نتائج الجوائز تؤكد .. الهيمنة بريطانية على جوائز الأوسكار لعام 2011

فيلم «خطاب الملك» أفضل فيلم .. وكولن فيرث وناتالي بورتمان أفضل أداء
فيلم «خطاب الملك» أفضل فيلم .. وكولن فيرث وناتالي بورتمان أفضل أداء

عادت السينما البريطانية لتسجل نقاط قوة ضد هوليوود بعد أن هيمن فيلم «ذا كينغز سبيتش» (خطاب الملك) للمخرج البريطاني توم هوبر مساء الأحد على الحفل الثالث والثمانين لتوزيع جوائز الأوسكار في هوليوود بفوزه بأربع جوائز، من بينها أفضل فيلم، بينما فاز كولن فيرث وناتالي بورتمان بجائزتي أفضل ممثل وممثلة، حسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. كما حصل الممثل البريطاني كريستيان بيل على جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «الملاكم».


وحصد الفيلم الذي كان الأوفر حظا ومرشحا في 12 فئة أربع جوائز رئيسية، هي أفضل مخرج وأفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل سيناريو أصلي. واكتفى فيلم «ذا سوشال نتوورك» (الشبكة الاجتماعية) منافسه الأكبر خلال الحفلة بجوائز أفضل مونتاج وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل موسيقى.

وأوضح توم هوبر الذي تغلب على أسماء كبيرة في الإخراج أمثال ديفيد فينشر والشقيقين كوين، أن والدته هي التي اكتشفت القصة التي تحولت إلى فيلم «ذا كينغز سبيتش» عندما كانت لا تزال نصا مسرحيا غير مكتمل. وأضاف «اتصلت بي وقالت لي: أظن أنني عثرت على قصة فيلمك المقبل»، خلاصة القصة: يجب الإصغاء دائما إلى الأمهات.

وخرج فيلم «ترو جريت» (عزم حقيقي) للشقيقين كوين خالي الوفاض رغم ترشيحه في 10 فئات.

وأتت جوائز التمثيل لتكرس التوقعات في الأدوار الرئيسية والثانوية، فقد فازت ناتالي بورتمان بجائزة أفضل ممثلة عن دورها كراقصة باليه مضطربة تعاني من الهذيان في فيلم «بلاك سوان» (البجعة السوداء)، وكانت هذه جائزة الأوسكار الوحيدة التي فاز بها الفيلم. وفي تعليقها على الفوز قالت بورتمان «أنا محظوظة جدا بممارسة مهنة التمثيل وبأني مثلت في هذا الفيلم».

أما كولن فيرث الذي اختير أفضل ممثل لتأديته دور ملك إنجلترا جورج الخامس الذي يعاني من مشكلة تأتأة في فيلم «ذا كينغز سبيتش»، فقال «لدي شعور بأن مسيرتي الفنية وصلت إلى القمة».

وذهبت جائزتا أفضل ممثل وأفضل ممثلة في دور ثانوي إلى البريطاني كريستيان بايل وميليسا ليو عن دورهما في فيلم «ذا فايتر» (الملاكم) من إخراج ديفيد أو.راسل.

وقبل تسلمها الجائزة من أسطورة هوليوود كيرك دوغلاس قامت ليو بالانحناء أمام الممثل الكبير تقديرا لمكانته السينمائية.

وقالت الممثلة «أعرف أن الكثير من الناس توجهوا إلي بكلام جميل خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن رجلي ترتجفان الآن».

كما حيا كريستيان بايل الذي يقوم بدور أحد نجلي ليو الملاكمين في الفيلم الشقيقين اللذين أوحت قصتهما بالفيلم وكانا حاضرين في القاعة «إنها قصة رائعة وأنا أتشوق إلى معرفة فصلها المقبل».

بينما فاز فيلم «توي ستوري 3» (حكاية لعبة 3) بجائزة أفضل فيلم أجنبي، وهي المرة الرابعة على التوالي التي تفوز فيها استديوهات بيكسار بهذه الجائزة.

ونال فيلم «اليس إن وندرلاند» (اليس في بلاد العجائب) من إخراج تيم بورتون، جائزتي أفضل ديكور وأفضل ملابس. والطريف أن المصمم روبرت سترومبورغ جمل رجل الأوسكار بنموذج مصغر لقبعة جوني ديب التي ارتداها في الفيلم.

أما فيلم «انسبشن» للمخرج كريستوفر نولان، ففاز بأربع جوائز تقنية (أفضل تصوير وصوت وميكساج ومؤثرات خاصة).

وحصل الفيلم الدنماركي «في عالم أفضل» على جائزة الأوسكار أفضل فيلم أجنبي، والفيلم من إخراج سوزان بيير ويتناول آثار العنف بين الأجيال والأمم، وهذه هي المرة الثالثة التي يفوز فيها فيلم من الدنمارك بهذه الجائزة بعد فوزها بهذه الجائزة عامي 1988 و1989.

وفاز فيلم «مهمة داخلية» بجائزة الأوسكار أفضل فيلم وثائقي، والفيلم من إخراج وإنتاج تشارلز فيرغسون، ويلقي الفيلم باللوم على المؤسسات المالية التي تسببت في أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم.

أوسكار 2011 .. ضربة موجعة لفيلم "الشبكة الاجتماعية"
على الرغم من أن محصلة حفل توزيع جوائز الأوسكار التي انتهت في ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد لم تكن صادمة بشكل كبير بالنسبة إلى كثيرين، إلا أنها شكَّلت سقوطًا حادًا لفيلم "الشبكة الاجتماعية"، الذي لم يتمكن من إضافة جائزة أوسكار أفضل فيلم إلى رصيد الجوائز التي حصل عليها أخيرًا، في الوقت الذي حقق فيه أمس عددًا من الألقاب، منها أفضل موسيقى تصويرية، وأفضل مونتاج، وأفضل نص مقتبس.

