أسئلة غير شرعية لكنها تسأل في كل مقابلة شخصية
خاص الجمال - إيناس مسعود
بالطبع مجرد كلمة مقابلة شخصية يصيب الشخص المتقدم لعمل ما بنوع من التوتر الذي ينعكس في صورة حالة سيئة؛ خصوصا إذا كانت تلك الوظيفة أملاً تتوقف عليه طموحات الشخص، ومع ذلك يقوم صاحب العمل بطرح أسئلة تزيد من الأمر سوءاً وهو يعلم عدم شرعيتها.
تستند شرعية أسئلة المقابلة الشخصية على قوانين اتحادية على مستوى العالم والمستوى المحلي أيضا، ففي الولايات المتحدة هناك أسئلة عن موضوعات محددة (مثل العرق والدين) يمكن أن تكون غير شرعية نتيجة لبعض القوانين الدولية مثل قانون الحقوق المدنية الذي صدر عام 1964، أما إذا كانت هناك علاقة بين تلك الأسئلة والوظيفة المتقدم لها يمكن أن تأخذ نوعاً من الشرعية، وإذا كانت غير ذلك فيصبح من حق الشخص التقدم بشكوى.
ومن هنا تصبح تلك الأسئلة الغير مشروعة مشكلة مثيرة للاهتمام، وبحاجة إلى البحث حتى نقي أنفسنا الوقوع في شباك الصيادين، فمن حقك إما أن تجيب عليها أو ترفض ذلك مع العلم أنها ربما تكلفك فقدان الوظيفة المتقدم لها.
الآن تعرف على الأسئلة الغير مشروعة والأمر يرجع إليك أيها المتقدم للوظيفة
كم عمرك؟
مع الكثير جدا من الناس الذين يتخيرون البقاء في العمل بعد سن التقاعد" 65 عاما"، تغير توازن سوق العمل للموظفين. لسوء الحظ، يمكن أن يعني ذلك أيضا مزيدا من التمييز على أساس السن.
يفضل بعض أصحاب العمل توظيف صغيري السن مع عدد أقل من تكاليف الرعاية الصحية المحتملة، بينما يفضل الآخرون توظيف كبار السن مع حرمانهم من نفس التكاليف السابقة، ومهما كانت الشروط والرغبات التي يضعها أصحاب العمل إلا أن السؤال عن سن المتقدم مازال غير قانوني.
من الناحية القانونية يمكن لصاحب العمل أن يسأل المتقدم إذا كان فوق سن الثامنة عشرة أو الواحد والعشرين؛ حتى يتأكد أن الشخص قد تخطى السن القانوني حيث لا يسمح للقصر بالعمل في ذلك المكان، لكن إذا دخل السؤال في تفاصيل فهو بذلك قد دخل منطقة خطرة.
أين ولدت أو ما هو محل ميلادك؟
عندما يأتي شخص مهاجر من مكان ما للعمل، لا يجب أن يقف مكان نشأته أو بلده الأصلي حائلا أو عاملا أساسيا في حصوله على العمل، وبالرد على هذا السؤال أنت تمنح صاحب العمل معلومات يحتاج إليها فقط للحصول على تاريخ الشخص الخاص وربما عرقه، وإذا كان لدى صاحب العمل تفضيل ضمني أو آراء خاصة نحو العرق أو الأصل فهذا يعتبر خطر على المتقدم للوظيفة.
يمكن لصاحب العمل أن يسأل المتقدم عما إذا كان وجوده في الدولة قانونياً أم لا، وبهذا يستشف شرعية منحه العمل أم لا، لكن لا يسمح له باستخدام بلد المنشأ كجزء قد يتوقف عليه قرار منح الوظيفة لشخص معين دون غيره.
وبالإضافة لذلك، يمكن لصاحب العمل استخدام استمارات لجمع المعلومات الشخصية لأغراض العمل الإيجابية، منفصلة تماما عن طلب الوظيفة كما لا يجب جمع تلك المعلومات أثناء المقابلة الشخصية.
