آل جور وزوجته تيبر .. يقرران الطلاق بعد زواج استمر 40 عاما
خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأميركي في 2000 تبادل نائب الرئيس الأميركي الأسبق آل جور وزوجته تيبر قبلة طويلة وعاطفية على المسرح أصبحت حديث الساعة في دهاليز الحكم في البيت الأبيض.
وجاءت القبلة مؤشرا على قوة العلاقة الزوجية بينهما، التي أصبحت مثالا يحتذى بين الطبقة السياسية الأميركية، خاصة بعد 40 عاما من الزواج ومن دون أي فضائح جنسية وعلاقات خارج إطار الزوجية.
وكان الزوجان قد التقيا للمرة الأولى خلال حفلة راقصة وهما ما زالا في المدرسة في المرحلة الثانوية، وأنجبا أربعة أبناء ويعيش كلاهما في ناشفيل بولاية تينيسي.
وإذا كنت ستراهن على زواج سياسي يمكن أن يفشل، فآخر ما يمكن أن تختار هو زواج آل وتيبر جور. ولكن إعلانهما أمس عن قرار انفصالهما جاء ليثبت أنه ينطبق على زواجهما ما ينطبق على غيره، ويدخل ضمن إحصاءات حالات الطلاق، التي هي في تصاعد مطرد في المجتمعات الغربية.
إذ أعلن آل غور وزوجته تيبر أنهما قررا الانفصال بعد زواج استمر 40 عاما. وقال آل غور وزوجته - في رسالة بالبريد الإلكتروني أكدها مكتبهما أول من أمس - إن القرار اتخذ «بعد تفكير ونقاش عميقين».
وقالت كالي كريدر من مكتب آل وتيبر غور في تصريحات إعلامية: «يمكنني أن أؤكد انفصالهما. لقد طلبا احترام خصوصيتهما وخصوصية عائلتهما».
وقالا «هذا قرار بيننا نحن الاثنين ويدعمه كلانا واتخذناه معا بعد عملية دراسة طويلة ومتأنية. نطلب احترام خصوصيتنا وخصوصية عائلتنا. ولا ننوي التعليق أكثر من ذلك».
وخسر آل غور، المنتمي للحزب الديمقراطي، الذي شغل منصب نائب الرئيس بيل كلينتون لـ8 سنوات، سباق الرئاسة بفارق ضئيل أمام المرشح الجمهوري جورج بوش في 2000 بعد قرار المحكمة العليا الذي أنهى عملية إعادة فرز الأصوات في ولاية فلوريدا. وهجر غور الحياة السياسية التقليدية ليتحول إلى ناشط بيئي وفاز بجائزة «نوبل» وكذلك جائزة «الأوسكار» عن فيلمه الوثائقي «حقيقة مزعجة» عام 2006.
دهش كثير من الناس، غرباء وأصدقاء، عندما سمعوا الخبر بأنه بعد أيام على عيد زفافهما الأربعين، قرر الاثنان، نائب الرئيس السابق، الذي يبلغ من العمر 62 عاما، وزوجته، التي تبلغ من العمر 62، الانفصال.
كثير من أعمالهما ومن أصدقائهما يشهد على متانة العلاقة بين زوجين في الساحة السياسية. كانا عطوفين بصورة غير معتادة ولا مشكلة لديهما في إظهار ذلك، ويشهد على ذلك العناق الحار والقبلات أمام الكاميرات، وأحضان شهدها صحافيون أو مساعدون كان يدخلون فجأة إلى الغرف خلال تأدية عملهم.
كل هذا، كان يحدث على خلفية العلاقة العاصفة التي كانت تدور رحاها ليس بعيدا عنهما في البيت الأبيض، أي علاقة الرئيس السابق بيل كلينتون، الذي كاد أن يدنس مكتب الرئاسة بفضائحه الجنسية، بزوجته هيلاري، وزيرة الخارجية الأميركية الحالية.
ويقال أيضا إن آل غور خسر الرئاسة أمام جورج بوش بسبب ما أقدم عليه كلينتون في البيت الأبيض. وذكرت بعض التقارير الإعلامية أن آل غور كان غاضبا جدا من كلينتون مع انتخابات 2000 واتهمه بأنه كان السبب وراء الخسارة.
