مرض البلهارسيا .. مشكلة تتفجر من جديد حول العالم
12:00 م - الأربعاء 3 نوفمبر 2010
خاص الجمال - سماء هاني
البلهارسيا مرض يصيب العديد من الدول النامية حول العالم، وعلى الرغم من وعود منظمة الصحة العالمية بقرب انقراضها، إلا أنه مازال هناك أكثر من 500-600 مليون شخص في العالم معرضين للمرض.
لذا فكان من الواجب علينا أن نلقي الضوء من جديد على تلك المشكلة التى تتفجر بين الحين والآخر، وفيما يلي عدة أسئلة توفر لنا صورة عميقة وشاملة لفهم واستيعاب ذلك الخطر الذي لا يزال قائماً في مجتمعاتنا.
- أولا: ماهي البلهارسيا؟
البلهارسيا أو ما يعرف بالـ Schistosomiasis هي مرض تسببه الديدان الطفيلية، كما أن العدوى بأنواعها الثلاثة (Schistosoma mansoni ،S. haematobium،S. japonicum) يمكن أن تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض.
على الرغم من عدم العثور على البلهارسيا في الولايات المتحدة، إلا أنه يصاب بها أكثر من 200 مليون شخص حول العالم.
- وكيف يمكن الحصول عليها؟
تحدث الإصابة عند اتصال الجسم مع المياه العذبة الملوثة، التى تحتوي على أنواع معينة من القواقع حيث تعيش البلهارسيا بها.
وتصبح المياه العذبة ملوثة ببيض البلهارسيا عندما يقوم الأشخاص المصابون بالتبول أو التبرز بها، وإذا وجدت بعض القواقع بالماء يفقس البيض وتنمو وتتطور الطفيليات بداخلها.
بعد ذلك يترك الطفيل القوقع ويدخل إلى الماء حيث يمكنه العيش لمدة 48 ساعة، وعندها يمكنه اختراق جسم الأشخاص الذين يغتسلون أو يسبحون في تلك المياه الملوثة.
وفي غضون عدة أسابيع تنمو الديدان في الأوعية الدموية عاملة على إنتاج البيض الذي ينتقل البعض منه إلى المثانة والأمعاء ومن ثم تمريره في البول أو البراز.
- وماهي أعراض البلهارسيا؟
في خلال عدة أيام بعد الإصابة يشعر الفرد بحكة أو طفح في الجلد، كما يمكن أن تبدأ الحمى والقشعريرة أو السعال وآلام العضلات في غضون شهر أو اثنين من العدوى.
ويتسبب مرور البيض عبر الكبد أو إلى الأمعاء والمثانة في حدوث الالتهابات والندبات، كذلك فإن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالبلهارسيا وعادة ما يصابون بفقر الدم وسوء التغذية وأيضا صعوبات في التعلم.
وبعد مرور سنوات من الإصابة يسبب الطفيل تلف الكبد والأمعاء والرئتين والمثانة، ونادرا ما يتم العثور على البيض في الدماغ أو النخاع الشوكي مسببا نوبات الصرع أو الشلل والتهاب الحبل النخاعي.
وتأتي أعراض البلهارسيا كرد فعل لاستجابة الجسم إلى البيض، وليس نتيجة للديدان في حد ذاتها.
- إذن، فما هي الخطوات الواجب اتخاذها إذا شعر الفرد بأنه مصاب بالبلهارسيا؟
إذا قام شخص بالسفر إلى البلدان التى تنتشر بها البلهارسيا، فعليه الاتصال بالطبيب فورا وخاصة عند اتصاله بالمياه الملوثة.
- وكيف يمكن تشخيص مرض البلهارسيا؟
من المحتمل أن يطلب منك الطبيب عينات من البول أو البراز من أجل فحصها والكشف عن ديدان البلهارسيا.
ويعتبر فحص الدم من أفضل الفحوصات التى يجب إجراؤها، وللحصول على أفضل النتائج عليك الانتظار من 6 إلى 8 أسابيع بعد التعرض للمياه الملوثة وقبل سحب عينة الدم.
- حسنا.. وما هو العلاج المناسب للبلهارسيا؟
هناك العديد من العقاقير الآمنة والفعالة لعلاج البلهارسيا، وسوف يصف لك الطبيب بعض الأقراص كي يتم تناولها من يوم إلى يومين.
- ولكن هل يعتبر الفرد في خطر حقاً؟
إذا كان يعيش الفرد أو يسافر إلى المناطق التي تكثر بها البلهارسيا، أو إن اتصل جسده بالمياه العذبة من القنوات والأنهار أو البحيرات والجداول، فهو في خطر الإصابة بمرض البلهارسيا.
- وماهي البلدان التي تنتشر بها البلهارسيا؟
- أفريقيا: فجميع المياه العذبة في جنوب أفريقيا والصحراء الكبرى بما في ذلك البحيرات والأنهار، فيكثر خطر انتشار البلهارسيا بها والتى يمكن العثور عليها أيضا في وادي النيل بمصر.
- أمريكا الجنوبية: بما في ذلك البرازيل وسورينام وفنزويلا.
- منطقة البحر الكاريبي: أنتيجا، جمهورية الدومينيكان، جوادلوب، مارتينيك، ومونتسيرات، سانت لوسيا(حيث يقل الخطر بها).
- الشرق الأوسط: إيران، العراق، اليمن، المملكة العربية السعودية.
- جنوب الصين.
- جنوب شرق آسيا: الفلبين، لاوس، كمبوديا، أندونيسيا الوسطى.
-وأخيرا، كيف يمكن الوقاية من مرض البلهارسيا؟
- تجنب السباحة أو الخوض في المياه العذبة: فإذا سافرت إلى البلدان التى تكثر بها البلهارسيا، فعليك السباحة في المحيطات أو حمامات السباحة المزودة بالكلور، حيث يعتقد أنها أكثر آمانا مقارنة بالمياه الأخرى.
- شرب المياه الصالحة للشرب: نظراً لأنه لا توجد طريقة للتأكد من مدى سلامة المياه التي تأتي مباشرة من القنوات والبحيرات والأنهار والجداول والينابيع، فعليك غلي المياه لمدة دقيقة أو تصفيتها قبل الشرب.
فغلي الماء لمدة دقيقة يعمل على قتل الطفيليات الضارة والبكتيريا أو الفيروسات، كما أن المعالجة بالأيودين وحدها لا تضمن سلامة المياه أو خلوها من الطفيليات.
- ينبغي تسخين مياه الاستحمام لمدة 5 دقائق في 100 درجة مئوية، كما أن المياه المخزنة لمدة 48 ساعة ينبغي أن تكون آمنة للاستحمام.