دراسة: النظرة المتشائمة تعيق عمل العلاجات المسكنة

إنه دليل آخر على أننا نحصل على ما نتوقعه في الحياة
إنه دليل آخر على أننا نحصل على ما نتوقعه في الحياة

يعلن الباحثون أن اعتقاد المريض بأن العلاج الذي يستخدمه لن يعالج ما يعاني منه، ويمكن أن يصبح شيئا متوقعا، هذا بناء على تجارب أظهروا من خلالها أن فوائد المسكنات يمكن تقويتها أو إبطال مفعولها تماما بواسطة التلاعب بالتوقعات.


نشرت هذه الدراسة في جريدة (Science Translational Medicine)، كما حددت مناطق المخ التي تتأثر بذلك، حيث قال الخبراء أن هذا التأثير يمكن أن تكون له عواقب هامة تتعلق برعاية المرضى واختبار العلاج الجديد.

كيف تمت التجربة؟
وضعت الحرارة فوق أرجل 22 مريضا طلب منهم أن يحددوا مستوى الألم الذي يشعرون به عندما تم تعريض أرجلهم للحرارة باستخدام مقياس مدرج من صفر حتى مائة، وتم توصيل الدواء المخدر لأوردتهم من خلال التنقيط حتى يتم إدخاله سرا دون علمهم.

نتائج التجربة:
بعد قياس مستوى الألم وجد الباحثون أنه كان 66 درجة، ثم تم إعطاء المرضى مسكنا قوي المفعول وهو (renifentanil) بدون أن يعلموا بذلك ووصل مستوى الألم إلى 55 درجة.

في الخطوة التالية تم إعلام المرضى أنهم تم تخديرهم بالمسكن وبعدها وصل مستوى الألم إلى 39 درجة، بعد ذلك وبدون تغيير الجرعة تم إخبار المرضى أن المخدر تم سحبه منهم وأنهم سوف يتوقعون الشعور بالألم حتى ارتفع مستوى الألم لديهم ليصل إلى 64 درجة.

ما توصل إليه الخبراء:
على الرغم من أن المرضى قد تم إعطائهم مخدرا (remifentanil) إلا أنهم سجلوا نفس مستوى الألم الذي سجلوه عندما لم يتم إعطائهم أي مخدر على الإطلاق.
 
استنتاج البروفيسور (إيريني تراسي):
قالت البروفيسور (إيريني تراسي) من جامعة أكسفورد للبي بي سي بخصوص هذه التجربة ما يلي:
" إنها ظاهرة، إنها حقا شيء مذهل، فهذا المسكن هو أحد أفضل المسكنات لدينا ومع ذلك فإن تأثير المخ يمكن له إما أن يزيد من مفعوله بشكل كبير أو يمحيه تماما".
 
أجريت هذه الدراسة على أشخاص أصحاء تعرضوا للألم لفترة قصيرة من الزمن، وأضافت أن الذين يعانون من أمراض مزمنة وجربوا وبدون جدوى الكثير من الأدوية لسنوات عديدة من المتوقع أنهم عانوا من تجارب سلبية متراكمة بصورة خطيرة وهذا يمكن أن يؤثر على مستقبل الرعاية الصحية لهم.

أضافت البروفيسور (تراسي ما يلي):
" يحتاج الأطباء مزيدا من الوقت من أجل التشاور والتحقيق في الجانب الإدراكي للمرض، والتركيز على علم وظائف الأعضاء لا العقل، الذي يمكن أن يكون حاجزا حقيقيا أمام العلاج".

أظهر المسح الذي تم إجرائه للمخ خلال التجربة المناطق الموجودة به والتي تأثرت.

علاقة المخ بفاعلية الدواء أو عدم فاعليته:
ترتبط توقعات العلاج الإيجابية بنشاط  منطقتي (the cungulo-frontal) و(subcortical) من المخ بينما تؤدي التوقعات السلبية إلى نشاط زائد لمنطقة قرن آمون والقشرة الأمامية المتوسطة بالمخ.

يقول الباحثون أن الدراسة تثير أيضا مخاوف بشأن التجارب السريرية التي تم استخدامها لتحديد مدى فاعلية الأدوية.

رأي البروفيسور (چورچ ليويث):
صرح البروفيسور چورچ ليويث أستاذ أبحاث الصحة بجامعة (ساوثمبتون) بما يلي:
"إنه دليل آخر على أننا نحصل على ما نتوقعه في الحياة، فهي تهب علينا بالكثير من التجارب السريرية العشوائية التي لا تأخذ في الاعتبار جانب التوقعات".