وكان آل غور وزوجته تيبر منفتحين بشأن الصعوبات التي تواجه علاقتهما الزوجية، مثل صراعاتها مع الإحباط والضيق من الحياة مع زوج في مجلس الشيوخ وعلاجهما عقب حادث ابنهما الصغير. لكن لم تقترب يوما منهما الشائعات التي تحيط بكثير من الأزواج في عالم السياسة.
وانفجرت كريس دوني، وهي صديقة لتيبر منذ أن كانتا زوجتين شابتين لعضوين في الكونغرس، في البكاء عندما سمعت الخبر. وتقول دوني في تصريحات أوردتها صحيفة «واشنطن بوست»، التي تحدثت إلى صديقتها الأسبوع الماضي: «شعرت بالصدمة، فهذا أسوأ ما كنت أتخيل».
ومع ذلك، رفض كثير من الأصدقاء والمقربين الإفصاح عن ردود فعلهم الشخصية، حتى ولو بصورة سرية، وقالوا إنهم مصرون على مساعدة الزوجين على الحفاظ على الأمر في دائرة الخصوصية. وكان أحد هؤلاء الأصدقاء على استعداد ليقول: «لا أعرف أحدا كان يتوقع ذلك».
وأضاف أنه على الرغم من أن آل جور وتيبر كانا يعيشان إلى حد كبير حياة منفصلة في السنوات الأخيرة، فإن ذلك كان ينظر إليه في المقام الأول على أنه مسألة وقت.
وشيد الاثنان، وهما أبوان لأربعة من الأطفال البالغين، منزلا في ناشفيل بعد فترة قصيرة من خسارة آل غور في الانتخابات الرئاسية عام 2000.
وفي الشهر الماضي، ذكرت الصحف في كاليفورنيا أن الزوجين اشتريا منزلا كبيرا على الساحل في مونتيسيتو بقيمة 8.9 مليون دولار.
ولم ترد المتحدثة باسمهما على أية رسائل إلكترونية أو رسائل على الهاتف بشأن المكان الذي ينوي كل منهما أن يعيش فيه.
وآل غور سليل أسرة سياسية، حيث إنه نجل السناتور الأول في ولاية تينيسي. وظهرت تيبر في إحدى الحفلات، وكانت طالبة بمدرسة سان أغنيس في ألكساندريا. وصرحت تيبر لصحيفة «واشنطن بوست» بأنه كان «حبها الأول. لكن ليس صديقها الأول».
وبعد مرور سنة من دخوله جامعة هارفارد، تبعته تيبر إلى المكان نفسه والجامعة نفسها في بوسطن.
وتزوج الاثنان في شهر مايو من عام 1970 - قبل أسابيع من رحيله إلى فيتنام - في الكاتدرائية الوطنية في واشنطن. وكانا يعملان في ناشفيل بصحيفة «تينيسيان» (حيث كان يعمل كصحافي وكانت هي تعمل كمصورة فوتوغرافية) عندما رزقا بطفلهما الأول، كارينا، عام 1973.
وقالت تيبر في ما بعد إنها تزوجت آل غور على افتراض أنه بدأ مسيرته العملية ككاتب، أو ربما محام. وبدلا من ذلك، في التحدي الأول الكبير أمام زواجهما، دخل آل غور عالم السياسة. وأخبرها بأنه سيخوض انتخابات الكونغرس، قبل أن يقدم أوراقه بثلاثة أيام فقط.
وفي المذكرات المصورة الخاصة بها عام 1996، وصفت الخبر بأنه «قنبلة... لقد تغيرت حياتنا للأبد»، وكتبت أنها في واشنطن كانت تعيش في تعاسة مع أطفالها بمفردهم في عطلات نهاية الأسبوع بينما كان يعود هو إلى ولاية تينيسي لحضور الفعاليات الخاصة بالناخبين.
وشعرت بالغضب عندما أخبرها في عام 1987 بأنه سيخوض الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى.