«نساء القاعدة» .. ضحايا ظروف أجتماعية أم مقاتلات بأسلحة الرجال
خاص الجمال - ياسر حسان
على طريقة الرجال، ولجت المرأة هي الأخرى لتنظيم القاعدة من أبواب متفرقة، فبينما دخلت وفاء الشهري أو كما فضلت تسمية نفسها «أم هاجر الأزدي» «القاعدة» من باب «الأم الروحية»، تسللت هيلة القصير من نافذة «العمل الميداني»، في حين اقتحمت «أسد المهاجر أو بنت نجد» ديار «القاعدة»، بحملها حقيبة «التنظير الشرعي» في دولة الإرهاب الافتراضية.
أدوار لوجيستية وميدانية وشحن فكري وعقائدي، كلها عناصر صاهرت بين نسوة «القاعدة»، كما صاهرن نسبا عددا من أعضائها، على الرغم من اختلافهن في مجال التسلح، إلا أنهن اتفقن في قاعدة «الكيد النسوي العظيم».
ففي أواخر عام 2009، خرجت «أم هاجر الأزدي» أو «وفاء الشهري» للانضمام إلى زوجها سعيد الشهري في اليمن، لتكون أول امرأة سعودية تخرج من بلدها، وتندرج تحت لواء تنظيم القاعدة، بعد أن اتجهت إلى اليمن للانضمام إلى زوجها هناك، بمساعدة من أخطر امرأة في «القاعدة» هيلة القصير التي ألقت القبض عليها الجهاتُ الأمنية بعد ذلك في عام 2010.
وكانت الشهري قد غادرت مسكن والدها بحي النسيم شرق الرياض إلى اليمن في أثناء إحدى العواصف الترابية التي شهدتها العاصمة السعودية، حاجبة الرؤية كليا لتختفي مع أبنائها الثلاثة وتظهر في ما بعد في اليمن عبر حوار بث عبر الإنترنت كشف فيه مقر وجودها.
وتزوجت وفاء الشهري باثنين من المنتمين إلى «القاعدة» بعد طلاقها من زوجها الأول سعود آل شايع القحطاني، الأول عبد الرحمن الغامدي الذي قتل في مواجهة مع قوات الأمن السعودية عام 2004 في مدينة الطائف، ثم بعد ذلك من الرجل الثاني في التنظيم سعيد الشهري، وهو من العائدين من غوانتانامو الذين استطاعوا الالتحاق بصفوفه بعد فرارهم من السعودية.
ولم ينته مسلسل اندماج النساء تحت لواء تنظيم القاعدة في السعودية، ففي الـ24 من مارس (آذار) 2010 ضربت السلطات السعودية تنظيم القاعدة في مقتل، بالقبض على أخطر امرأة في التنظيم وهي هيلة القصير (45 عاما)، التي عملت على تجنيد النساء وجمع الأموال لتمويل «القاعدة»، وهي أرملة لأحد المنتمين البارزين في التنظيم قبل ست سنوات وهو محمد سليمان إبراهيم الوكيل، أحد العشرة الذين قتلوا في الرياض عام 1425هـ، وهي المرأة التي كانت ضمن الخلية التي أعلنت السلطات السعودية عن اعتقالها، وعدد عناصرها 113 في بريدة.
وبعد القبض عليها، لم يتمكن التنظيم من إخفاء آلامه، إذ خرج الرجل الثاني في «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» سعيد الشهري لدعوة مناصري «القاعدة» إلى خطف مسؤولين كبار في السعودية، ردا على اعتقال الناشطة «هيلة القصير»، وذلك في تسجيل صوتي بث على الإنترنت، وذلك بعد أسابيع من تبني زوجة سعيد الشهري، وفاء الشهري، قضية هيلة القصير، واعتراف التنظيم بأنها تنتمي إليه.
