الزوجة المصرية أستاذة في النكد الأزلي
12:00 ص - الأربعاء 22 فبراير 2012
خاص الجمال - عمرو لبيب
عندما تبدأ فترة المراهقة تبدأ الأحلام تداعب المرء ليقيم جنة الحب علي الأرض ويحلم بشريكة العمر التي تمنحه الحياة الرومانسية في الجنة الموعودة، ويظل يعد الأيام التي تحمل في طياتها ذلك الملاك الحاني والبلسم الذي يداوي كل جروح ومصاعب الحياة.
لكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فينتهي الأمر إلي سباب ولعان وغضب وخصام وشجار وتطاحن، وجلسات مصالحة، وجلسات في ساحات القضاء وردهات المحاكم، وربما يصل الأمر لأقسام البوليس لتضيع أحلام الحب والرومانسية أدراج الرياح ويكتشف الإنسان أن القدر كان يسخر من أحلامه وطموحاته التي ظلت تراوده طيلة أعوام تربو علي العشرين.
العلاقة الزوجية لها خصوصية وتفرد كبيرين، حيث يتطلب الأمر جهدا كبيرا ليقف كلا الطرفين علي ما يسعد الآخر وما يثير ضجره، والعلاقة الزوجية هي فن وعلم أيضا يفترض في الزوجين السعي لتعلمه وإتقانه حتي يتم تلافي الكثير من الصدامات التي قد تنشا عن أسباب صغيرة ولكنها قد تثير حنق الآخر وقد تعصف بالحياة الزوجية برمتها.
وتتسم الزوجة المصرية بعدة مساؤي لا تضاهيها فيها أية امرأة علي مستوي العالم، نحصي هنا البعض منها -علي سبيل المثال لا الحصر- :
الزوجة النكدية (بكرة النكد بكره):
بدون أسباب واضحة ومن غير مقدمات، يعود الرجل من عمله مرهقا فيجد زوجته في شرف استقباله بسيل من التهم، أنت لسه مشرف.. ما بدري...روح للي كنت عندها.. يا ستي والله اتأخرت في المواصلات.. مواصلات برضه.. عموما مش فارقة، واديها تكشيرة ونكد.. أكلمها ما تردش.. طب أحلف أنك مرحتش لحد, والله العظيم ما رحت لحد.. ولا قابلت حد؟, شرحه، طب كلمت حد في الموبايل, وبعدين آخرة التحقيق ده إيه, أصلك مش عايز تتعدل.. يا ستي كل حاجة ليها سبب حصل مني حاجة؟ مش عارفة بس مسيرك هتقع ؟ طب مش عارفة ما تخلي الدنيا حلوة وقومي اعمليلنا لقمة نتعشي وخليك فريش.. أنا مطبختش مش كفاية اللي كلته بره؟ عموما روح شوف هتعمل إيه.. أقول في نفسي لما أقصر الشر واتكل.
الغيرة الزائدة..مفتش التحقيقات:
الشك يا حبيبي.. كل الأمور تنبثق من مشكاة واحدة:
بالطبع ما إن يصل الرجل الغلبان تبدأ حملة تفتيش علي الموبايل "الأرقام والرسائل ومش حقوللك علي التفتيش علي الإيميلات، وإن مالاقتش حاجة يبقي طبعا كله اتمسح، وإذا فشلت الطلعة الأولي تبدأ في التحرك نحو موهبة الشم التي حباها الله لحواء فشر "......."، فربما تشم ريحة حريمي ويبقي اسمه إيه وقع في المصيدة, أو تلاقي منديل أو كارت لكن دايما ربنا بينجي الغلابة المظلومين.
-لابس ومتشيك علي سنجة عشرة كده يا تري رايح فين بالسلامة؟ رايح الشغل.. وهو الشغل محتاج الشياكة دي كلها؟ طبعا وهو لازم أروح مبهدل علشان تنبسطي. تقوم تحط البارفان ده كله؟ عموما شكلك مش مريحني ومسيرك تقع، بس لما تقع مش هارحمك.
إدِّيها نضافة:
بالطبع تفتقر الزوجة المصرية لمشاعر الرومانسية وتنسي الحبتين اللي كانت بتعملهم في الخطوبة، فأول "المخفي" الزوج مايشرف تديها نظافة وتقلب البيت علي دماغه وهاتك يا تنضيف وتنفيض سجاجيد وخبط ورقع وغسيل ومكوة (إذا رحمته يومها من الغسيل والمكوة)..والمنزل يبقي ساحة معركة حقيقية، ياستي عاوز ارتاح شوية الساعة 10 بالليل، أعمل إيه مش عارفة أعمل حاجة من العيال طول النهار.. أوعي شوية من السكة علشان متعطلنيش، ويهدر صوت المكنسة لأرفع قدمي عن الأرض أو أروح اتلقح في أي حتة.
الزوجة الفضولية جدا:
هو أخوك دخل عياله أي مدرسة وبيدفع لهم كام في السنة؟ البواب حالق شعره زلبطة ليه هو مسكوه تحري؟ الجيران دول بيتخانقوا ليه، زميلك في الشغل عمل إيه مع مراته؟ تلاقيه مطلع عينها ومش بيصرف عليها وعاملي روميو، عموما قوله يتبط أنتوا خلاص راحت عليكو.
يا ستي إحنا مالنا خلينا في حالنا.
رحت لعمتك النهارده... هي طابخة إيه وجوزها كان كويس معاها واللا زي عادته؟
تخيلي أنه يراقبك بهذه الطريقة، هذا النوع من التحقيق الذي تجرينه كثيرا معه قد يعاني منه زوجك، في حين أنه يرى أن التدخل في خصوصية أصدقائه أمر في غير محله، بينما ترغبين من جانبك في إشباع فضولك، إنه فن الإغاظة سيدتي.
الشخصية المستبدة:
الشخصية الدكتاتورية هي من أهم سمات المحروسة الننوسة الزوجة المصرية، فلو هناكل لا نأكل إلا ماتشتهي نفسها أما لو كان "ظل الحيطة" بيحب اللحمة الحمرا ولا الكباب أو غيره فكل ده تبذير ما لوش لزوم ويا سلام لو بنتفرج علي التليفزيون، بيكون فيه نوعين من "الهواء":"الإرسال التليفزيوني" و"أنا"، فلا نري إلا ما يهوي مزاجها وأصبحت أتَرَحَّم علي نشرات الأخبار والبرامج الثقافية والدينية التي يمتد تاريخها لعصر الحفريات.. قصدي العزوبية ويا سلام وهي ماسكة الريموت وعمالة تقلب بسرعة فشر مدافع حرب رمضان المجيدة وأنا بلحق ألقط كلمة لحظة ما بتقلب زي الجون اللي مش ملاحق يصد كور، لأُكون عقليتي الثقافية من معلومات متقطعة, يا ستي أنا قاعد باتفرج معاك، ياعمي المذيع ده منافق، والراجل ده من الفلول والفيلم دا بايخ والأخبار تسد النفس، وما فيهاش جديد ولوفيه حاجة كنت هاقولهالك أنا، ولا تتجاوز ثقافتي حدود الأفلام والمسلسلات بالغة الأهمية، وربنا موجود.
- عاوز أجيب هدمتين الشتا دخل.. ما لوش لزوم عندك الدولاب مليان وفيه مصاريف أهم.. إنت مش حاسس ولا إيه؟ في حاجات أبدى من حاجات, بالمناسبة أنا اللي عاوزة أجيب هدوم أنا بقيت مبهدلة أوي.
التدخل في كل صغيرة وكبيرة:
هو فلان دفعلك إلإيجار ولا هتسيبه مبلطج في الخط؟ هو إنت برضه هتتعامل مع الزبونة دي أنا مش برتاح لها وشكلها كده مُلعب.
هو أنت برضه هتروح لأختك النهارده؟ يا ستي دي صلة رحم؟ وهي ليه معندهاش صلة رحم؟ يا أخي اتقل واعملك برسيتيج.
أنا نفسي تغير مكان شغلك.. يا حبيبتي أنا مرتاح فيه بس أنا مش مرتاحة.
الراجل اللي بيصلح الثلاجة ده مش مريح..إديله كلمتين في عضمه ده باين عليه نصاب.. يا ستي إحنا ما شفناش منه لسه حاجة وحشة.. لا سيبني أنا أكلمه ومن فضلك ما تدَّخلش وأنا باتكلم.
أه..نسيت النهارده إن فيه رجالة بدأت تحمل وتخلف والدنيا بتتغير.
الزوجة الملتصقة دائما:
كل شوية تليفون أتأخرت ليه؟ هتيجي امتي متغبش وكأن عقد الزواج كان عقد بيع تمليك وعلي الدنيا السلام.
عايزة أخرج.. روحي لأهلك شوية.. يبقي إنت عاوز تسربني، فيه إيه النهارده عاوز تروح فين؟ لأ عايزة أخرج معاك.. أنا تعبان.. على طول تعبان كده؟
إيه هتقعد علي الكمبيوتر النهارده برضه,أه عندي شغل ياأخي هو كل يوم شغل أنت مش بتقعد معانا خالص أنا مش حاسة إني متجوزة..خليك براحتك.
إذا كانت هذه العاطفة الفياضة وهذا الانصهار يجلبان السعادة لزوجك خلال الأشهر القليلة الأولى في العلاقة الزوجية، فإنه يبدأ في أن يجد ذلك الأمر ثقيلا بعض الشيء، هكذا تبدو مساحته المعيشية أكثر تقييدا بشكلمتزايد وسيود منك أن تكوني أقل اقتحاما لحياته.
إنك لا تدعيه لحظات للذهاب إلي النادي لممارسة رياضته المفضلة أو ليحتسي القهوةمع مع زملائه.
