هل المنشطات الرياضية ضارة بالجسم، وهل تناول مادة «الكرياتين» ضارة ؟
هناك أدوية منشطة للأداء البدني الرياضي، وهناك لنفس الغاية مواد مشتقة من الأغذية. والتحذير الطبي الأساسي هو من الأدوية التي قد يستخدمها البعض لرفع قدرات أجسامهم على الاستمرار في بذل المجهود البدني خلال المنافسات الرياضية، وكذلك من الأدوية التي ترفع من كتلة العضلات في الجسم. والسبب وراء التحذير الطبي هذا هو التأثيرات الضارة لتلك الأدوية على القلب والأوعية الدموية وأنظمة الهرمونات بالجسم وأعضائه كالكبد والكلى وغيرها.
ويلجأ بعض الرياضيين إلى تناول مواد أصلها من المنتجات الغذائية، كوسيلة لرفع قدرات الأداء البدني، بدلا من تلك الأدوية الهرمونية وغير الهرمونية. وهذه المواد الغذائية تتوفر إما على هيئة مسحوق (بودرة) أو على هيئة أقراص (حبوب).
ومن أكثر ما هو شائع بين الرياضيين، تناول مادة «كرياتين». وهذه المادة الطبيعية موجودة بالأصل في الجسم. ويكوّنها الجسم كي تسهم في مساعدة العضلات على إنتاج المزيد من الطاقة.
والبحث العلمي يشير إلى أن لمادة «كرياتين» بعض الفوائد للرياضيين في إعطائهم القليل من القوة ولفترة قصيرة. ذلك أنها تدفع العضلات إلى إنتاج كمية من الطاقة في خلال فترة قصيرة، وبالتالي تعطي العضلات قوة سريعة وقصيرة الأمد. كما أنها تؤخر شعور العضلة بالإجهاد والتعب.
ولكن هذه الفائدة مختصة بأنواع الرياضة التي تتطلب كمية عالية من الطاقة في وقت قصير، كرفع الأثقال. أما في حالات رياضة الإيروبيك، كالهرولة والجري في كرة القدم والسلة وغيرها، أو رياضة الاحتمال والثبات، في سباقات الماراثون وغيرها، فإن تناول الرياضي لمادة «كرياتين» لا يقدم الفائدة.
والحقيقة أن الكبد السليم والصحي لدى الإنسان العادي ينتج كمية تعادل 2 غرام من مادة «كرياتين». كما يمكن الحصول على هذه المادة المفيدة للجسم، بتناول اللحوم. هذا من جانب. ومن جانب آخر، تختزن العضلات الكمية التي تحتاجها عادة من هذه المادة، وترسل الفائض عن حاجتها المعتادة إلى الكلى كي تتخلص منه.
ولذا فإن الإنسان الطبيعي، الذي يتناول غذاء جيدا، لا يحتاج إلى تناولها من خلال الحبوب أو البودرة. كما أن لتناولها تأثيرات جانبية قد تصيب البعض، كألم المعدة وتقلصات العضلات والغثيان والإسهال، وكلها قد تضر بالأداء البدني. والإفراط في تناول هذه المادة قد يضر بوظيفة الكبد والكلى، كما تشير إصدارات «مايو كلينك».
والنصيحة الطبية هي الابتعاد عن تناول هذه المادة، للأسباب المذكورة. وتشدد الكلية الأميركية للطب الرياضي على عدم تناول الأشخاص ما دون عمر 18 سنة لها.