ولم يمض وقت طويل منذ ألقي القبض على القصير، حتى أعلنت السلطات السعودية في 26 ديسمبر (كانون الأول) 2010 اعتقال خبيرة الإنترنت صاحبة معرفات (الأسد المهاجر - الغريبة - بنت نجد الحبيبة - النجم الساطع) على شبكة الإنترنت، من بين 149 شخصا ضمن 19 خلية، خططوا لتنفيذ اغتيالات بحق رجال أمن ومسؤولين وإعلاميين ومستأمنين.
واعتبرت الجهات الأمنية «أسد المهاجر» في (العقد الثالث) من عمرها خبيرة في الإنترنت ومجال الحاسوب، تركز دورها في عملية النشر والتسويق للفكر المتطرف وأبجديات «القاعدة» وأخذ دورها بعدا لوجيستيا وفكريا أكثر من ارتباطه بالدعم المادي أو العسكري، والتي كما ذكر بشأنها عبد المنعم المشوح، مدير حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، أنها كانت من أصعب من تم مواجهتهن عبر الشبكة، إذ إنها كانت رافضة أي حوار.
ولا يمكن اختزال الدور النسوي في التنظيم ببعض الأسماء، فاستغلال السيدات بات أحد أدبيات «القاعدة» عقب خروج التنظيم من أفغانستان، بإنشاء مواقع نسائية خاصة ومجلات وصفحات موجهة لتجنيد السيدات، فكانت الفترة من عام 2000 وحتى 2005 حقبة ساخنة في الزج الفكري الهائل للمشاركة النسائية ضمن خلايا «القاعدة» في العراق والشيشان والمغرب العربي.
واعتبر الجنس الأنثوي عنصر مهما بالنسبة للتنظيم وللخلايا الميدانية، نتيجة ضمان سهولة حركة السيدات في المجتمعات الشرقية، خاصة باستغلال عامل القرابة ما بين النسوة ومن تم اعتقالهم، سواء أكانت قرابة أخ أو زوج أو عم في معظم الأحوال.
وتركز دور المرأة في تنظيم القاعدة - بحسب ما أكدته وزارة الداخلية السعودية في وقت سابق - على ثلاثة محاور، تمثلت في جمع التبرعات، ونشر الفكر الضال، وإيواء المغرر بهم من أقاربهن، وذلك في ما يتعلق بالحالات التي تعاملت معها أجهزة الأمن في المملكة.
وعلى الرغم من دخول السيدات على خط الإرهاب، إلا أن وزارة الداخلية السعودية ظلت تؤكد محدودية الدور النسوي داخل التنظيم، مبينة أن عدد النساء اللاتي ثبت تورطهن في تنظيمات إرهابية «محدود للغاية»، مشيرة إلى أن هؤلاء النساء هن في الغالب إما متزوجات أو أرامل، باستثناء امرأة واحدة منهن فقط كانت غير متزوجة.
وأكدت الداخلية السعودية أن «غالبية الحالات النسائية مغرر بها». مستطردة «غير أنه في حالة واحدة أو أكثر تأثرت المرأة بالفكر الضال نتيجة لتصفح مواقع تخدم أغراض الفئة الضالة».
وتبقى الكلمة الفصل بشأن وضع هؤلاء السيدات - بحسب ما يوضحه الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي - في يد القضاء، إذ يشير إلى أن «الجهات الأمنية تحرص على إطلاق سراح النساء بعد استجوابهن بكفالة، بضمان مكان إقامتهن، حتى الانتهاء من التحقيقات وتحديد ما يثبت عليهن من تهم».
وتعد وفاء الشهري وهيلة القصير من أشهر الشخصيات النسائية المتطرفة، بسبب الإعلان عن شخصيتيهما، إلى جانب زوجة المطلوب قائد تنظيم القاعدة سابقا في السعودية صالح العوفي، الذي لقي حتفه على يد قوات الأمن في السادس من أبريل (نيسان) عام 2005.
إلا أن الأخيرة، التي وجهت إليها تهما كثيرة من بينها وجودها في موقع لتخزين الأسلحة يحوي مطلوبين أمنيا، إلى جانب تسترها على أعمالهم وموافقتها على بقاء أطفالها الثلاثة في موقع خطر من دون مراعاة حالتهم السيئة، ومعاونتها زوجها، وتنقلها معه والمجموعات الإرهابية من منزل لآخر حتى تم القبض عليها في عام 2004.
