ممثلة جزائرية الأصل تعطي وزيرة فرنسية درسا في احترام المرأة

رشيدة براكني زوجة اللاعب المشاكس كانتونا ترد على روزلين باشلو في رسالة مفتوحة وفي الصورة رشيدة براكني وزوجها إريك كانتونا وهما يحضران عرضا للأزياء في باريس
رشيدة براكني زوجة اللاعب المشاكس كانتونا ترد على روزلين باشلو في رسالة مفتوحة وفي الصورة رشيدة براكني وزوجها إريك كانتونا وهما يحضران عرضا للأزياء في باريس

عبرت الممثلة رشيدة براكني، في رسالة موجزة موجهة إلى وزيرة التضامن في فرنسا روزلين باشلو، ونشرتها صحيفة «ليبيراسيون» الباريسية، أمس، عن صدمتها من تصريحات الوزيرة بشأن ظهورها في إعلان دعائي لمصرف فرنسي، بعكس ما دعا إليه زوجها، لاعب كرة القدم المعتزل، إريك كانتونا، من مقاطعة للنظام المصرفي. وحملت رسالة الممثلة الجزائرية الأصل عنوان «أنا امرأة حرة».


وشغلت الدعوة التي أطلقها كانتونا، الأسبوع الماضي، اهتمام أوساط سياسية ومالية بعد أن أبرزتها الصحف في عناوينها العريضة، فقد طلب من الفرنسيين التوجه إلى البنوك، في موعد حدده لهم في السابع من الشهر الحالي، لسحب مدخراتهم منها لكي «ينهار النظام». وقال كانتونا، الذي كانت الصحافة البريطانية قد أطلقت عليه لقب «الملك إريك»، إن الثورة في أيامنا هذه لم تعد تجري عن طريق السلاح ولا الاغتيالات، بل بسحب النقود من المصارف.

ولم يتوقف لاعب فريق مانشستر يونايتد السابق عند ردود الفعل الكثيرة على دعوته الاستفزازية، لكن زوجته رشيدة لم تهضم تصريح الوزيرة باشلو، الثلاثاء الماضي، لإذاعة «فرانس أنفو» الذي دعت فيه كانتونا إلى الالتزام بشيء من المسؤولية ما دام يشارك في إعلانات تجارية لسيارات وماكينات حلاقة، وزوجته تقوم بالدعاية لنظام مصرفي. وامتشقت براكني قلمها وخاطبت الوزيرة قائلة: «هل المرأة في مجتمعنا كائن تابع إلى الحد الذي نحملها فيه كل أفكار زوجها؟».

وأضافت الزوجة «العربية» أنها لم تنشأ على هذه المبادئ بل التزمت، دائما، بكرامتها كامرأة حرة ومستقلة. وأوضحت براكني أنها «صدمت من كلام باشلو لأنه يضع المرأة في موقع يدعو إلى الشعور بالفزع ويخالف كل ما ناضلت أمهاتنا من أجله. فهل يتوجب علي تذكيرك بأنك امرأة أيضا؟». وختمت رسالتها بأنها لن تهبط إلى مستوى ألعاب السياسيين التي تقوم على المطالبة باستقالة الوزير عندما يرتكب هفوة مثل هذه.

أصدقاء الممثلة لم يستغربوا رسالتها، وخصوصا أنها اشتهرت بشخصيتها القوية وكانت تنوي أن تصبح محامية قبل أن تدخل الكونسرفاتوار الوطني الفرنسي العالي للفنون الدرامية في باريس. وكانت أول ممثلة من أصل عربي تنضم إلى فرقة «الكوميدي فراسيز» المسرحية العريقة.

وفي عام 2002 نالت جائزة «موليير» كأفضل ممثلة مسرحية واعدة، قبل أن تنتقل إلى السينما وتنال، في العام نفسه، جائزة «سيزار» عن دورها في فيلم «فوضى». وبفضل السينما تعرفت على إريك كانتونا الذي كان قد اعتزل كرة القدم وزاد وزنه بحيث وقع عليه الاختيار لمشاركتها البطولة في فيلم «الأكول الكبير» الذي يتناول حكاية شابة رقيقة تقع في غرام رجل بالغ الشراهة. وتزوج الاثنان في ربيع عام 2007 وبعدها بسنتين أنجبت طفلها الوحيد أمير.

وبفضل جمالها الشرقي، كانت رشيدة براكني أول عربية تتعاقد معها شركة «لوريال» الفرنسية لمستحضرات التجميل، للدعاية لها. كما أثارت ضجة عندما لبت دعوة مجلة «إيل» النسائية وشاركت مع نخبة من النساء الشهيرات بالعالم في حملة للتوعية بضرورة الفحص الدوري لتجنب مخاطر سرطان الثدي. وكشفت المشاركات في الحملة عن صدورهن.