هل تعزز «رقصة الهيب هوب» الصحة؟
كانت الساعة السابعة إلا خمس دقائق في إحدى أمسيات شهر مارس الممطرة، وأنا أختلس النظر إلى الفصول الدراسية خلال سيري في ردهة معهد واشنطن للرقص الكائن في كولومبيا هايتس، رأيت العديد من الدروس تسير في وقت واحد.
في استوديو واحد كانت الفتيات يرتدين قمصان الرقص السوداء والسراويل القرنفلية يؤدين حركات باليه راقصة.
وفي استوديو اثنين كانت الفتيات البالغات يقفن على أطراف أناملهن ثم يبسطن أيديهن فوق رؤوسهن.
دخلت إلى الغرفة الواقعة في نهاية ردهة الطابق العلوي. كان بالغرفة امرأة تمارس التمرينات وقد مدت رجلها على العارضة الحديدية، ثم دخل معلمان إلى الغرفة، الأولى هي لاتاشا بارنز، مدربة اللياقة البدنية ونجمة سباقات العدو السابقة، والثاني جونيوس بريكهاوس، مدير المدرسة يرتدي قميصا أرجوانيا وحذاء رياضيا أبيض لامعا وقبعة بيسبول أرجوانية.
إنه مؤسس معهد أوربان آرتيستري، مدرسة الرقص الحضري الذي افتتح قبل خمسة أعوام، ويقدم محاضرات في الرقص للجميع بدءا من العاملين في الشركة إلى الأفراد مثلي بعيدا عن الشارع. وقد صافحني وقام بتعريف نفسه.
مع دخول المزيد من الراقصين إلى الغرفة تبادل الجميع التحية كأصدقاء قدامى تبادلوا حديثا باسما مع بارنز خلال توصيلها جهاز الآي بود الخاص بها بالسماعات.
تقول السيدة التي بسطت رجلها على العارضة وهي تمد يدها إليّ كي تصافحني «مرحبا. أجمل ما في هذا الصف هو إمكانية القدوم في أي وقت، على عكس الفصول الأخرى التي يعني الحضور إليها متأخرا عدم القدرة على متابعتهم.
ثم يخرج بريكهاوس لأنه لا يقوم بالتدريس في الفصل، وفجأة تنساب الموسيقى إلى القاعة، تبدأ بالموسيقى الكلاسيكية ثم تتدرج حتى تصل إلى الهيب هوب.
الرقص الحضري نوع من الرقصات يستعير حركاته من الرقصات الأفريقية واللاتينية والفنون القتالية والرقصات الاجتماعية الأميركية، حركات تم ابتكارها في الشوارع بدءا من نيويورك إلى باريس، واصلت النمو والتطور، وزادت العروض التلفزيونية من الاهتمام بهذا النوع من الرقصات.
ويقول فابيان بارنز، مؤسس معهد واشنطن للرقص: «أعتقد أن الرقص مع النجوم، مع أفضل طاقم رقص في محطة إم تي في، يساهم في ازدياد شعبية الرقص كنوع من الفن».
وأشار إلى أن رقص الهيب هوب تحديدا كان نقطة الدخول بالنسبة لأفراد لم يكونوا ضمن مجتمع الرقص خاصة للرجال.
كنت دائما أمارس الرقص في كل مدينة أذهب إليها بدءا من واشنطن إلى باريس وفيينا، لكني وبعد أن وضعت طفلتي الأولى توجهت إلى ممارسة اليوجا والتمرينات الرياضية في صالات الألعاب الرياضية.
اعتقدت أن ذلك يمكن أن يساعدني على الحصول على قوام جيد - حتى إنني كنت أتلقى دروسا في الرقص في الشهر السابع من الحمل - لكني لم أتعلم رقصة الهيب هوب من قبل.
هذا الربيع رغبت في أمر يعيد طاقتي مرة أخرى والأكثر من ذلك أنني أردت أن أبحث عن مجتمع خلاق منفصل عن عملي، ولهذا رأيت أنني بحاجة إلى العودة إلى فصول الرقص مرة أخرى.
الراقصون في فصل بارنز للهيب هوب في تلك الليلة كانوا جميعا من النساء عدا صبي واحد، 11 عاما.
كانت بارنز تقف أمام المرايا وتقوم بعدد من حركات الإحماء من القفز في المكان ولف الوسط وتحريك الرقبة وهز الجسم والسير.
وكنت أنا وخمس راقصات معي نقوم بتقليدها. كان الأمر صعبا لكننا تمكنا من مجاراتها وبدأت في مسارعة حركاتها وخلال خمس دقائق كانت رئتاي تعانيان لأننا بدأنا الرقص بسرعة وكان ذلك مجرد إحماء.