وعلى الرغم من اختلاف قصتها من الجانب الدرامي عن قصص حسناوات «القاعدة» الأخريات «الشهري» و«القصير» و«بنت نجد»، يبقى ما عايشته من حالة مركبة أمرا بحاجة إلى تحليل عميق من قبل إخصائيين نفسيين واجتماعيين وأمنيين.
ومؤخرا، سعت (وفاء الشهري) زوجة سعيد الشهري، نائب قائد تنظيم القاعدة في اليمن حاليا، إلى إعادة الدور النسوي القاعدي، إلى الواجهة بإطلاق دعوات ونداءات لزوجات الإرهابيين للحاق بأزواجهن إلى اليمن ومناصرتهم.
وقبل أن ينتهي الحديث عن النساء والإرهاب، يجدر الحديث عن تفاصيل مهمة تتعلق بأبرز وجوه الإرهاب النسائي، وهي هيلة القصير التي تعد سيدة «القاعدة» الأولى والأكثر إثارة، إذ تمكنت خلال عامين من جمع تبرعات للتنظيم في اليمن، عن طريق الحصول على حلي ومجوهرات ومبالغ مالية تحت غطاء بناء مساجد ودور أيتام، وذلك وفق ما أعلنت عنه في وقت سابق مصادر أمنية مسؤولة، أكدت أن القصير كانت مسؤولة عن قيادة أكثر من 60 عنصرا متورطا في العمليات الإرهابية، إضافة إلى إيوائها عددا من المطلوبين في منازل آمنة.
وقامت القصير بتحويل مبالغ مالية (فاقت الـ600 ألف ريال) إلى تنظيم القاعدة في اليمن عبر عمليات غسل أموال، إضافة إلى دورها الكبير في مساعدة وفاء الشهري «أم هاجر الأزدي» في التسلل إلى اليمن، مؤدية مهمات التنسيق للرجل الثاني في تنظيم القاعدة باليمن سعيد الشهري زوج وفاء.
وأكدت مصادر أمنية أن «هيلة القصير كانت تستجلب صغيرات السن من ذوي المطلوبين أمنيا لإدراجهن في التنظيم بشكل أو بآخر، سواء عبر توفير الدعم المادي أو المعلومات عن ذوي المطلوبين وأحوالهم، فضلا عن محاولاتها استقطاب عدد من زوجات المطلوبين وأخواتهم للحاق بهم في اليمن كما فعلت مع زوجة سعيد الشهري».
ويشار إلى أن «هيلة القصير» تخرجت في كلية التربية قسم الجغرافيا في منطقة القصيم، وعملت بعدها كمشرفة مصلى في إحدى مدارس بريدة الأهلية، ولا يمكن أن يغفل عن المحطة الأهم في حياة القصير باقترانها من أحد أشهر زهاد ضاحية «الخبيبية» الذي عد أحد معالمها السياحية عبد الكريم الحميد.
وكان «منهج الزهد»، كما أطلق عليه أتباعه، هو ما جذب هيلة القصير للحميد الذي بقي رافضا لكل ما أنجبته الحضارة المادية من المباحات.
ومن منزل المعتق في ضاحية الخبيبية تمكنت الجهات الأمنية اعتقال هيلة القصير التي كانت حينها برفقة ابنتها الوحيدة، مع اثنين من المطلوبين.
وعلى الرغم من انتماء هيلة القصير لمنطقة القصيم، فإن نشاطاتها في عملية التمويل والتجنيد لأعضاء تنظيم القاعدة - بحسب التهم التي وجهت إليها - لم تقتصر على حدود منطقتها وتحديدا بريدة، وإنما أيضا، وبحسب مصادر أمنية مطلعة، كان لها نشاط في عملية جمع الأموال من خلال الادعاء بالقيام بمشاريع خيرية كبناء مساجد وتقديم صدقات وزكاة المال، وامتد إلى مدينة الرياض التي كانت الأبرز في عملية الجمع المالي، حيث كانت تقصد الأسر ميسورة الحال ومن خلال الاتصالات الهاتفية، تحثهم على تقديم الصدقات والزكاة وتبرعها هي شخصيا بإيصالها لمستحقيها.
