ملخص .. أسبوع باريس للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2011 ـ 2012
12:00 م - الأحد 17 يوليو 2011
يوم الأربعاء الماضي، اختتم أسبوع الموضة الباريسي للأزياء الراقية، مخلفا أصداء طيبة بأن خريف وشتاء 2011 - 2012 سيكون في غاية الأناقة، سواء تعلق الأمر بأزياء النهار أو المساء.
فالموضة الراقية عادت إلى قواعدها التي تحترم أن المرأة الأنيقة تريد أن تكون كذلك في كل أوقاتها وليس فقط في المساء، بل إن بعض المصممين ركزوا على النهار أكثر مثل اللبناني ربيع كيروز، المغربية بشرى جرار، وغيرهما، بينما قدمت دار «شانيل» أزياء لكل المناسبات والأوقات.
بدأ الأسبوع مدويا وعاصفا، إذ إن عرض «ديور» الذي يرقبه الكل بانتظار ما ستكشف عنه الدار من إبداعات من دون مصممها المغضوب عليه، جون غاليانو، الذي فصل منذ أكثر من أربعة أشهر، كان مخيبا للآمال، ولم يساعدها أن حجم التوقعات كان كبيرا، خصوصا أنها عودتنا على عرض أشبه بالسيمفونيات أو المسرحيات الساحرة في السابق.
لكن سرعان ما تسارع الإيقاع في المساء، وبدا التنافس على أشده لاستقطاب زبونات جديدات لهذا الموسم الذي انخفضت زبوناته بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بسبب موت بعضهن، أو عزوف بعضهن عليها لأسباب اقتصادية.
لحسن الحظ أنه عندما يقفل باب تفتح أبواب، وبالتالي فإن تقلص عدد زبونات السوق الأميركية قابله ظهور زبونات قويات من أسواق الشرق الأقصى والشرق الأوسط.
زبونات شابات يفهمن الموضة جيدا، ولا يقبلن بأي شيء يمليه عليهن المصممون، الأمر الذي وضع الكثير منهم في تحد كبير لكي ينجحوا في كسب ودهن وإرضاء طموحاتهن.
كل مصمم من المصممين المشاركين في البرنامج الرسمي أو على الهامش، قدم قطعا لا تنسى، ولأن المساحة لا تكفي لعرضها كلها، انتقينا هذه المجموعة على أساس أنها «زبدة» ما تم تقديمه:
إيلي صعب
في اليوم الأخير من الأسبوع، أتحف المصمم إيلي صعب الحضور بتشكيلة تقطر حجرا ولؤلؤا وماسا، وتخاطب النجمات والأميرات في المقام الأول. لم يقدم جديدا يذكر من حيث التصاميم، لكنه أكثر من عبر بفساتينه، المنسدلة والمحددة على حد سواء، عن الرومانسية في هذا الأسبوع، كونه شرقيا متشبعا بقصص ألف ليلة وليلة، وأجواء القصور حيث تعيش زبوناته وزبونات الـ«هوت كوتير» عموما.
الألوان جاءت هادئة تتباين بين الأبيض والأسود والأزرق الرمادي والبيج الوردي، لكنه أبدع في تطريزاته بشتى الأشكال والأساليب وبجرعات محسوبة ابتعدت عن التكلف وعانقت الرقي بالأحضان.
الجميل هنا أن أسلوبه كان واضحا ويفضح نفسه، وهذا ما تطمح له أي امرأة أنيقة.
جيامباتيستا فالي
بعد عرض «ديور» بدأت النفوس تهدأ وأقلام الانتقاد تخف، خصوصا بعد أن قدم المصمم الروماني الأصل، جيامباتيستا فالي، تشكيلة خاطب بها المخمليات وفتيات المجتمع في المقام الأول. ليست هذه المرة الأولى التي يخاطب فيها هذه الطبقة، لكنها أول مرة يخوض فيها مجال الـ«هوت كوتير» ووُفّق فيما قدمه بشكل كبير.
قدم 45 قطعة كلها تعكس أن هذا المصمم سيكون وجها مهما في هذا الموسم من الآن فصاعدا. الأسلوب كان بورجوازيا غلبت عليه فساتين درامية تغذي حاجة امرأته التي لا تتوقف عن السفر والسمر في الوقت ذاته.
هذه المرة جاء الأسلوب مطعما بلمسة «ريترو» تحن إلى الماضي، استعمل فيها الكثير من الريش والتطريزات المتنوعة، من دون أن ينسى ماركته المسجلة المتمثلة في الأحجام الكبيرة، التي تركزت هذه المرة في التنورات.
«شانيل»
مصمم دار «شانيل» كارل لاغرفيلد قرر أن ينظم قصيدة شعرية على ضوء القمر والنجوم في «لو غران باليه». كان يحتاج إلى ظلمة الليل، لهذا كان العرض على الساعة العاشرة مساء، لكي يشعر الحضور برومانسية ساحة بلاس فاندوم، والمكان الذي عاشت فيه كوكو شانيل، أغلب حياتها.