هل أنت متزوج؟
يعتقد بعض أصحاب العمل أن الحالة الاجتماعية للمتقدم للوظيفة تلعب دورا حيويا في تفرغه للعمل، حيث يؤمنون أن المتزوج قد تقل إنتاجيته ويصاب بالإرهاق سريعا، بينما يقدم الأعزب إنتاجاً أكثر وهذه وجهة نظر.
هناك وجهة نظر أخرى، فيعتقد آخرون من أصحاب العمل أن الشخص الأعزب لا يمكن الاعتماد عليه أو الوثوق به؛ بينما المتزوج يمثل لهم صورة للشخص الناضج، وفي كلا الحالتين هذا سؤال غير شرعي.
تشير الحالة الاجتماعية أيضا إلى الوضع الأسري الحالي للمتقدم، ومن هنا يتدخل في شئون الزوجة والأولاد، فإذا استمر صاحب العمل فى طرح هذا السؤال وليس لديك رغبة في الرد عليه يمكنك بذكاء أن تختار تجنب مناقشة حياتك الشخصية وحياة أولادك في المقابلة.
هل تعاني من إعاقة ما؟
يعتقد بعض أصحاب العمل أن الحالة الاجتماعية للمتقدم للوظيفة تلعب دورا حيويا في تفرغه للعمل، حيث يؤمنون أن المتزوج قد تقل إنتاجيته ويصاب بالإرهاق سريعا، بينما يقدم الأعزب إنتاجاً أكثر وهذه وجهة نظر.
هناك وجهة نظر أخرى، فيعتقد آخرون من أصحاب العمل أن الشخص الأعزب لا يمكن الاعتماد عليه أو الوثوق به؛ بينما المتزوج يمثل لهم صورة للشخص الناضج، وفي كلا الحالتين هذا سؤال غير شرعي.
تشير الحالة الاجتماعية أيضا إلى الوضع الأسري الحالي للمتقدم، ومن هنا يتدخل في شئون الزوجة والأولاد، فإذا استمر صاحب العمل فى طرح هذا السؤال وليس لديك رغبة في الرد عليه يمكنك بذكاء أن تختار تجنب مناقشة حياتك الشخصية وحياة أولادك في المقابلة.
هل تشرب الكحول؟
شئونك الخاصة ليست محل نقاش أمام صاحب العمل، فليس من حقه أن يسألك عما تشرب من مشروبات سواء كانت حلالاً أو حراماً، لأن ما تمارسه خارج العمل من وقتك الخاص لا يحق لأحد أن يتجسس عليه أو يتحكم به، مادام لا يؤثر على كفاءة وإنتاجية العمل.
كذلك بالنسبة للمدخنين ليس مسموحاً لصاحب العمل مناقشة ذلك أيضا، فله الحق في وضع قوانين معينة تنهي عن التدخين أو شرب الكحوليات أثناء العمل.
هل تم اعتقالك من قبل ؟
في كل أنحاء العالم هناك مبدأ قانوني يقول إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وباتباع هذا المبدأ إذا تم القبض عليك لا يعني ذلك أنك مدان، ولذلك فإن الأسئلة التي تخص تاريخ اعتقالك غير مسموح بها في المقابلة الشخصية.
يجب العلم أن صاحب العمل يمكن أن يسأل عن ما إذا كان المتقدم للوظيفة قد أدين في جريمة ما، وإذا كان لديه سجل جنائي، وهذا قانوني إذا تعلق بالعمل، لأن العمل في أماكن معينة مثل البنوك وغيرها من شركات الأموال لابد أن تتحقق من الخلفية الجنائية للموظفين، فالعمل هناك يتطلب درجة من الأمن لجميع العاملين بها.
لكن إذا تم القبض عليك بدون توجيه أو إثبات إدانة أو أي سوابق جنائية، فيجوز أن يسأل عن السبب وليس التاريخ الخاص بالاعتقال.
