أنا مصاب بارتفاع ضغط الدم، ووصف الطبيب لي علاجات له، متى عليّ تناولها ؟
لا توجد إجابة واحدة تصلح للاتباع من قبل كل مرضى ارتفاع ضغط الدم ، ولا لمتناولي أحد الأدوية المتنوعة لخفض ضغط الدم.
يمكنك خمسة أمور يجب وضعها في الذهن حول ضغط الدم ومحاولات ضبط مقداره بالأدوية ، لأنها تعطي المرء فكرة عن كيفية وضع الطبيب إرشاداته لأدوية معالجة الضغط.
الأول أن مقدار ضغط طبيعي يتبع عادة وتيرة معينة في الارتفاع والانخفاض خلال اليوم. وذلك لأنه أعلى حينما يستيقظ المرء من النوم وأوقات العمل والحركة في النهار ، وينخفض نسبياً أثناء الليل وأوقات النوم فيه.
ومع ذلك فإن الأمر ليس بالضرورة أن يكون لدى كل مرضي ارتفاع الضغط ، وهو ما يتضح للطبيب من نُصحه للمريض بتكرار القياس لضغط الدم في أوقات مختلفة من اليوم أو إجراء قياس ضغط الدم لمدة 24 ساعة.
والثاني ، ما يعتقده البعض من أن مقدار ضغط الدم أثناء النهار أشد أهمية من مقداره أثناء الليل ، غير صحيح ، لأن كلاهما له قيمة في التقييم الآني لتحقيق خفض الضغط إلى المعدلات الطبيعية ، وأيضاً له أهمية أخرى في توقعات الطبيب لأي نوع من المضاعفات ستنجم عن عدم انضباط معالجة ارتفاع الضغط.
والثالث أن أدوية خفض الضغط منها ما يؤخذ مرة في اليوم ، معاً ما يؤخذ أكثر من مرة. والسبب هو مدة مفعول الجرعة. ولو كان الشخص يتناول دواءً يؤخذ مرة واحدة يوميًا ، أي الذي يعمل طوال اليوم ، فإن عمله يبدأ غالبًا بعد ساعة من بلعه ، وتصل ذروة قوة عمله ما بين 4 إلى 15 ساعة ، ويخف تأثيره تدريجياً خلال الست ساعات الأخيرة ، إلى أن يتلاشى في الغالب.
ومع هذا فإن القصة ليست كذلك في كل الأدوية التي تؤخذ مرة في اليوم، لأن منها ما يُبنى مفعوله مع مرور الأيام، أي مع تراكم الجرعات المتناولة يومياً تزداد قوة مفعوله. ومنها ما لا يزول تأثيره في الجسم إلا بعد بضعة أسابيع من الانقطاع عن تناوله.
والرابع أن الغاية من وصف كل نوع من أدوية الضغط تختلف حسب حالة المريض، لأن منهم ما لا مشكلة لديه إلا ارتفاع الضغط، ومنهم منْ لديه أحد مضاعفات الضغط على الكلى أو القلب أو غيره، ومنهم منْ لديه أمراض أخرى تتطلب بذاتها علاجات دوائية، كالسكري أو مشاكل في شرايين القلب أو أمراض المفاصل. ولهذه الأسباب وغيرها فإن طريقة وغاية معالجة الضغط المرتفع تختلف.
والخامس أن بعض أدوية الضغط مُصممة لتؤخذ قبل النوم وتبدأ بالعمل في منتصف الليل لتخفيف ارتفاع ضغط الدم المصاحب للاستيقاظ صباحاً ، وفي هذه الحالة هو معلوم أنه قد يتسبب بنعاس ، ما يجعل من غير مناسب تناوله أثناء النهار. ولكل هذه الأسباب وغيرها من يُحدد الوقت المناسب لتناول دواء أو أدوية الضغط هو الطبيب المتابع للحالة. يحق لهم توجيهاته في هذا الشأن.