الوالدة أصيبت بسرطان في الثدي، وتتلقى علاجا، وحالتها مستقرة، سؤالي ليس حولها، بل سمعت أن للوراثة دوراً في الإصابة به، كيف أعرف هل سيُصيبني أم لا ؟ وماذا عليَّ فعله ؟

أولا أهنئك على سلامة الوالدة وأتمنى لها النجاح في العلاج لإزالة العارض الصحي عنها. وما ذكر صحيح بالعموم ، من أن للوراثة دورا. لكن ككل العموميات في المعلومات الطبية ، ليس الأمر حتمياً. والكثير بأنهك فعله نتيجة تنبهك للأمر ، إذ كما يُقال «ربّ ضارة نافعة» ، لو أردنا أن نكون إيجابيين في النظر إلى الأمور والاستفادة منها.


وما تشير إليه المصادر الطبية إلى أن لا أحد يعلم لما يُصاب بعض النساء ، أو الرجال ، بسرطان الثدي ، في حين أنه لا لا يُصيب آخرين. إلا أن هناك ملاحظات علمية نتيجة استقراء الحالات وصفاتها ، تقول إن احتمالات الإصابة ترتفع بالتقدم في العمر. كما ترتفع ، كما ذكرت ، نتيجة إصابة أحد الأقارب إما بسرطان في الثدي أو سرطان في المبيض.

هذا بالتالي إلى الحصول على دورة شهرية في وقت مبكر من العمر ، وتحديداً في سن ما دون 12 سنة. أو الحصول على سن اليأس في وقت متأخر ، أي ما بعد سن 55 سنة. كما أن مؤشرات على تناول حبوب الهرمونات التعويضية أو تناول حبوب منع الحمل أو عدم الإنجاب ، أو الإنجاب لأول مرة بعد سن 35 سنة ، أو السمنة ، أو قلة ممارسة النشاط البدني ، كلها قد تكون عوامل لارتفاع احتمالات الإصابة بسرطان الثدي.

يتيح لك معرفة هذه الأمور العامة ، بما لدى الأطباء ما يُعرف بـ «وسيلة تقييم خطر الإصابة بسرطان الثدي». وهو ما يجدر استخدامه وتطبيق عناصره للإجابة عن استفسارات النساء حول هواجس احتمالات الإصابة ، وهو من وضع المؤسسة القومية للسرطان بالولايات المتحدة الوضع في الاعتبار ، لتقييم بالكومبيوتر ، عدة عوامل من الثابت دورها في رفع احتمالات الإصابة بسرطان الثدي. يأتيحدد بنتيجته ، نسبة الاحتمال خلال الخمس سنوات القادمة من العمر ، ونسبة الاحتمال خلال بقية العمر.

والمرأة تفيدها من هذا التقييم ، كما أنها تقوم بها باتباع النصائح الطبية حول كيفية الوقاية من هذا النوع من السرطان ، والتي من أهمها أن كل امرأة تجاوزت سن الأربعين ، عليها إجراء فحص أشعة الثدي ، أو ما يُعرف بـ «ماموغرام» ، مرة كل سنة أو سنتين ، وفق إرشادات الطبيب المتابع المبنية على المُعطيات أمامه في حالة المرأة الصحية.

أو حتى إجراء هذا الفحص قبل سن الأربعين لو دعت الضرورة ، والتي يُقدرها الطبيب المتابع وفق المعطيات الموجودة. إضافة إلى الكشف الطبي الدوري للثدي ، وليس مجرد الفحص الذاتي من قبل المرأة نفسها لثديها. وكذلك إلى تناول الوجبات الصحية المحتوية على الفواكه والخضر الطازجة والحبوب الكاملة ، وممارسة الرياضة البدنية ، وخفض الوزن.