كان الجميع يؤدون حركات أشبه ما تكون برقصات أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، وكن جميعا، ما عدا أنا، يرتدين سراويل فضفاضة وتنورات مدرسية وأحذية ملونة بألوان قوس قزح، أما أنا فارتديت حذاء التمرينات الرياضية.
كنت أتواصل بالنظرات مع كارلندرا فرانك التي التقيتها لدى دخولي، وسألتها هل أبدو مفرطة في الوزن؟ هزت رأسها بالنفي وقالت لي كلا إنك بخير، بل إن قوامك جميل. ربما يكون في ذلك نوع من المبالغة لكني أعتقد أنني أتقدم بشكل جيد. فأنا أتصبب عرقا.
وقالت بارنز بعد ذلك واصفة إحدى الحركات التي أجهدتني على نحو بالغ: «حركتي أكثر شبها بالمدرسة القديمة الممزوجة ببعض أساسيات المدرسة الجديدة».
خلال جلسة التدريب التي استغرقت 40 دقيقة، طلبت منا بارنز الحصول على قسط من الراحة وشرب بعض الماء.
دائما ما أجد متعة جسدية ومعنوية كبيرة للرقص بما يحتويه من مجهود كبير لحرق الشحوم والعرق والفرحة.
ودائما ما كنت أكره سلوك بعض المشاركين في دروس الرقص، لكن يبدو أن أوربان آرتيستري قد ابتكرت طريقة جديدة لخلط الرقص واللياقة والمجتمع الحقيقي. ولكن مع انتهاء وقت الدرس أشعر أنني اكتشفت دروس الرقص.
وأشار بريكهاوس إلى أن الشركة تركز على الأساليب المختلفة للرقص الحضري وخلق مجتمع متنوع من الأفراد لمشاركة التجربة.
وقال: «عندما بدأت مشروعي كنت أنا ومدير العمليات فقط وعدد قليل من الأفراد والأطفال الذين كانوا يقدمون مع مجموعات مختلفة ومن مجتمعات مختلفة.
وكنت أرغب في أن أقدم لهم ما قدمه لي معلمي»، مشيرا إلى رغبته في تعليم تاريخ الرقص وأسس هذه الحركات وهو تعليم استقاه خلال وجوده على مدى عقد في الجيش الأميركي.
الآن يوجد بالشركة 42 شخصا تتراوح أعمارهم بين السادسة والثالثة والأربعين وقال: «جميعنا ندرك الإسهامات الثقافية المختلفة سواء كنا بيضا أو سودا أو آسيويين أو من أصول لاتينية.
لذا يأتي الأفراد على الدوام على الرغم من أنهم لا يكونون بالضرورة راقصين. فبعض الأفراد أحيانا ما يرغبون في خوض التجربة. ويحس الفرد بميزة التجربة طالما أن لديه الرغبة في التعلم والانفتاح»
خبراء الرياضة البدنية يقيمون الرقص الحضري
- مارك رانكين (مقوم الأعضاء) : الرقص يحسن من أداء العضلات ومرونتها وقدرتها على الاستجابة.
بيد أن هذا النوع من العمل قد يجعلك عرضة للإجهاد العضلي. وأوصي بالدخول في برنامج إعداد يمتد لعدة أسابيع لتأهيل الجسم. وقبل الجسم لا بد من الإحماء لمدة 15 إلى 20 دقيقة.
- جيم وايت (عالم الغذاء) التغذية: قبل بدء دروس الرقص مهمة نظرا لأن هذه الدروس قصيرة ومكثفة، ومن ثم أوصي بوجبة خفيفة قبل 45 دقيقة من الدرس كثمرة فاكهة أو اللبن أو طبق من الحبوب مع الحليب ونفس الشيء بعد 30 دقيقة من الدرس.
- ألفريد بوفي (أخصائي القلب): الرقص الحضري عبارة عن مزيج من حركات الأيروبكس والتمرينات الرياضية، لذا فهو مفيد للجسم بشكل عام. فهو لا يصل بك إلى نفس مستوى التكيف كسباقات الماراثون لكنه ذو مستوى أعلى من الكثافة، وقادر على رفع مستواك البدني بشكل عام. بيد أن هناك بعض الخطورة في إمكانية تأثر الكاحل أو الركبة.
معلومات عن المعهد يقدم معهد أوربان آرتيستري دروسا في الرقص الحضري تكلفة الدرس الواحد 10 دولارات، ودروس هيب هوب مجانية يوم الأحد من الساعة الثالثة وحتى السادسة مساء في معهد واشنطن للرقص الكائن في 3400 14th Street NW.