لدي ضعف في السمع، لا يعرف الأطباء له سبب، وأستخدم سماعة الأذن، هل تنصحني بإجراء عملية زراعة قوقعة الأذن؟

يُمكن لما يُعرف بـ«زراعة قوقعة الأذن» أن يُساعد على تجاوز الأجزاء التالفة أو التي لا تعمل في الأذن الداخلية، ما قد يُؤدي إلى تحسين قدرة السمع لدى منْ لديهم بالأصل فقد تام لقدرة السمع أو ضعف شديد فيه، أي أن الأشخاص الذين لديهم ضعف شديد في السمع هم الذين يُمكن زراعة القوقعة لهم.


وعليك ملاحظة أن القوقعة التي تتم زراعتها هي جهاز إلكتروني صغير متصل بعصب السمع، ويعمل على استقبال الأصوات التي تصل إلى محيط الأذن، ثم تحويلها إلى ذبذبات كهربائية تنتقل إلى عصب السمع مباشرة، والذي ينقلها بدوره إلى الدماغ، كي يُحلل الأصوات تلك ويفهمها. أما سماعة الأذن فهي جهاز يعمل بشكل مباشر على تضخيم وتكبير الصوت الواصل إلى صوان الأذن، وتوجيهه بتلك الكيفية القوية إلى الأجزاء الداخلية في الأذن، كي تقوم بتوصيله إلى عصب السمع، ومن ثم إلى الدماغ.

كما أن عليك ملاحظة أمر آخر، وهو أن القوقعة المزروعة لن تُعطيك سمعا طبيعيا، بل كثيرا ما يشكو الأشخاص الذين تتم زراعتها لهم من أنهم يُواجهون صعوبات في «فهم وتفسير» كلمات الحديث الذي يسمعون صوته، بمعنى أن الأصوات لا تصل إليهم بوضوح كي يفهموا كلماتها. وهو ما يتطلب نوعا من التهيئة والتمارين وإتباع إرشادات المتخصصين في اضطرابات السمع، الذي قد يستغرق بضعة أشهر إلى بضع سنوات.

أي أن الأمر يحتاج إلى صبر للاستفادة الأفضل من هذه الوسيلة العلاجية. ولذا فإن زراعة القوقعة ليست اختيارا رديفا لاستخدام سماعة الأذن، بل إن الأمر يتطلب مناقشة مع طبيب الأذن حول مدى الحاجة إلى أي منهما، ومدى التوقعات وكيفية المتابعة بعد الزراعة.