وعلى الرغم من نشاطها الذي أعلنت عنه الجهات الرسمية في عملية التمويل الذي بلغ تقديم مليوني ريال، بالإضافة إلى تجنيد ما يقرب من 60 فردا، يبقى النشاط الأبرز لـ«القصير»، هو مشروع تزويج فتيات بمعتقلين من أفراد التنظيم في السجن، وإن كان زواجا مؤقتا، الذي لم يسمح لها الوقت بالمضي فيه قدما، فاقتصر مشروعها على تزويج إحدى فتيات دور تحفيظ القرآن بأحد المعتقلين.
وفي سياق الإرهاب النسائي، تشير المعلومات إلى أنه بشأن «بنت نجد»، وهي السيدة التي أعلنت الجهات الأمنية عن إلقاء القبض عليها، تعد المسؤولة الإعلامية لتنظيم القاعدة على الإنترنت، حيث تم اكتشاف دخولها بأسماء مستعارة وتزويدها لمواقع المتطرفين بالتسجيلات الصوتية والمرئية والبيانات الرسمية للتنظيم وبثها بواسطة تلك المواقع - بحسب عبد المنعم المشوح رئيس موقع الحسبة والخاص بمحاورة المتطرفين.
نساء القاعدة .. نشاط متزايد يثير قلق العالم
أصدرت مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي، وهو الذي ينشر عادةً مرئيات تنظيم القاعدة، شريطاً مصوراً يظهر مجموعة مسلحين يقذفون بمدافع الهاون مواقع للجيش الباكستاني. وأطلقت المؤسسة على الشريط اسم العالمة الباكستانية عافية صديقي، التي أصدرت محكمة أمريكية حكما بالسجن عليها.
وعافية صديقي عالمة أعصاب باكستانية، تخرجت من جامعة ماسشوتس للتكنولوجيا، وقد أدينت في نيويورك منذ أشهر بالسجن بعد إدانتها بمحاولة قتل ضباط أميركيين في أفغانستان عام 2008، بعد خمس سنوات من اختفائ
ويرى محللون أن الجماعات الجهادية تسعى لاستغلال مشاعر الغضب في باكستان ضد قرار المحكمة الأميركية في عمليات التجنيد واستقطاب المؤيدين، خاصة وأن تحالفاً برز بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان باكستان التي تعد مسؤولة عن أكثر العمليات المسلحة داخل البلاد خلال السنوات الماضية.
وكان نائب زعيم ما يعرف بـ "تنظيم القاعدة في جنوب الجزيرة العربية" والذي يتمركز باليمن، سعيد الشهري قد وجه رسالة صوتية في يونيو/ حزيران الماضي يدعو فيها مؤيدي القاعدة إلى خطف أمراء ووزراء في السعوديَّة ردًّا على اعتقال مؤيدة للتنظيم اسمها هيلة القصير.
بالإضافة إلى استخدام القضايا الأمنية المرتبطة بالنساء، كقضيتي صديقي والقصير، فقد تزايد دور المرأة في نشاطات الجماعات المسلحة.
التحول في الفقه الجهادي
يقول محلل شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، في تصريح لـ "بي بي سي أرابيك دوت كوم"، إن "الفكر السلفي- الجهادي شهد تحولاً في مسألة قبول مشاركة المرأة في العمل المسلح"، فيرى أنه "بينما كان الفكر الجهادي التقليدي يحصر مشاركة المرأة في العمل الإسنادي (التمريض، وتربية الأجيال، والدعم المعنوي...الخ)، ويرفض مشاركتها في العمل المسلح، بدأت أدبيات التيار في التنظير لمشاركة المرأة في العمل المسلح".
