الشعر مهما كان طوله.. يبقى الأهم مدى مناسبته لشكل الوجه والشخصية
قديما كانت نساء العرب يقصصن شعورهن إلى ما تحت الأذن عندما يفقدن شخصا عزيزا عليهن، وهذه العادة ما زالت سائدة في العراق حتى يومنا هذا.
كما كن يقمن، في بعض الثقافات، ببتر ضفائرهن عندما تتعرض حقوقهن للسلب، في حين كان الغزاة يتعمدون قص شعور السبايا أو حلقها تماما، إذلالا واحتقارا لهن، ولذلك ربط قدماء العرب بين شعر المرأة وكرامتها، واعتبروا أن شعر المرأة هو التاج الذي تتباهى به، مع كل ما يعنينه سلب هذا التاج من إهدار لكرامته وسلطته وجماله.
وبعد أن مرت موضة الشعر بعدة مراحل وتغيرات، لا يزال العديد من الناس يرون أن الشعر الطويل يرادف جمال المرأة ويرمز لأنوثتها. بل إن البعض يرى أن التي تقص شعرها قصيرا جدا، تفقد الكثير من أنوثتها، ومن هنا يطلق على قصة الشعر القصيرة «a la garcon» أو «القصة على الطريقة الصبيانية».
لكن المزين جو رعد لا يوافق على هذا الرأي، وبأن الشعر الطويل هو تاج جمال المرأة، ويقول إن «الشعر، بغض النظر عن طوله، يشكل جمال المرأة؛ شرط أن يكون صحيا ومرتبا»، ويضيف متسائلا: «هل يمكننا أن نقول، مثلا، عن شعر خفيف ومتعب بأنه تاج جمال المرأة، حتى لو كان طويلا؟.
طول الشعر يجب أن يكون مناسبا لشكل الوجه لكي يبرز جماله، فعندما يكون الوجه مستطيلا، لا يمكن أن نعتمد قصة تعتمد على الغرة الطويلة، مع فرق في منتصف الشعر، لأنها تزيده طولا وتبرز عيوبه. لذلك، لا بد من أن يكون هناك انسجام بين شكل الكتفين والوجه، وطول العنق والشعر، لكي نحصل على القصة المثالية».
ويتابع رعد: «نحن العرب نتغنى دائما بالشعر الطويل، الكثيف والمتموج لأنه يرمز إلى الأنوثة، والمرأة تميل بطبعها إلى إبراز أنوثتها، لكن الشعر الطويل لا يحقق دائما هذا الهدف. فالمرأة يمكن أن تحصل على النتيجة نفسها، أو بالأحرى التأثير، من خلال الشعر المتوسط أو القصير».
وعن أسباب تمسك الفنانات بشعورهن الطويلة، يوضح رعد: «هن يعتقدن أنه يساعدهن على ابتكار موديلات متعددة، وهذا الظن ليس في محله، خاصة مع انتشار وصلات الشعر، التي يمكن أن تحل المشكلة.
الفنانة أحلام مثلا كانت تتمسك بالشعر الطويل، ولكنها في الكليب الأخير الذي صورته مع المخرجة رندا العلم استعانت بوصلات لتطل بـ(لوك) جديد ومختلف وهكذا. فقرار قص الشعر يتطلب جرأة وشجاعة».
ويؤكد رعد أن إبداعاته كمزين تظهر في كل أنواع الشعر، سواء كان طويلا، أو قصيرا، أو متوسط الطول، موضحا أنه بفضل وصلات الشعر، لم يعد الطول مهما: «فمن وجهة نظري، يعكس الشعر شخصية المرأة، وصاحبة الشخصية الجريئة لا تخاف من تجربة الشعر القصير، ففي السنوات الماضية راجت القصة الفرنسية (a la garcon)، وهي كانت عادية جدا وتغطي الرقبة، ومع مرور الوقت، أصبحت أكثر قصرا، أما اليوم فهناك تفنن في القصات القصيرة ككل، ولم يعد هناك شيء اسمه موضة الشعر القصير أو الشعر المتوسط أو الشعر الطويل، فكل سيدة تختار ما يناسبها، شرط أن تستشير مصفف شعر محترفا يستطيع أن يقدم لها النصيحة ويساعدها في اختيار القصة المناسبة لوجهها وشخصيتها والتي تتماشى مع أسلوب حياتها».