأوزون، وليس بالكلور مثل مياه الحنفيات. والأوزون وإن كان فاعلاً في تعقيم الماء من الميكروبات، إلا أن مفعوله آن، أي فقط وقت تعريض الماء له، بخلاف الكلور الكيميائي الذي تستمر قدرة تعقيمه طالما كان موجوداً في الماء.

هذا من جانب، ومن جانب آخر مهم، فإن المياه المعدنية المُعبأة لا تحتوي في الغالب على الفلوريد. ومعلوم لديك أن الفلوريد عامل مهم جداً في وقاية أسنان الأطفال والبالغين من التسوس. وعليه فإن من المهم أن لا تكون المياه المعدنية المصدر الوحيد لمياه شرب الأطفال إلا إذا كنت ستوفرين لأطفالك الفلوريد عبر مراجعة طبيب الأسنان.

ما ذكرت عن الصوديوم، أي العنصر في ملح الطعام، ليس دقيقاً وربما فيه شيء من التعقيد عند تفصيل الحديث عنه. إذْ إن المياه المعدنية قد تحتوي أنواع منها على كميات عالية من الصوديوم وقد تحتوي على كميات منخفضة.

لكن ليس بالضرورة أن قراءة كتابة ما يدل على أن محتوى كمية الصوديوم في تلك العبوة منخفض، بأنه شيء صحي، بل الأمر خاضع لمُعالجي المياه لحسابات عدة في عدد ونوعية المعادن وتوازن شحناتها الكهربائية.

ولذا فإن من الممكن أن تكون المياه منخفضة المحتوى من الصوديوم لكنها عالية في أملاح أخرى ضارة. وعليه فإن اعتماد بعض شركات المياه على إغراء المُستهلك بوجود كميات منخفضة من الصوديوم ليس على إطلاقه في ضرورة جذب المستهلك. وربما تسنح فرصة لعرض الموضوع بشيء من التفصيل في ملحق الصحة لاحقا.