ففي الوقت الذي كان يتنبأ فيه بعض من مسؤولي شركة سوني، التي قامت بإنتاج فيلم الشبكة الاجتماعية، بأن يحصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم، وهي الرؤية التي كان يتوقعها آخرون من المهتمين بعالم السينما داخل الولايات المتحدة، أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وذهبت الجائزة إلى فيلم "خطاب الملك"، الذي يحكي قصة ملك بريطانيا، جورج السادس، الذي كان يعاني من مشكلة كبرى في نطق الكلام.

ونقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن ديفيد سيدلر، كاتب سيناريو فيلم "خطاب الملك" الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو، قوله :" لم نسرق الجائزة. وقد حدث ما حدث". وقالت الصحيفة أيضًا إن السباقات التي ترمي للفوز بجوائز الأوسكار، مثلها مثل الحملات السياسية، غالبًا ما تكون مليئة بتقلبات كبيرة في الآراء، التي لا يمكن تفسير كثير منها.

وعن الأجواء التي تحتدم فيها المنافسة بين النجوم الذين يشاركون بأعمالهم في مهرجان الأوسكار، قال مايك دي لوكا، أحد منتجي فيلم الشبكة الاجتماعية :" هذه هي الطريقة التي يسلكها دائماً المهرجان على مدار تاريخه. فيكون هناك أكثر من خيار لدى الجمهور وأكثر من خيار لدى النقاد ولا تعرف أي الطرق التي ستنتهجها الأكاديمية".

لكن في السنوات الأخيرة، توافقت آراء النقاد، من خلال اختيارهم لأفلام "The Hurt Locker" العام 2010، و "Slumdog Millionaire" العام 2009، و " No Country for Old Men" العام 2008، مع رؤى منظمي حفل توزيع الجوائز.

وبعد الإجماع على اختيار فيلم "خطاب الملك" كأفضل فيلم، مضت الصحيفة تنقل عن دانا برونيتي، إحدى منتجات فيلم الشبكة الاجتماعية، قولها :" كنا متوجهين صوب جميع هذه الأحداث وكان الكل يحب فيلم ( الشبكة الاجتماعية)، لكني كنت أصر على القول بأن ذلك ليس أمرًا جيداً وأنه ستكون هناك ردود فعل عنيفة".

وبعيداً عما يتردد بشأن احتمالية وقوع المسؤولين بشركة سوني في أي أخطاء إستراتيجية، أو بشأن بعض الهفوات التي وقع بها ربما المسؤولون عن تسويق الفيلم، فإن كثيرًا من الأشخاص المقربين من الفيلم والمنافسين الاستراتيجيين على الجوائز قالوا إنه حتى وإن كان فيلم "خطاب الملك" قد كان مقدراً له أن يفوز بجائزة أفضل فيلم، فإن "الشبكة الاجتماعية" ربما ساهمت في ذلك بشكل أكثر فعالية.

فعلى الرّغم من أنه كان الفيلم المفضل لدى النقاد من البداية، إلا أنه ركَّز أيضاً على نخبة ذكرية من جامعة هارفارد، وعملت شخصياته النسائية أساساً كفتوحات جنسية. أما فيلم "خطاب الملك"، فقد رُصِد من خلال الحملة التي جرى تخصيصها له بغية الظهور بشكل جيد في حفل توزيع جوائز الأوسكار بوصفه قصة خالدة حول الولاء والصداقة والشجاعة.

وبينما واجه "الشبكة الاجتماعية" بعض العقبات الصعبة من البداية، وعلى رأسها عرضه المبكر نسبياً في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فإن فيلم "خطاب الملك" لم يُعرَض إلا في عدد محدود من دور العرض يوم الـ 26 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

جيمس فرانكو وآن هاثاواي .. مقدمان غير باهرين لحفل الأوسكار
مهمة تقديم حفل الأوسكار كانت دائما من أهم الأمور التي تقرر مدى نجاح الحفل، وكانت المهمة تلقى على عاتق نجوم الكوميديا أو نجوم التلفزيون، مثل ديفيد ليترمان، ولكن النتائج كانت لا تأتي دائما بالرضا التام من المشاهدين. وفي حفل أول من أمس حاول منظمو حفل الأوسكار الثالث والثمانين التوصل إلى شيء غير مسبوق في تاريخ جوائز الأوسكار.. فكلفوا نجما ونجمة من شبان هوليوود بتقديم أكبر مناسبة في صناعة السينما.

لكن جهود جيمس فرانكو وان هاثاواي لم تلق قبولا كبيرا طبقا لما أظهرته الآراء الأولية عن أول تقديم لهما لحفل الأوسكار، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز».

فقالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «الجهد المستمر منذ زمن طويل لإرضاء المشاهدين الأصغر سنا كان مؤلما صراحة»، في حين ذكرت صحيفة «بوسطن هيرالد»: «الإشارة إلى الإنترنت والتطبيقات (في الهواتف الجوالة) و(فيس بوك) لا تجعل عرضا ما متألقا.. أو ممتعا».

غير أن مجلة «إنترتينمت ويكلي» قالت إن هاثاواي (28 عاما) وفرانكو (32 عاما) كانا «مقدمين رائعين لحفل الأوسكار»، ووصفتهما بأنهما «ظريفان .. متمكنان .. على سجيتهما .. وذكيان».

وكان منتجو حفل الأوسكار يأملون بأن يجتذب الاثنان المشاهدين الأصغر سنا الذين أصبحت حفلات الأوسكار لا تجتذبهم بصورة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية.