«المخروطة» .. أكلة مصرية ابتكرها الأجداد ويتفنن فيها الأبناء

«المخروطة» .. صُنعها طقس اجتماعي مبهج
«المخروطة» .. صُنعها طقس اجتماعي مبهج

كثير من أكلات الأجداد مع مرور الزمن اندثرت وأصبحت تراثا أو فلكلورا شعبيا تقدم في المناسبات السعيدة أو التجمعات العائلية حتى يستشعر الحاضرون بأن روائح الزمن الجميل تهل عليهم عندما تنتشر رائحتها في أنحاء المنزل .. من هذه الأكلات أكلة مصرية قديمة اسمها «المخروطة»، لا يجيد صنعها اليوم إلا القليل من جداتنا اللاتي حرصن على تعليمها إلى بناتهن لقيمتها الغذائية العالية، وأيضا لطقسها الاجتماعي حيث الفرحة باللمة وقت تحضير هذه الأكلة، والاجتماع حول طاولة الطعام لالتهامها.


فكما يقول الشيف الشربيني «على الرغم من أن مكونات هذه الأكلة بسيطة، فإن من طقوسها أن تجتمع نساء العائلة لإعدادها بكميات كبيرة تكفي أن يأخذ كل فرد من الأبناء منها لبيته وأيضا للجيران نصيب.. وتحضر أحيانا في المناسبات السعيدة كحفلات الزواج، والعودة من السفر أو الحج، وأحيانا تحضر كنوع من الحلوى ومؤنة للبيت.

وهذه الأكلة مصرية أصيلة لها لمساتها الخاصة سواء في صعيد مصر أو في الوجه البحري. ففي الصعيد لا تقدم إلا ممزوجة بالحليب والعسل الأسود، لكن في الوجه البحري تتعدد الاختيارات بتنوع الإضافات حيث يضاف لها الزبد، والحليب، والسكر البودرة، والعسل الأبيض، والزبيب والمكسرات، لكن الأصل في المخروطة شرائحها اللذيذة التي تنضج على البخار، فلا تستطيع مقاومة لذتها».

ويضيف الشربيني «في السابق كانت المخروطة تعد يدويا فقط، لكن هناك تطورا لحق بطريقة إعدادها، حيث أصبحت ربة البيت تستطيع تحضيرها بواسطة ماكينة خاصة، وأيضا يمكن التطوير في نكهة العجين بإضافة بعض النكهات حتى تلائم كل الأذواق».

المقادير:
4 أكواب دقيق - كوب ونصف ماء دافئ - ذرة ملح - نصف كوب زبد - كيلو حليب - نصف كوب سكر بودرة - عسل أبيض أو أسود «حسب الرغبة» - نصف كوب زبيب - ملعقتان من حبة البركة أو الزعتر (حسب الرغبة) - ألوان طعام للزينة

طريقة التحضير
ننخل الدقيق ونخلطه مع ذرة الملح، نقوم بعمل حفرة في الوسط يصب فيها الماء الدافئ بالتدريج حتى تتماسك العجينة، ونستمر في العجن حتى تنعم العجينة تماما مع مراعاة أن تكون متماسكة أكثر منها لينة .. تقسم كمية العجينة إلى كرات متوسطة الحجم، تترك الكرات لمدة ساعة في مكان بارد ثم يرش على سطح رخامي قليل من الدقيق، ونقوم بفرد كل كرة على حدة بالنشابة مع مراعاة الفرد والطي أكثر من مرة حتى تتحول إلى شريحة رقيقة، وأثناء الفرد يجب نثر بعض ذرات الدقيق حتى يمنع الشرائح من أن تلتصق مع بعضها عند تسويتها، نقوم بلف الشرائح على شكل «رول»، وينثر بين كل شريحة وأخرى القليل من الدقيق، ونقوم بتقطيعها بطرف سكين حادة إلى شرائح طولية بعرض «1 سم»، وفى حالة توافر ماكينة صنع اللازانيا فهي توفر على ربة المنزل الفرد والطي والتقطيع، ويمكن إضافة بعض قطرات من الألوان الطبيعية إلى واحدة أو أكثر من كرات العجين لعمل شرائح مخروطة ملونة للأطفال، كما يمكن إضافة الزعتر وحبة البركة إلى عجينة بعض الكرات في حالة الرغبة في أكل المخروطة مالحة.

ونقوم بتحضر قدر يصل الماء فيه إلى المنتصف ونتركه على النار حتى يبدأ بالغليان نضع فوقه مصفاة تكون محكمة حتى لا يتسرب البخار من جوانبها، ونفرش المصفاة بقطعة من القماش الأبيض أو الشاش، ونحرص على رص شرائح المخروطة بنظام حتى لا تلتصق الشرائح.

نغطي القدر بفوطة نظيفة مع تقليب الشرائح من فترة إلى أخرى حتى تصل إلى مرحلة النضج فتكون أشبة بعجينة المعكرونة. وتحفظ شرائح المخروطة في وعاء مسطح وتغطى بفوطة إلى موعد الأكل.

اقتراحات التقديم
- توضع كمية من شرائح المخروطة في طبق عميق ويضاف إليها الحليب الدافئ والعسل الأبيض أو الأسود حسب الرغبة وملعقة صغيرة من الزبد.

- تقدم المخروطة مع رشة من القرفة والسكر البودرة وقليل من الزبيب والزبد.

- شرائح المخروطة الممزوجة بالزعتر وحبة البركة يضاف إليها الحليب الدافئ ورشة ملح وقليل من الزبد.