أشكو من القولون العصبي، هل يفيدني تناول اللبن الزبادي؟ وهل يفيد تناول الأنواع التي يقال إنها مفيدة للقولون؟

بداية، علينا استحضار أمرين في الذهن. الأول، أن الأشخاص الذين لديهم حالة «عدم تقبّل تناول الحليب»، أي الأشخاص الذين تضطرب أمعاؤهم جراء شرب الحليب، يمكنهم الاستفادة من تناول لبن الزبادي.


والسبب هو اختلاف تركيب نوعية السكريات في ما بين الحليب العادي، وبين الحليب الذي تفاعل مع أنواع البكتيريا الصديقة والصحية الموجودة في لبن الزبادي. والبكتيريا حينما تضاف إلى الحليب، وتترك لتتفاعل معه، تعمل على تحويل سكر «اللكتوز» الحليبي إلى «حمض اللكتيك» ذي الطعم الحامض واللاذع، الذي يتميز لبن الزبادي به.

وهنا لا يقصد «الحساسية من بروتينات الحليب»، والتي تحصل مظاهرها لدى المصاب بذلك النوع من الحساسية، عند شربه الحليب أو تناوله لبن الزبادي، على السواء. والثاني، أن هناك شيء يعرف بـ«البكتيريا الصديقة»، والموجودة بشكل طبيعي في الأمعاء الغليظة، القولون.

وهذه البكتيريا من الضروري الحفاظ عليها، وتهيئة الظروف لنموها وتكاثرها، كي تقوم لنا بخدمات صحية عدة. وأحد عوامل اضطرابات القولون، والأعراض المصاحبة له، هو الإخلال بهذا الوجود الطبيعي والمفيد لتلك المستعمرات البكتيرية الصديقة.

وهناك أنواع من الأطعمة التي تحتوي على كميات من هذه البكتيريا الصديقة، ومن أبسطها، وأكثرها توفرا، هو اللبن الزبادي. وتقترح كثير من المصادر الطبية جدوى وفائدة تناول المنتجات الغذائية المحتوية على البكتيريا الصديقة، لجهة تخفيف الأعراض المزعجة للقولون العصبي.

 ولا تكتفي الدراسات الطبية بهذا، بل تتحدث عن جدوى تناول تلك الأطعمة المحتوية على البكتيريا الصديقة في تخفيف أعراض التهابات الحلق ونزلات البرد والإسهال وغيرها. وأنواع منتجات اللبن المحتوية على بكتيريا «لاكتوبسيللاي» و«بايفيدوباكتيريا» وغيرها، هي أكثر أنواع اللبن الزبادي أو الثخين السائل التي تشير إلى جدواها وفائدتها غالبية نتائج الدراسات الطبية التي تمت حول القولون العصبي.

ولك أن تتأكد عن نوعية البكتيريا الموجودة في المنتج التجاري للبن الذي لديك. والأعراض التي يقال إن اللبن الزبادي يُخفف منها، لدى مرضى القولون العصبي، هي الانتفاخ والغازات وألم البطن والإمساك والإسهال.