متى يستلزم أجراء جراحة أزالة إعتام عدسة العين؟
أعتقد أني مصاب بحالة إعتام عدسة العين. لقد سمعت أن هذه الحالة تتطلب «النضوج» قبل إخضاع المصاب بها لعملية جراحية. هل هذا صحيح؟
تكون عدسة العين عادة شفافة، وتمتاز بأن لها بنية أكثر صلابة من بنية الجيلاتين. وحالة إعتام عدسة العين (تراكم الماء الأبيض في عدسة العين) cataract هي حالة تعاني فيها عدسة العين من التضبب، أو التغييم، الناجم عن تحلل أنواع مختلفة من البروتينات الموجودة في الأنسجة، وتجمعها. وبهذا فقد تصبح بنية العدسة في الحالات الصعبة صلبة جدا بمثل صلابة الصخر.
«شفط» أجزاء العدسة وفي الحقيقة فإن الناس كانوا متعودين على الانتظار لإجراء عملية جراحية، حتى الحين الذي تتصلب فيه (أو تنضج) عدسة العين بعد الإصابة بالمرض.
وتشمل الجراحة إزالة العدسة بكليتها تقريبا بعد إحداث شق كبير في العين. وتكون النتيجة أفضل عندما تكون العدسة صلبة، بحيث لا تتفتت عند إخراج الجراح لها.
ولكن ومنذ بدايات التسعينات من القرن الماضي، تم إجراء أغلب العمليات للتخلص من مرض إعتام عدسة العين بواسطة تفتيت العدسات إلى قطع صغيرة ثم شفطها نحو الخارج.
ولا يتطلب إجراء مثل هذه العملية أن تزداد صلابة العدسات. وفي الواقع فإنه قد يكون من الصعب أكثر شفط القطع الصغيرة الأكبر حجما الناجمة عن تفتيت العدسة المتصلبة.
والآن فقد حل جانب آخر في عملية تقييم هذه الحالة، إذ إنه يعتمد إجراء عملية جراحية لإعتام عدسة العين على مدى صلابة العدسة بل على مدى التشويش الذي تؤثر به حالتها على البصر.
وهناك مزايا أكثر من العملية الخاصة بشفط عدسة العين المسماة بـ«طريقة الفاكو» phacoemulsification technique (تذويب أجزاء العدسة بالموجات فوق الصوتية ثم شفطها). وهنا يكون الشق الجراحي أصغر بكثير، ولذا فلا تتطلب العملية خياطة الشق. كما تشفى العين أسرع.
وتظل عبوة العدسة في داخل العين، مما يساعدها في عملية الإمساك بالعدسة الصناعية التي توضع محل العدسة الطبيعية المريضة.
وتتعرض هذه العبوة لدى نحو ثلث المصابين إلى حالة التضبب أيضا، إلا أن هذه المشكلة تحل بسهولة بتوجيه شعاع من الليزر لإحداث ثقب صغير في العبوة. وتكون عملية الليزر هذه سريعة ولا يصاحبها الألم.
سلامة الجراحة لا تحدث جراحة إعتام عدسة العين، مثلها مثل كل العمليات الجراحية، من دون أخطار. فقد تظهر حالات إصابة العين بعدوى، أو التورم، أو النزف من مختلف أنحاء العين. ولكن التحسن يظهر في 98 في المائة من حالات الأشخاص الذين يخضعون لها.
وعندما يصل الإنسان إلى عمر الستين فإنه يتعرض في الغالب لبعض التضبب في عدسة العين. وتعتبر رؤية الضوء المشتت بدلا من الضوء الساطع المركز، وكذلك ازدياد عدم وضوح الرؤية، من علامات على حالة إعتام عدسة العين، رغم أنها يمكن أن تكون ناجمة عن مشكلات صحية أخرى في العين.
ولا يوجد اختبار موضوعي لتحديد الوقت الذي يحتاج فيه المصاب إلى عملية جراحية، إذ يكمن الأمر في مدى شعور المصاب بفقدانه للرؤية الواضحة.
وغالبا ما يطرح السؤال التالي: هل بالإمكان درء حدوث إعتام عدسة العين؟ ربما، فالضوء فوق البنفسجي مضر بالعينين، ولذا فإن ارتداء نظارات شمسية ربما يساعد شيئا ما، إلا أن النتائج هنا لا تزال متفاوتة.