ما لم يتوقعه البعض أن التشكيلة أيضا كانت بألوان داكنة تعكس ظلمة الليل، مثل الأسود والرمادي والأزرق النيلي والكحلي، كانت تضيئها تطريزات أضفت عليها بريقا، سواء تعلق الأمر بتايورات النهار أو فساتين المساء والسهرة.
لم تكن رومانسية بقدر ما كانت عملية وعصرية تخاطب شريحة الصغيرات من اللواتي أصبحن يحتللن المقاعد الأمام في أغلب العروض بدلا من جداتهن في موسم الـ«هوت كوتير».
الكثيرات منهن كن من الشرق الأوسط، مما يفسر طول التنورات التي تعدت الركبة بكثير، وبعضها وصل إلى الكاحل. أمر لا بد أن ترضى عنه الآنسة كوكو شانيل، التي كانت تتابع العرض من فوق النصب الذي يتوسط قاعة العرض، كونها كانت لا تحب كشف الركبة على أساس أنها جزء قبيح من الجسم، كما ترضى عنه زبونات الـ«هوت كوتير» في الشرق الأوسط على الأقل.
جون بول غوتييه
بعده، كان اللقاء مع جون بول غوتييه، الذي قدم تشكيلة تتمتع بكل عناصر الإبداع والابتكار، وإن لم تتمتع بحيويته السابقة وشقاوته المعهودة. قدم مجموعة لا يستهان بها من القطع الرجالية فيما بدا أنه رغبة في إدخال الرجل إلى عالم الـ«هوت كوتير»، لكن تبين فيما بعد أن هذا ما كان إلا تمهيدا لتقديم عطر رجالي جديد.
بالنسبة لأزياء المرأة، فغلب عليها الريش والتصاميم التي تستقي خطوطها من أجنحة الطيور، لأنه استلهمها من فيلم «بلاك سوان». لم تغب قطعه المألوفة من الكورسيه، إلى التايورات الرجالية المؤنثة مرورا بالجاكيتات ذات الأحجام المنفوخة واستعماله الفرو والجلود بتقنيات جديدة، أو الفساتين المنسابة من الحرير مثل هذا الفستان.
جيورجيو أرماني
اليوم الثاني من الأسبوع، كان نصيب كل من جيورجيو أرماني، ستيفان رولان، «جيفنشي» و«شانيل». الأول قام برحلة إلى اليابان، غرف منها الكثير من الحرير والتصاميم المستلهمة من الكيمونو والورود.
وعلى الرغم من أنه ترجم هذه التصاميم بلغة إيطالية سلسة وأنيقة، إلا أنه في بعض الأحيان جعلها ضيقة من تحت بشكل يصعب المشي فيها بخطوات عادية، مستحضرة مشية فتيات الغيشا. لكن كل ما فيها، من خامات وألوان ونقوش وإكسسوارات، كانت لافتة، وليس أدل على ذلك من القبعات التي يمكن أن تغني عن تاج مرصع بالأحجار الكريمة لابتكارها وفنيتها.
«ديور»
الدار عودتنا دائما على أزياء رومانسية تحتفل بالمرأة وجمالها وتعطيها في الغالب أفخم الأزياء، لم تنجح في تحقيق ذلك في هذه التشكيلة، ومع ذلك من الظلم القول إن كل القطع لم تكن في مستوى الدار وتاريخها، فتحت البهرجة والمبالغة في تنسيق القطع والماكياج والإكسسوارات، كانت تكمن حرفية الدار وبعض جيناتها التي يصعب التخلص منها، ولا نريدها أن تغيب.
كل ما علينا هو الانتقاء للوصول إلى قطعة مميزة، مثل هذا الفستان الأبيض الذي يشير إلى أن الأنامل الناعمة العاملة في محترف الدار بافينو مونتين، لم تفقد قدراتها وسحرها على الرغم من فقد الدار لمصممها المبدع.
ستيفان رولان
ستيفان رولان، أيضا قام برحلة إلى الشرق الأقصى، واستقى من الخط الصيني التراثي انسيابيته، ومن الكيمونو حريره ومعانقته الجسم، بالإضافة إلى عيدانه التي استعمل أشكالها في إكسسوارات تزين الكثير من القطع.
في هذه الرحلة المثيرة، عرج على جبال غيلين، إحدى العجائب السبعة، ورسمها على الأجزاء السفلية من بعض الفساتين تمثل الضباب الذي يغلف هذه الجبال العجيبة. ويبقى أهم شيء في هذه التشكيلة، ذلك الإحساس بحركة الجسم داخل الأقمشة والتصاميم المنحوتة على الجسم في بعض الأحيان.