أشكو من خفقان في القلب أحياناً في بعض الليالي ما يجعلني لا أنام لساعات.. هل هذا علامة على وجود مرض في القلب ؟
علينا أن نتفق على أن الخفقان في الأساس هو شكوى الشخص من إحساسه بدقات القلب، سواءً كانت تلك الدقات سريعة أو بطيئة. والأصل أن أحدنا حال الراحة وعدم بذل المجهود البدني، ينبض قلبه في الدقيقة ما بين 60 إلى 100 مرة. وهو ما يتم دون أن يشعر المرء مطلقاً بنبض قلبه لتلك الدقات.
والخفقان هو إحساس المرء بنبضات قلبه، إما كدقات سريعة أو كنبضة قوية متكررة ببطء. وبلا شك أن شعور المرء بالخفقان يجعله يقلق من أن ثمة شيئا ما غير طبيعي في قلبه. وكثيراً ما يتسبب هذا القلق في خوف على سلامة الحياة لدى البعض. وهذا أمر يتفهمه الطبيب ويُدرك دواعيه لدى الشخص. ولكن علينا أن نستحضر في الذهن ثلاثة أمور:
أولها أن غالبية الحالات التي يحصل فيها الشعور بخفقان القلب، لا يكون هناك من الناحية الصحية للقلب ما يدعو للقلق أو الخوف.
وثانيها، أن هناك عوامل طبيعية أو مرضية، شائعة جداً، ولا علاقة لها بالقلب، تتسبب بإحساس المرء بدقات سريعة في قلبه، مثلا خلال بذل المجهود البدني أو التوتر النفسي أو القلق أو ارتفاع حرارة الجسم أو نتيجة لتناول مأكولات أو مشروبات محتوية على الكافيين، أو دخول النيكوتين إلى الجسم عند التدخين أو تناول المنتجات الغذائية المحتوية على النيكوتين، أو حال وجود ضعف وفقر في قوة الدم، أي نقص هيموغلوبين الدم، أو نتيجة ارتفاع نسبة هرمونات معينة في الدم، كهرمونات الغدة الدرقية أو الهرمونات الأنثوية خلال مراحل الدورة الشهرية أو خلال الحمل أو في مرحلة بلوغ سن اليأس، أو نتيجة لتناول أدوية تحتوي على مواد مُهيجة لزيادة نبضات القلب، مثل المواد الموجودة في أدوية علاجات نزلات البرد أو حالات الحساسية.
وثالثها، أن من المفيد مراجعة الطبيب حال الشكوى من الخفقان، ولكن ما يستدعي، وبشكل أكيد، اللجوء إلى الطبيب للشكوى من الخفقان هو وجود أعراض مُصاحبة مهمة. وتحديداً الشعور بالدوار والدوخة حال حصول الشعور بخفقان القلب، أو الشعور بضيق في التنفس آنذاك، أو الإحساس بألم في الصدر أو عدم الراحة في الصدر، أو الإغماء وفقدان الوعي.
وبالرغم من أن وصف قصة شعورك بالخفقان في الليل، وعدم قدرتك على النوم آنذاك، قد يدل ربما على أن الأمر نتيجة لتناول أطعمة أو مشروبات محتوية على الكافيين، تتسبب بصعوبة الخلود إلى النوم وبزيادة نبضات القلب، إلا أن مراجعة الطبيب وإجرائه للفحوصات الطبية اللازمة، هو ما عليك فعله دون الشعور بالقلق غير المفيد.