هل يتسبب الأسبرين في فقدان السمع؟
عمري 85 سنة. أتناول الأسبرين بجرعة 81 مليغراما (ملغم) يوميا لعدة عقود من السنين، وذلك لدرء وقوع نوبة قلبية.
وقد لاحظت مؤخرا وجود العبارة التالية على ملصق التعريف على عبوة الدواء: «توقف عن تناوله إن بدأت تعاني من طنين في أذنيك، أو بدأت تفقد سمعك»، هل ينبغي علي الحذر من الأسبرين؟
الجواب بكلمة واحدة هو: لا. إن الأسبرين يأخذ، عند دخوله الجسم، في التحول إلى مادة كيميائية تسمى «حمض الساليسيليك» salicylic acid، ولهذا فإن الأعراض الجانبية التي وردت في ملصق التعريف على عبوة الدواء تسمى أحيانا الأعراض «السيليسيلية» silicylism.
وقد يؤدي وجود مستويات عالية من الأسبرين في الدم إلى تأثيرات سامة. وطنين الأذن، وهو حالة من الرنين أو الصفير في الأذن، وفقدان السمع هما حالتان من بين كثير من الحالات الناجمة عن تلك التأثيرات السامة. إلا أنه لا يوجد خطر من حدوثهما أثناء تناول الأسبرين بجرعة 81 ملغم القليلة.
ويتناول كثير من الناس، مثلك، جرعات صغيرة منه للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
إلا أن الجرعات الكبيرة من الأسبرين كانت توصف في السابق في أحيان كثيرة، ويعود ذلك جزئيا إلى أن الأطباء لم يكن لديهم عدد كثير من الأدوية لوصفها للمرضى.
كما أخذ الأطباء يتعلمون أن كثيرا من الأدوية، ومنها الأسبرين، تؤدي مفعولها حين تناولها بجرعات أصغر كما هي حالها عند تناولها بجرعات أكبر.
ولذا؛ فإنه أمر لا يثير الدهشة، أن نرى أن الجرعات الأصغر ترتبط في العادة بظهور عدد أقل من الأعراض الجانبية.
وكمثال عما أتحدث عنه هنا، أورد توظيف الأسبرين في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو أحد الالتهابات التي تلحق الأضرار بالمفاصل.
فاليوم، المريض المصاب بآلام المفاصل الروماتويدي الذي توصف له الأدوية، لديه خيارات متعددة من العقاقير المخففة للمرض.
ولكن، وعندما كنت طالبا في كلية الطب كان الأسبرين بجرعة 1500 ملغم أو أكثر يوميا، يوصف كدواء في الغالب لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي.
وتناول مثل هذه الجرعة من الدواء يمكن أن يؤدي إلى ظهور تأثيرات سامة، ومنها طنين الأذن، كما أنني فحصت حالات من الأعراض «السيليسيلية» أثناء عملي في بداية حياتي الطبية.
ونعود إلى جرعة 81 ملغم التي تتناولها، فهي تبلغ نحو عشر تلك الجرعة الكبيرة من 1500 ملغم. ولذا، لا يجب عليك القلق من حدوث الأعراض «السيليسيلية»، خاصة أن الدلائل قوية جدا على فوائد تناول الجرعة الصغيرة من الأسبرين بشكل متواصل لحماية القلب والأوعية الدموية.
وأخيرا ومع تهاني لك بعمر 85 سنة، فإنني أعتقد أن عاداتك في تناول الأسبرين لعبت دورها في وصولك إلى هذا السن المتقدم.