«بياجيه» .. الحسناء التي يعشقها النساء والرجال

تتمتع مقارنة بأخواتها المنضويات تحت أجنحة مجموعة «ريتشموند» بالحسن والجمال والقوة في الوقت ذاته. فكل منتجاتها مصنوعة من الذهب من عيار 18 قيراطا من جهة، وكل تصاميمها تراعي الأناقة والحداثة من جهة ثانية، مما يجعل على الجنسين مقاومة سحرها.


التحدي الكبير الذي تواجهه، يكون في الغالب مع نفسها، وكيف يمكنها أن تحقق المعادلة الصعبة بين كونها من أهم صناع الساعات المعقدة، وبين كونها من أهم صناع المجوهرات الفاخرة، وذلك أنها لم تكن مثل غيرها دار مجوهرات تتحول إلى صناعة الساعات بل العكس، فهي أصلا صانعة ساعات تطورت وتحولت إلى دار ساعات ومجوهرات.

سبب هذا الالتباس أنها ظلت لسنوات تعرف أكثر بمجوهراتها التي تخاطب النخبة بتصميماتها الأنيقة والفريدة وخاماتها المترفة، إلى أن التحق بها رئيسها التنفيذي الحالي فيليب ليوبولد ميتزغر Philippe Léopold - Metzger في عام 2000.

رأى أنه لا بد من تغيير بعض الأولويات من دون أن تتأثر الأساسيات، أو قوة قسم المجوهرات. ما قام به أنه أعادها إلى الأصل ليحيي أمجادها في ابتكار حركات وتقنيات متطورة من خلال إبداع ساعات بوظائف وتعقيدات مميزة تكون رائدة وسباقة.

فما لا يعرفه العديد من الناس، بمن فيهم هواة جمع الساعات، أن دار «بياجيه» ولأكثر من 130 عاما، واحدة من أهم وأقدم صناع حركات الساعات ومكوناتها الدقيقة، وأنها هي التي كانت تزود صناع ساعات سويسريين من أمثال أوديمار بيغيه، بريغيه، إيبل، لونجينز، أوميغا، روليكس، أوليس ناردان، فاشرون وكونستانتان، زينيث وغيرهم، بهذه الحركات، من دون أن توقعها باسمها، مما جعلها، لزمن طويل، الجندي المجهول في جبال الجورا السويسرية.

البداية كانت في عام 1874 على يد شاب اسمه جورج إدوارد بياجيه، أسس مشغلا لصناعة هذه الحركات في مزرعة أهله. لم يكن عمره يتعدى الـ19 سنة، لكنه عاهد نفسه أن يحقق عدة إنجازات في صناعة الساعات التي كان يعشقها.

شعاره كان: «دائما تقديم أحسن مما هو مطلوب». ولم يمر زمن طويل حتى أصبح اسم «بياجيه» أشهر من نار على علم في منطقة نيوشاتل، حيث تزدهر صناعة الساعات السويسرية وتتمركز، وتحديدا في مدينة «لاكوت أو فيه» حيث يوجد مصنعها.

مرت السنوات وتوالت الأجيال، وفي عام 1943 تسلم قيادة الدار حفيداه، جيرار وفالنتان، اللذان سجلا اسمها كماركة ليبدأ عهد جديد دخلت فيه الأسرة مجال صناعة الساعات من الألف إلى الياء عوض الاكتفاء ببيع خبراتها ومكوناتها لشركات ساعات أخرى، بعضها أقل شأنا منها.

جاءت النقلة طبيعية، فهم أكثر من يفهم فيها، كما أنهم يتوفرون على كل مكوناتها ويفهمون أسرار حركاتها وتعقيداتها. وبالفعل تحقق الهدف وتكلل بالنجاح، بحيث لم تمر إلا سنتان حتى بدأت عملية التوسع بافتتاح مشاغل جديدة، خصوصا مع ولادة كاليبر بي9 (9P) الذي يتميز بأول حركة ميكانيكية ذات تعبئة يدوية فائقة الرقة (سماكتها 2 ملم)، تلاه كاليبر بي12 (12P) الذي كان أرق حركة أوتوماتيكية في العالم بسماكة تبلغ 2.3 ملم، بحيث دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية. وفي عام 1976 ولد كاليبر بي7 (7P) أصغر حركة كوارتز.

وفي عام 1988 التحقت «بياجيه» بمجموعة «ريتشموند». السبب يعود إلى أن العولمة فرضت ظروفا تستدعي تسويقا من نوع جديد ودعما ماديا كبيرا يحقق التوسع والمزيد من الانتشار.

عندما التحق بها الرئيس التنفيذي فيليب ليوبولد في عام 2000، كان أول ما لاحظه أن كاليبر 9بي لا يزال هو المستعمل وأن التركيز كان على الكوارتز أكثر وعلى المجوهرات، بل حتى الساعات تحولت إلى مجوهرات. لم ير مانعا في الأمر، لكنه أيضا رأى أنها حادت عن المبدأ الذي أرساه المؤسس، والذي يتمثل في البحث الدائم عن تقنيات جديدة في مجال الساعات.

وهذا ما جعل فيليب ليوبولد يشعر أن مهمته يجب أن تتركز على مجال الساعات، وتحديدا إبداع حركات جديدة ومتطورة، خصوصا أن صناعة الساعات تتقدم بسرعة، ولا يمكن لـ«بياجيه» أن تبقى واقفة في مكانها أو تعيش على مجد الماضي فقط.

يشرح: «كل التفاصيل التي تدخل في ساعات (بياجيه) معقدة، ويساعدنا على هذا أننا نصنع كل الحركات الخاصة في معاملنا. فنحن نعرف أن علينا أن نتميز وأن نقدم تعقيدات متطورة باستمرار حتى نبقى في الواجهة.

واليوم نحرص أن تتمتع كل ساعة بتقنيات عالية تجعل منها حلما لمقتني الساعات والعارفين، وأن تكون بكميات قليلة مما يجعلها متفردة».