رد فعل الزوج: "أوه، لوكنت أستطيع قضاء عطلة نهاية هذا الأسبوع في المنزل وحدي؟"
اعلمي أن المرأة التي تخنق زوجها تظهر اعتمادها العاطفي عليه، وسيشعر شريك حياتها أنه مثقل وبأنه محاصر، للحفاظ على العلاقة الزوجية طيبة يجب أن تتركيه وشأنه لبعض الوقتوألا تضايقيه .
انتقاد أقربائه:
بالطبع لايزال حب التملك هو المسيطر فلو امتدحت أحد يبقي معنى كده إني بافضله عليها وولائي وانتمائي للناس اللي بره بالكامل وعامللهم خدي مداس ومهمش الننوسة.
فلو قال أخويا كلمة ولا خالتي تأخد الأمر كما تريد وتقول قصده كذا وكذا، والناس تروح وأنا أدخل حجرة التفتيش لحد الصبح، ومش هصفالك لحد ماتنسي الناس دي خالص.
بتسألي في كل وقت "مالك.. متغير ليه":
هذا السؤال بيتكرر بشكل مذري فلو سرحت في حاجة والا بافكر في مشكلة أو حتي قاعد أريح وهرشت في راسي يبقي بفكر في موزة عاجباني أو واحدة فقعتني بمبة (علي الرغم إن مافيش أمارة لحاجة من دي خالص.. أو يمكن حد عباني من ناحيتها.
يا ستي أنا بريح شوية.. بتريح واللا مش طايقني.. قول مالك, ثم تبدأ تتقمس والله هو المعين.
طب لو فيه حاجة مزعلاني تزعلي إنت كمان والا تقفي جنبي.. بالطبع قد ينقلب الأمر إلي مشاجرة.
التحليل:
الرجال يفضلون الصمت عادة والعمل على الكلمة(على عكس النساء).
إذا كانت غريزة الزوج الأولية هي عدم رغبته في التحدث إليك، فلا تلحي عليه في السؤال، فالرجال بحاجة إلى أن يتدبروا أمورهم من تلقاء أنفسهم، لا تحاول يجذب زوجك إليك عنوة حتي لا يضيق بك ذرعا.
والأسوأ من ذلك، لا تبدأي المناقشة في وقت غير مناسب بعد يوم عمل شاق أو الاستيقاظ من النوم وبدلا من ذلك ابدأي مناقشة غير رسمية، عندما يكون في حالة استرخاء.
تعليق علي الأحداث:
ما إن أري برنامج أو حدث يادوبك أول كلمتين أسمعهم من المذيع واللا المذيعة ثم تبدأ مراسلة الأخبار المنزلية في سيل من التعليقات علي الأنباء أو فتح أي موضوع آخر من الشرق والغرب وتقتل رغبتي في الاستماع، فلا أستطيع أن أفهم شيئا وأصاب بحالة من الصداع لأني أسمع الخبر من ناحيتين ولله الأمر.
التحليل:
المرأة بحاجة إلى أن تعلق علي كل شيء وأن تحكي كل شيء، حتى لو لم يكن هناك طائل من ذلك، بل على العكس، الرجال يكونون أقل راحة في الاتصال اللفظي ويجدون أن الكثير من الحوار يقتل الحوار.
كل شيء يعتمد علي مسألة الجرعة، تجنبي أن تكدسي عليه الكلمات، لا تتطرقي لـ 50 موضوع في نفس الوقت، لا تتحدثي عن أمر هنا وآخر هناك. وباختصار، كوني محددة واذهبي إلى الأساسيات، فمن المرجح أن يكون ذلك أفضل.
أنت مش راجل روح عالج نفسك:
لو كانت الحياة الزوجية مليئة بالعلاقة الجنسية ودخلت فترة عمل شاق يضطر الرجل لعدم القيام بواجباته يكون مش راجل ومحتاج لعلاج ووو..
وإن رفض يكشف يبقي حاسس بعلته يا ستي.. أنا زي الفل يا أخي شوف الناس بتعمل إيه ما بتشوفش الرومانسية في الأفلام شوف الممثل الأمور ده بيحضنها إزاي مش أنت, آخ.. أسيب شغلي وأفضل أسبلك؟ وماله؟ ده شغل أفلام بيضحكوا بيه علي الناس.. عموما ربنا يقدرني وأعمل عملية علشان أبقي شبه توم كروز.
وداعا للماكياج:
ياسلام علي البارفان والشياكة والرقة والصوت الواطي في الخطوبة والشوكة والسكينة والمناديل الملونة.. كلها حاجات راح وولي زمانها, الآن لا أري الماكياج والبارفان والشياكة إلا إذا كان فيه مناسبة "خارج البيت طبعا" نفسي أشوف الماكياج والشعر السايب ده لي أنا مش للي بره.. لا تعليق.
فين القهوة؟ روح أعملها أنت.. والعشا؟ روح سخنلك لقمتين وبيض أنا مش فاضية, وذهب الاهتمام والحب بغير رجعة، ولم يعد الأمل إلافي الحور العين.
وهذه بعض أشياء من آلاف لو اتكلمت بصراحة لأفردت المجلدات لكن لا زم أصون العشرة.