وكان قائد تنظيم القاعدة في السعودية يوسف العييري أول من نظر لذلك قبل مقتله من قبل القوات السعودية في مايو/ أيار 2003. وكانت تلك الفترة تشهد زيادة في عمليات انتحارية نفذتها شيشانيات في شمال القوقاز، خلال الحرب الدائرة هناك.
ويشار إلى أن الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري عد من المتحفظين على مشاركة المرأة في العمل المسلح. وكانت زوجته، أميمة، قد وجهت في ديسمبر الماضي رسالة مفتوحة إلى النساء المسلمات إلى "عدم الالتحاق بالجهاد "، وذلك لأن طريق القتال "ليس سهلاً بالنسبة للمرأة، فهو يحتاج إلى محرم، لأن المرأة يجب أن يكون معها محرم في ذهابها وإيابها". ودعتهن إلى "دعم الجهاد بوسائل أخرى".
وشهد العالم مؤخراً ارتباطات نساء بهذا التيار كالبلجيكية مورييل ديغوك التي نفذت عملية انتحارية في العراق عام 2004، وفتحت الطريق أمام تزايد العمليات الانتحارية النسوية في العراق، أو تلك التي خططت منها كتفجير الفنادق في العاصمة الأردنية عمان عام 2005، حين فشلت ساجدة الريشاوي في تفجير حزامها، وما زالت مسجونة في الأردن إلى الآن.
ويقول أبو هنية: "أن قائد تنظيم القاعدة السابق في العراق أبو مصعب الزرقاوي كان متردداً في إشراك النساء في العمل المسلح، لكنه قبل بعد عملية ديغوك، ومنذ ذلك الحين شهد العراق ما يزيد على الخمسماية عملية انتحارية".
وهناك أيضاً مليكة العرود التي ما زالت تحاكم في بلجيكا على خلفية "تحريضها على الجهاد" عبر الانترنت، وأيضاً الأميركية كولين لاروز التي تعرف "جهاد جين" وهي متهمة بـ "بالتآمر لقتل رجل سويدي ومحاولة تجنيد مقاتلين عبر الانترنت لارتكاب عمليات إرهابية في الخارج".
تزايد النشاط في الغرب
ويلاحظ أن مشاركة النساء بأنشطة القاعدة يشهد بروزاً في الغرب، وتقول حورية أحمد الباحثة في "مركز الاتساق الاجتماعي" في لندن، وتتابع ظاهرة مشاركة النساء في العمل المسلح، بأن النساء في الغرب شأنهن شأن الرجال "عرضة للإيديولوجية المتشددة" ، بحكم أن الحديث عن المظالم، والنقاشات حول الهوية، والنقاب، والارتباط بـ "الأمة" كلها تعد عوامل إضافية لجعل الخطاب "الراديكالي" جذاباً.
وتذكر أحمد في تصريح خاص لـ بي بي سي، أن فرنسا أعلنت الأسبوع الماضي القبض على خلية تسعى لتنفيذ هجمات في فرنسا، من بينهم إمرأة، وتضيف أحمد، وإنا كنا لا نستطيع الجزم بتفاصيل هذه المجموعة بعد، فإنها ترى أن ذلك قد يكون مرتبط بقرار حظر النقاب، ونقاشات الهوية في فرنسا.
وتشير أحمد إلى هناك قضايا في أوروبا أدينت فيهن نساء أبدين رغبتهن بالجهاد، وإن لم يشتركن به فعلياً.
أهـــم ثـلاث نساء في تنظيـم القاعدة |
أولاً- هيلــة القصــير "أم الرباب"
تبلغ من العمر 45 عاماً .. وتعد أخطر سيدة في تنظيم القاعدة، حيث ساهمت في تجنيد نساء وجمع الأموال .. وتورطت في تحويل أموال ومبالغ مالية إلى تنظيم القاعدة في اليمن عبر عمليات غسيل أموال .. وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت في بيان لها في مارس الماضي عن تفكيك خلايا إرهابية واعتقالها 113 شخصا بينهم إمراة.
