دراسة: ما العلاقة بين الأسبرين والوقاية من سرطان الأمعاء؟
12:00 ص - الثلاثاء 6 ديسمبر 2011
خاص الجمال - إيناس مسعود
هل تناول قرص أسبرين كل يوم يبعدك عن جراح السرطان؟
يوصي العلماء بإعطاء جرعة يومية من الأسبرين للأشخاص الذين يعانون من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء. يقلل تعاطي قرصين يوميا من الأسبرين لمدة عامين الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 63% على مجموعة تتكون من 861 مريض كانوا يعانون من خطر الإصابة بالسرطان، وهذا بناء على دراسة تمت في مركز (The Lancet).
صرح البروفيسور (جون بيرن) من جامعة (Newcastle) وقائد الدراسة أن الدليل يبدو قوياً بدرجة ملحوظة". وقال خبراء آخرون أن ما اكتشفوه كان إضافة واقعية لدليل متطور بإمكانية استخدام الأسبرين في رحلة علاج ومحاربة السرطان.
تفاصيل الدراسة:
تمت الدراسة على عدد 861 من المرضى المصابين بمتلازمة (Lynch) التي تصيب شخصاً واحداً من بين 1,000 شخص، حيث كافحوا لاستكشاف وعلاج حمض (DNA) الذي أصابه التلف مما جعلهم أكثر عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات منها سرطان الأمعاء، الرحم والمعدة.
صفقة رابحة:
عند النظر إلى جميع المرضى في هذه التجربة العلمية، فهؤلاء الذين تم إعطاؤهم 600 مليجرام من الأسبرين بصفة يومية نمى لديهم 19 حالة ورم سرطاني مقارنة بـ 34 ورماً سرطانياً نمى لدى المجموعة الأخرى التي لم تتعاطى الأسبرين، أي أن الأسبرين تمكن من تقليل ظهور الأورام السرطانية بنسبة 44%.
وعندما واصل الباحثون إعطاء هذا العلاج للمرضى لمدة عامين على الأقل قلت نسبة الإصابة بنسبة 63%، وقد كان هناك أيضا تأثير على أنواع أخرى من السرطانات ارتبطت بمتلازمة (Lynch) تراجعت إلى النصف لدى مجموعة المرضى الذين يخضعون للعلاج.
وأعلن البروفيسور (جون بيرن) من جامعة (Newcastle) عن وجود 30,000 شخص كبير في المملكة البريطانية المتحدة يعاني من متلازمة (Lynch)، فإذا تم إخضاعهم جميعا للعلاج سوف نمنع إصابتهم بعدد 10,000 نوع من السرطان خلال 30 عاماً، وتوقع أن ذلك سينقذ حوالي 1,000 حالة من الموت نتيجة لهذه المتلازمة، ومع ذلك سيكون هناك آثار جانبية.
ما هي الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام الأسبرين لعلاج السرطان؟
أضاف البروفيسور (جون بيرن) أنهم لو تمكنوا من منع الإصابة بعدد 10,000 نوع من السرطانات في مقابل حدوث 1,000 حالة من قرحة المعدة، و100 حالة من السكتة الدماغية، فهذا وباعتراف معظم الناس يعتبر صفقة رابحة.
ومن لهم تاريخ مرضي عائلي واضح خاصة سرطان الأمعاء يجب أن يضعوا في اعتبارهم وباهتمام إضافة جرعة منخفضة من الأسبرين لنظامهم اليومي، وخاصة من لديهم استعداد جيني لذلك، فالأسبرين معروف بقدرته على تقليل خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية لدى الأشخاص المعرضين بشكل كبير لهذه الأمراض.
حالة (أودري فرانسيز) وتجربتها مع العلاج بالأسبرين:
تصف المريضة (أودري فرانسيز) نفسها بأنها قنبلة زمنية متحركة، وكان يعرف عن أسرتها أن لها تاريخاً مع مرض السرطان؛ حيث شخص الأطباء حالتها بأنها تعاني من متلازمة (Lynch).
وخضعت (أودري) منذ 17 عاما لجراحة استئصال الرحم، وكان ذلك عندما اكتشف الأطباء أن لديها اثنين من السرطانات أحدهما داخل الرحم والآخر داخل المبايض، وأوضحت التحاليل أنها كانت تعاني من فقدان لمقدار من حمض الـ (DNA) الذي تسبب في نمو الأورام السرطانية، وقالت إنها لم تتمكن من إيقاف نمو السرطانات. لذلك شاركت في تلك التجربة وقررت منذ تلك اللحظة أن تعالج نفسها بنفسها باستخدام الأسبرين، وقالت إنها بدأت رحلة العلاج وتأمل في حدوث المعجزة.
دراسات أخرى:
اقترحت دراسات أخرى خلال العقدين الماضيين أن ما يقتل الألم يمكنه التقليل من الإصابة بالسرطان، ولكن هذه كانت أول تجربة محكمة تثبت علاقة الأسبرين بعلاج السرطان.
تصريح البروفيسور (بيتر روثويل):
عام 2010 اقترحت دراسة أن المرضى الذين يتم إعطاؤهم الأسبرين أقل عرضة لخطر الموت بنسبة 25% خلال التجربة، حيث صرح البروفيسور (بيتر روثويل) من جامعة (أوكسفورد) وقائد هذه الدراسة بأن آخر بحث ساعد بالتأكيد على بناء صورة متكاملة تشير كلها إلى نفس الاتجاه عن وجود علاقة بين السرطان والأسبرين.
تصريح البروفيسور (كريس باراسكيفا):
قال البروفيسور (كريس باراسكيفا) الباحث في الأورام السرطانية أن هذه الدراسة قدمت إضافة واضحة للدليل المتطور موضحة أهمية الأسبرين والعلاجات التي تشبهه في الحرب ضد السرطان.
الجدل المثار حول الدراسة:
من أحد التساؤلات التي أثارها الباحثون حول الأسبرين كانت: هل على الأشخاص الأصحاء - الذين ليس لديهم مخاطر أسرية أو تاريخ مرضي متعلق بالسرطان - تعاطي جرعة العلاج بالأسبرين؟
وكان الرد: كلما قل خطر الإصابة بالأزمات القلبية أو السرطان، كلما قلت الحاجة لتعاطي الأسبرين، فمازالت هناك آثار جانبية مميتة كامنة له.
وقال الباحث (جون): "إنه جدل متوازن"، وقرر أن المخاطر كانت تستحق هذا البحث وهذا العلاج، حيث يعتقد أنهم يواجهون الآن مشكلة من هم في عمر الخمسين أو الستين، تعتبر إضافة جرعة منخفضة من الأسبرين بصفة يومية لنظامهم شيئاً خطيراً، لأنه يمنحهم وقاية ضد السرطان، الأزمة القلبية والسكتة الدماغية.
لكن إذا فعلوا ذلك لابد أن يلاحظوا هؤلاء الأشخاص بحرص شديد، حيث سينتج عن العلاج تعريضهم لخطر الإصابة بقرحة المعدة، نزيف الأمعاء وقد يصيبهم بسكتة دماغية بصورة نادرة وهذا كله بسبب الأسبرين.