هل أنت منضم لأي منظمات أو جماعات ؟
مهما كانت انتماءاتك - سواء كانت سياسية، مهنية أو غير ذلك - فهى لا تمثل جزءاً من وظيفتك، إذا لم يسبب ذلك تضاربا مع مصلحة العمل، ورغم ذلك مازال هذا سؤال غير قانوني، ولكي تجعله قانونيا، سيحتاج صاحب العمل أن يسأل سؤالا يصف به مهام الوظيفة، ويستفسر عن ما إذا كانت ستسبب أي مشكلة لأي انتماءات تنتمي إليها.
بالإضافة إلى الانتماءات السياسية والمهنية، تعتبر العقائد الدينية شيء خارج نطاق العمل، ولا يحق لصاحب العمل أن يسألك عن الإجازات الخاصة بمناسباتك الدينية أثناء العام، فليس من حقه معرفة تفاصيلها أو المشاركة فيها.
ما هو طول قامتك ؟
قد يريد صاحب العمل معرفة مدى مهارتك في العمل البدني وقد يتضمن رفع أحمال أو السفر لمسافات كبيرة وإذا كان المتقدم لائقا بدنيا بدرجة كافية للقيام بمهام وظيفته أم لا، ومازال السؤال عن الطول سؤال غير قانوني، لكن من المناسب أن يسأل المتقدم عما إذا كان ماهرا في بعض المهام الخاصة بدون التطرق لمثل هذا السؤال العام، بينما يعتبر الاستثناء الوحيد لمعرفة طول الشخص إذا كان هناك حد أدنى ضروري توفره ليقوم المتقدم بمهمة العمل بطريقة آمنة.
يعتبر الوزن أيضا من الموضوعات الهامة والسؤال عنها أيضا غير مشروع حتى إذا كانت المهام العملية تتضمن رفع أو حمل أشياء، وهذا أيضا غير مشروع لأن موضوع الوزن شيء مثير للجدل ولا يحدد إذا كان الشخص قادر على القيام بمهام أساسية أو لا.
كيفية التعامل مع الأسئلة الغير شرعية في المقابلة الشخصية
كمتقدم للوظيفة
الشيء الرئيسي هو أن ندرك أن معظم الأشخاص الذين يجرون المقابلات لا يدركون أن تلك الأسئلة غير قانونية، كما أن هذا النوع من الأسئلة ليس له تأثير كبير على من يحصل على الوظيفة، لكن هذا ليس عذرا، ويجب وضعها في الاعتبار.
ولتهرب من هذه الأسئلة يمكنك سؤال صاحب العمل بطريقة مهذبة عن مدى أهمية هذه الأسئلة للوظيفة، فربما تلفت نظره لأن يصحح الطريقة التي يوجه بها الأسئلة والجمل التي يحاورك بها، وإذا استمر في توجيه نفس السؤال يمكنك تحليله والرد على الجزء القانوني منه فقط.
فمثلا يمكنك الرد كالآتي :
-- اعمل في هذا البلد بشكل قانوني.
- استطيع القيام بالمهام الجسدية لهذه الوظيفة.
إذا أدركت أنك مؤهل لهذه الوظيفة، وربما يقع عليك ظلم بسبب العرق أو أي نوع من التمييز الغير عادل، يمكنك اللجوء إلى محام خاص بهذه المسائل والتقدم بشكوى، فهناك جهات تهتم بالنظر في هذه القضايا الخاصة بتكافؤ فرص العمل.
كصاحب عمل أو محاور في المقابلة الشخصية
أفضل طريقة بالنسبة لصاحب العمل أو من يقوم بإجراء المقابلة الشخصية للتعامل مع الأسئلة الغير قانونية هي عدم طرحها نهائيا، كما يجب التعود على دراسة الوظيفة الفعلية والتعرف على الأسئلة التي تتعلق بها، احرص على ذلك لمصلحة إنجاح وفاعلية المقابلة الشخصية.
كذلك يجب وضع أسئلة أساسية وثابتة والتأكيد على الالتزام بها خلال عقد المقابلة الشخصية، وتوجيهها بدون تغيير إلى كل المتقدمين للوظيفة، وسوف تستشف بسهولة كل ما تريد أن تعرف بشكل غير مباشر بدون أن توقع نفسك في عمل غير قانوني.