وكانت "هيلة القصير" مسئولة عن قيادة أكثر من (60) متورطاً بأعمال إرهابية. كما قامت بجمع وتحويل أكثر من مليوني ريال سعودي الى تنظيم القاعدة في اليمن عن طريق عمليات غسل أموال.
وساهمت أيضاً في تهريب "وفاء الشهري" زوجة الرجل الثاني بالقاعدة "سعيد الشهري" إلى اليمن. ولعبت أدواراً مهمة في إيواء المطلوبين في مساكن آمنة، وكذلك في استدراج واستقطاب الفتيات صغيرات السن للانضمام الى صفوف القاعدة، بجانب محاولاتها لاستدراج زوجات وأخوات المطلوبين للحاق بهم في اليمن.
ثانياً- وفـاء الشهـري "أم هاجر الأزدية"
أشهر نساء القاعدة الموجودات في اليمن .. تزوجت اثنين من المنتمين للقاعدة بعد طلاقها من زوجها الأول، هما "عبد الرحمن الغامدي" الذي قتل في مواجهة مع قوات الأمن السعودية عام 2004 بالطائف، ثم الرجل الثاني في التنظيم "سعيد الشهري" المطلوب رقم 63 في قائمة الـ85 السعودية.
شقيقها "يوسف الشهري"، وهو أحد عناصر القاعدة في اليمن، وعاد من جوانتانامو عام 2007 وهو ضمن قائمة الـ85 وقتل في مواجهة نقطة الحمراء بالمنطقة الجنوبية من المملكة العربية السعودية .. وقد هربت وفاء الشهري بأطفالها الثلاثة إلى الحدود اليمنية ليستقبلها زوجها سعيد الشهري .. وهي مطلوبة لدى الأجهزة الأمنية السعودية واليمنية.
ثالثاً - "أم أسامة"
وهي من جنسية مصرية في أواسط العشرينات من العمر.. كانت تقوم بأدوار لوجستية من خلال موقع "الخنساء" الإلكتروني .. أما مرتبتها التنظيمية فتتمثل في إشرافها على تدريب المجاهدات التابعات لتنظيم القاعدة؛ وتمثيل الجناح الإعلامي النسائي في تنظيم القاعدة بالمملكة العربية السعودية.
وتتميز "أم أسامة" بأنها تجيد استخدام الكمبيوتر ومهارة التخطيط والتواصل عبر شبكة الإنترنت، ولديها القدرة على نشر "الفكر الضال" في منتديات ألكترونية متنوعة.
وقد أوقفت القوات الأمنية السعودية "أم اسامة" في المدينة المنورة، وأخضعتها لبرنامج المناصحة .. وقد تخلت عن الكثير من الأفكار التي كانت تعتنقها، وذلك بعد تعرضها لـ"حملة السكينة".
زوجا هيلة القصير
- الزوج الأول:
عبد الكريم بن صالح بن عبد الكريم الحميد "أبو محمد" .. وُلد في حيِّ "الجنوب" في مدينة بريدة السعودية عام 1362هـ، وهو من قبيلة بني خالد، ومتزوِّج وله 3 أبناء و3 بنات.. تزوجها وهي في عمر 30 سنة تقريبا عن طريق أحد طلابه، لكن الزواج انتهى بالطلاق. وكان يعيش في بيت طيني بحي "الخبيبية" في بريدة .. وهو لا يركب السيارات، ولا يستعمل الكهرباء، ولا حتى الغاز للطبخ ولا للإنارة، ويستعمل السراج ويطبخ على الحطَب، ولا يستعمل من العملات إلا الحديد .!!
- الزوج الثاني:
محمد سليمان إبراهيم الوكيل، وهو أحد العشرة الذين أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن مقتلهم في عام 1425هـ، وقد التحق بتنظيم القاعدة وكان يؤوي عددا منهم عن طريق التستر عليهم.. وعند إنكشاف أمره لجأ إلى الاختفاء إلى أن لقي مصرعه على أيدي رجال الأمن.