هل لديك جينات تسمح لك بالعيش طويلاً؟
كيف سنتكيف مع مجتمع مسن؟ وهل الوصول إلى سن متقدم بشروط صحية جيدة متعلق حقًا بالجينات أو نظام التغذية أو أسلوب الحياة؟ وهل طول العمر المتوقع يستمر في التصاعد أو أن الجسد البشري مبني داخليًا بحيث تكون هناك حدود لمدى ما يمكن البقاء فيه حيًا؟
يبدو أن الإجابة عن السؤال الثاني مخيبًا لأولئك المبالغين بالعناية بصحتهم إذ يقول العلماء إنها الجينات وراء طول العمر.
ففي أوائل هذا الشهر زعم فريق من العلماء من جامعة بوسطن الأميركية أنهم قادرون على توقع يصل إلى حد 77% من منا سيصل عمره إلى المائة سنة.
فمن خلال دراسة الحمض النووي لـ 1000 شخص وصلوا إلى ذلك العمر ومقارنته بالحمض النووي مع الجمهور وجدوا لديهم "شارات جينية" تشير إلى "طول عمر استثنائي".
ومع تحسن العناية الصحية وشروط الحياة العامة تزايدت معدلات العمر بشكل منتظم خلال الخمسين سنة الأخيرة.
وقال باحثون من مركز بحوث الشيخوخة في جامعة ساوثرن دنمارك إنهم يتوقعون استمرار تزايد معدلات العمر بشكل ما من دون توقف، ويعود ذلك الى اسباب جينية.
وعلى الرغم من توجيه العديد من العلماء انتقادات كثيرة للطرق التي اتبعها هذا الفريق الباحث فإنه في حالة ثبوت صحة نتائجه فإن أولئك الذين لا يمتلكون "شارات" من هذا النوع يجب ألا يشعروا بالخيبة. فبحسب كشوفات جديدة تحققت في اليابان هناك طريقة مثيرة للدهشة تساعدك على إطالة عمرك.
ونقلاً عن صحيفة الديلي تلغراف كشفت الدكتورة نوريكو كاغاوا المديرة المساعدة لـ "عيادة سيدات كاتو" في طوكيو، في مؤتمر "المجتمع الأوروبي للتناسل البشري وعلم الأجنة" قبل اسبوعين إن زرع نسيج مبيض في فئران لم يصلح خصوبتها فقط بل أطال عمرها بمعدل يزيد عن 40% (وهذا ما يعادل 120 سنة في عمر الانسان).
فحينما أخذت نسيجًا من مبايض فئران صغيرة في السن وزرعتها في فئران أناث أكبر سنًا وجدت ولدهشتها أن الفئران لم تعش أطول بل أصبحت أكثر شبابًا". وقالت الدكتورة كاغاوا إن "كل الفئران الذين زرع النسيج فيهم بدأوا بسلوك تناسلي كأنهم فئران صغيرة".
وأضافت كاغاوا أن" أناث الفئران هذه انقلبت عندها مرحلة سن اليأس. وأظهرت اهتمامًا بالفئران الذكور وتزاوجت وكان لبعضها أطفال.
وعادة تبقى الفئران المسنة في زاوية القفص ولا تتحرك كثيرًا لكن هذه الفئران الأناث بدأت تتحرك بسرعة كذلك اختفت حالات الروماتيزم منها".
وعلى الرغم من أن استخدام هذه الطريقة على الانسان سابق لأوانه فإن "النساء اللواتي قمن بتجميد نسيج مبيضي في سن مبكرةن استعدادًا للبدء بدورة علاج ضد السرطان، سيكون ممكنًا زرعه لاحقًا عند تقدمهن في العمر" حسبما ما ذكرت الدكتورة كاغاوا.
فعادة تتم هذه العملية للحفاظ على الخصوبة أو لإطالة فترة القدرة على التناسل لكن "تجربتنا مع الفئران اشارت إلى إمكانية تحسين مدى الحياة".
وعلّق الدكتور شيرمان سيلبر من مستشفى سانت لوك في سانت لويس في ولاية ميسوري أن "هذه طريقة أصيلة للنساء كي يعشن أطول".
وكان الدكتور سيلبر قد تعاون مع الدكتورة كاغاوا أول من زرع نسيجًا مبيضيًا لإمرأة. وقال لمراسل صحيفة التلغراف اللندنية إن "هناك تطبيق بشري حقيقي لهذا الاكتشاف.
فاي امرأة تستطيع الاستفادة منه عن طريق تجميد قطعة من مبيضها في سن العشرين لا من أجل تأجيل ولادة أطفالها بل لإطالة عمرها".
ويعود سبب تأثير النسيج المبيضي كما يبدو لأنه يحث على انتاج هورمون الاستروجين. فحينما تمر المرأة بسن اليأس تنخفض مستويات الاستروجين عندها بشكل كبير، وتبدأ بفقدان شعرها ورغبتها الجنسية وترق عظامها ويتقلب مزاجها.
وقال البروفسور بارت فاوسر من مركز التريشت الطبي في هولندا إن "النساء لم يخلقن ليعشن من دون استروجين لـ 40 أو 50 سنة أخرى".
ونتيجة لذلك يؤمن الدكتور سيلبر أنه على المدى القصير يجب على النساء أن يفكرن بمعالجة تعويض الهورمون.
وقال ناصحًا المرأة : " لا تنتظري حتى بلوغ سن الخامسة والخمسين لأن الخراب لجسدك يكون قد اكتمل. عليك أن تحصلي على الاستروجين في سن الخامسة والاربعين قبل أن تبدأي بالشعور بالأعراض".