"الزواج لـ30 دقيقة" وثائقي يكشف أسرار زواج المتعة بإيران
12:00 م - الإثنين 8 أغسطس 2011
سئلت إيرانية "متى ينتهي زواجك؟" فردت قائلة: "لم يعد لدي سوى ثلاثة أشهر"، هذا مقطع في فيلم وثائقي ألماني يكشف أسرار زواج المتعة في إيران الذي بمقتضاه يحق للأزواج إبرام عقد زواج مؤقت، ربما يستمر 50 عاما وربما لـ30 دقيقة فقط، وذلك تبعا للظروف.
يوضح فيلم "في بازار الجنسين" والذي يعرض حاليا في 35 دار سينما ألمانية حقيقة هذا العرف الغريب المعمول به منذ عقود في إيران.
ورغم ظهور عدد من المآسي من حين لآخر في الفيلم؛ إلا أنه مسلٍّ، وهو ما ظهر في ضحكات المشاهدين خلال العرض الأول للفيلم الأربعاء 3 أغسطس/آب في كولونيا.
فعلى سبيل المثال؛ هناك مشهد في بداية الفيلم يظهر فيه رجل دين إيراني "مولا" ذو عمامة وملتح يلقي محاضرة عن الشكل الذي يسمح بممارسته من الجنس خلال الزواج المؤقت. وبدا هذا الرجل محرجا، وهو ما ظهر في حكه لمنطقة خلف الأذن، كما أبدى ابتسامة مكتومة.
ويُعلق معظم الإيرانيين -خلال الفيلم- على شؤون حياتهم اليومية غير البسيطة دائما بمزاح جاف. فهذا سائق تاكسي إيراني أعزب أجهده البحث عن سكن لأن أصحاب الشقق غالبا ما يرفضون غير المتزوجين، يجيب على سؤال: "كم عدد أبنائك؟" قائلا: "ليس لدي أصلا الأم اللازمة لذلك".
واشتكى هذا السائق لدى أحد علماء الدين من أن الإيرانيات يضطررن لارتداء ملابس طويلة في هذه الحرارة الملتهبة، معتبرا ذلك "غير عادل".
وترفض المخرجة سودابه مورتيزاي -النمساوية ذات الجذور الإيرانية- التعليقَ على مشاهد الفيلم الذي يبلغ 84 دقيقة، وتقتصر في عملها على ترك أبطال الرواية يتحدثون عن زواج المتعة في مواقف متعددة.
فهذا هو زواج المتعة يظهر عندما يريد زوجان إبرام عقد زواج جديد لمدة عام في مكتب زواج، وهي عملية بسيطة يتم خلالها توعية الزوج بأن من حقه -حسب المذهب الشيعي- الزواج أربع مرات عادية، وإبرام أي عدد يريده من زيجات المتعة، طالما امتلك ما يكفي من المال الذي يعول به زوجاته.
ثم يقوم الموظف المختص بملء استمارتين، ويوجه تهنئة مقتضبة بحكم عمله قائلا: "مبروك!".
واشتكى عالم دين شيعي كبير في الفيلم من أن الإيرانيات مصابات بالغيرة المرّضية، مما يجعلهن يستكثرن على الرجل التزوج بأربع نساء، حسبما تسمح له الشريعة.
ويرى هذا العالم في الفيلم أن وضع الرجال الخليجيين في هذا الأمر أفضل بكثير "فإذا مرضت إحدى زوجاته الأربعة حلت الثلاث الأخريات محلها".
ولا يرى الإيرانيون في زواج المتعة شكلا من أشكال الحرية، بل جزءا من النظام القمعي في دولة دينية يصور استبداد الرجال، كما أن الكثير من النساء اللاتي يقررن دخول مثل هذه العلاقة (زواج المتعة) يفعلن ذلك لأسباب اقتصادية، فهن يلعبن دور "العاشقات" مقابل "المهر".
يبرز الفيلم السلطة سيئة السمعة لرجال الدين الإيرانيين، والوعي الذاتي للنساء الإيرانيات، فعندما ذهب أحد رجال الدين الشيعة لتناول طعامه في مطعم استهزأت به مجموعة من النساء على المائدة المجاورة.
وأكدت المخرجة أن هذا المشهد غير مفتعل، وأن "الأغلبية الكبيرة من الإيرانيين لم تعد شديدة التدين، وتريد الانفصال عن الدين والدولة"، وهذا هو بالفعل الانطباع الذي تخلفه مشاهدة الفيلم.
يُشار إلى أن القانون في إيران يجرم ممارسة الجنس خارج العلاقة الزوجية في إيران، ويعاقب عليها بالجلد.