دراسات وأبحاث جديدة حول أمراض الجهاز الهضمي
القولون العصبي
- اختلال الساعة البيولوجية يزيد مخاطر الإصابة بالقولون العصبي
في الدراسة التي نشرت خلال شهر مارس (آذار) الماضي في مجلة الجمعية الأميركية للجهاز الهضمي، أكد باحثون بجامعة ميتشيغان، زيادة مخاطر الإصابة بالقولون العصبي بين الأشخاص الذين يعملون بنظام الورديات المناوبة، مقارنة بآخرين تتسم فترات عملهم بالثبات وعدم التناوب المتكرر.
وفسر الباحثون النتائج باعتبار أن القولون يعمل طبقا لساعة بيولوجية مسؤولة عن تنظيم حركية الأمعاء والقولون خلال الساعات الست الأولى من اليوم، وبالتالي فإن اختلال هذه الساعة نتيجة تغير مواعيد العمل بنظام الورديات يؤدي إلى الشعور بالمغص وألم البطن والانتفاخ واضطراب عملية الإخراج.
وأكد الباحثون أن اضطراب النوم لا يفسر زيادة أعراض القولون العصبي كاملا في مثل هذه الحالات، ولذا يجب إجراء المزيد من الدراسات لمناقشة تأثير تغيرات الساعة البيولوجية على مرضى القولون العصبي.
أشارت دراسة نشرت خلال شهر مارس الماضي في المجلة الطبية البريطانية «BMJ»، إلى دور العلاج بالتنويم الإيحائي «hypnotherapy»، المعروف خطأ باسم «التنويم المغناطيسي» في التخلص أو الإقلال من أعراض القولون العصبي.
وأكد الباحثون أن عقار «ريفاكسيمين» يمنع زيادة تكاثر البكتريا والتخمر بالأمعاء لفترات طويلة، مما يؤدي إلى تحسن الأعراض المصاحبة للقولون العصبي.
- تحليل البول للكشف عن سرطان القولون
أشارت دراسة نشرت خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي في مجلة الجمعية الأميركية للكيمياء، إلى توصل العلماء لاستخدام تحليل البول للكشف المسحي والكشف المبكر عن سرطان القولون، وذلك عند إجراء مقارنة بين تحليل البول لمرضى مصابين بسرطان القولون وأشخاص آخرين لا يعانون من السرطان.
واستطاع الباحثون تحديد 16 مادة كيميائية موجودة بكميات غير طبيعية في بول المرضى المصابين بسرطان القولون، مثل ارتفاع مادة «تريبوفان»، أحد الأحماض الأمينية الموجودة في بروتينات الجسم. ويحتمل أن يصبح تحليل البول بديلا عن استخدام منظار القولون للكشف المسحي والاكتشاف المبكر لسرطان القولون.
ويعتمد الاختبار على قياس بروتينات تسمى «كالبروتيكتين - Calprotectin» تفرزها الخلايا الالتهابية بالأمعاء والقولون وتخرج مع براز المريض.
يرى الباحثون أن الاختبار المسحي للبراز يمكن اللجوء إليه لتحديد المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالتهابات القولون، واللجوء إلى الفحص بالمنظار كخطوة تالية لتأكيد التشخيص في حالة الاشتباه في المرض.
وأشارت فحوصات الأنسجة التي أجريت بعد استخدام النظام العلاجي الجديد إلى تحسن واضح في درجة الالتهاب وسلامة الخلايا المبطنة للقولون، ويعكف العلماء حاليا على تطوير هذا النظام العلاجي، من أجل تطبيقه على البشر.
- تزايد معدلات إصابة الأطفال بالإمساك
تشير الإحصائيات الواردة في تقرير مركز جون هوبكنز لطب الأطفال خلال شهر أكتوبر الماضي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالإمساك الشديد أو المزمن بين الأطفال بنسبة 30% مقارنة بإحصائيات عام 2008.
ويرى الخبراء أن السبب وراء هذه الزيادة يرجع إلى عدة أسباب، مثل الاعتقاد الخاطئ بأن إمساك الأطفال سوف يتحسن مع تقدم العمر، أو الاعتقاد بأن تغيير النظام الغذائي للطفل كفيل بإعادة الصرف المعوي إلى حالته الطبيعية، مما يؤدي إلى التأخر في طلب الاستشارة الطبية المتخصصة وعدم استخدام العلاج المناسب وتفاقم شدة الإمساك.
- المحافظة على ثروة البكتريا الصديقة ضرورة صحية.
تناولت دراسة مرجعية نشرت خلال شهر نوفمبر الماضي، على موقع «ساينس دايلي»، نتائج أكثر من 60 دراسة (56 دراسة أجريت على الأطفال)، أكدت أن مكملات البروبايوتك تلعب دورا مهمّا في التخلص من البكتريا والفيروسات والطفيليات المسؤولة عن حدوث الإسهال، كما أكدت أن إعطاء مكملات البروبايوتك بالإضافة إلى محاليل معالجة الجفاف تؤدي إلى الإقلال من مدة الإسهال في أكثر من 60% من الحالات دون حدوث أعراض جانبية لاستخدام هذه المكملات باستثناء بعض حالات القيء البسيطة.
كما أكد الباحثون على أهمية عدم الإسراع في إعطاء المضادات الحيوية للتخلص من البكتريا الحلزونية إلا في وجود تقرحات المعدة، خصوصا المناطق التي تعاني من ارتفاع نسبة الإصابة بالسلمونيلا، وضرورة إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة تأثير وجود جرثومة المعدة للإقلال من شدة الإصابة بالكوليرا والتهابات القولون الناتجة عن الإصابة ببكتريا «Clostridia» وغيرها من الأمراض الالتهابية التي تصيب القولون.
- للمرة الأولى، إنتاج نسيج معوي متكامل في أنبوبة الاختبار.
دراسة نشرت خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي في مجلة «نتشر - nature» أكدت تمكن فريق من العلماء بقسم التطور البيولوجي التابع لمركز طب الأطفال بجامعة سينسيناتي الأميركية من تخليق نسيج معوي متكامل من الخلايا الجذعية في أنابيب المختبر.
أكدت الدراسة أن الخلايا الجذعية البشرية يمكن تحويلها في المختبر إلى نسيج بشري فعال ذي تركيب خلوي مماثل لنسيج الأمعاء البشري، وهذا الإنجاز يبشر بالأمل العظيم لفتح مجالات واسعة لدراسة النمو والتطور الطبيعي لخلايا الأمعاء البشرية ودراسة كفاءة امتصاص الأدوية والمواد الكيميائية المختلفة من خلال الأمعاء التي تقوم بامتصاص معظم الأدوية والكيمائيات التي تعطى عن طريق الفم.
بالإضافة إلى معرفة ما يحدث على وجه الدقة عند تعرض الخلايا المعوية للأمراض المختلفة، وتمكين العلماء من دراسة إمكانية زراعة خلايا أو أنسجة معوية في الحالات المرضية التي تصيب الأمعاء.
دراسة أخرى نشرت خلال شهر ديسمبر الماضي في دورية «لانست» الطبية الشهيرة أكدت فعالية الأسبرين في الحماية من بعض أنواع السرطان.
ويرى الباحثون أن تناول الأسبرين قد ينطوي على خطر ضعيف لنزيف الجهاز الهضمي، إلا أن هذا الخطر يتضاءل أمام فوائده في الحد من مخاطر الإصابة بالسرطان ومخاطر الإصابة بالأزمات القلبية.