إكسسوارات الخردة .. مجنونة بتكلفة معقولة
تريثي سيدتي وأنت تقومين بترتيب محتويات أدراجك وخزائنك، فقد تتفاجئين بأن ما لا تستخدمينه أكثر مما تستخدمينه، لكن قبل أن تلقي بها في سلة المهملات، تذكري أن الأشياء القديمة قد يكون فيها رمق من الحياة، بحيث يمكن إعادة استعمالها بشكل جديد.
فبقليل من الخيال والفن، يمكنك أن تحولي الكثير منها إلى إكسسوارات تمنح وجهك مسحة من الجاذبية، أو تشع في أركان منزلك كقطعة ديكور خاصة.
هذا على الأقل ما تنصح به مصممة الحلي والأستاذة في هذا التخصص، بالمعهد العالي للفنون التطبيقية وهاد سمير. فهي تؤكد أن ثمة اتجاها جديدا في تطوير فن الحلي من باب التدوير الآمن للخردة، وهو اتجاه عالمي يركز على فكرة الاستفادة القصوى من كل ما يحيط بنا من خامات طبيعية، أو إعادة تدوير بعض المواد المصنعة، وهذا ليس من شأنه التوفير الاقتصادي فقط ولكن أيضا حماية البيئة.
وتدلل وهاد على ذلك بأن الكثير من المصممين من ذوي الأسماء اللامعة في دنيا الموضة استعانوا ببعض الأشياء الملقاة على الأرض والتي لا نرى أية فائدة منها، وأصبحوا يصنعون منها أشياء مفيدة ومبهرة، مثل رسم «بورتريهات» لكبار الشخصيات العالمية وغيرها.
وتشير وهاد إلى أن هذه التجربة لم تكن الأخيرة أو الوحيدة، بل هناك تجارب أخرى تذكر منها خبرا طريفا خبرا تناقلته وكالات الأنباء عن بدء تصنيع قمصان لاعبي كأس العالم من نفايات البلاستيك، فمن كان يصدق أن لاعبي كرة القدم العالميين يمكن أن يرتدوا قمصانا مصنوعة من زجاجات بلاستيكية مهملة.
وتضيف وهاد أنها شعرت بأن إلقاء المحاضرات والدروس لتوعية الطلبة في المعهد غير كافية ولا بد من إثارة الانتباه إلى الخردة الملقاة في البيوت والشوارع لتحويلها إلى حلي لا تقل في الإبداع عن تلك التي تصنع من الذهب أو الفضة، لأننا - بحسب قولها - يمكن أن نجد الجمال في كل شيء حتى في أغطية زجاجات المياه الغازية.
يمكن أن تستخدم هذه الخردة أيضا في تزيين المنزل، المكتب، المدرسة، بعد أن كانت مصدر تلوث وإزعاج.
فما أجمل أن تطلب مدرسة من تلاميذها أو أم من أطفالها تجميع كل ما هو غير مستخدم في المنزل وتحويله إلى قطع جمالية تستخدم كإكسسوار أنيق للتزين في الحفلات غير الرسمية أو الحفلات التنكرية؟.
ومن منطلق إيمانها بأن الخردة باب رزق، وأنه لم يكن عبثا أن يبتدع أسلافنا مهنة بائع «الروبابيكيا» الذي يجول الشوارع بالساعات ليشتري كل ما لا تحتاجه البيوت من خردة.
وكم من كنوز عثر عليها بائع الروبابيكيا وكان صاحبها يظن أنه لا فائدة منها، لكن غيره استفاد منها؟.
وبمنطق نظرية الاستفادة من المهمل تنصح وهاد أن ينظر كل منا إلى أدارج مكتبة أو أرفف دولابه، فسوف نجد أشياء كثيرة مثل: الخيوط بأنواعها - أسلاك نحاس - بقايا خردة السيارات - أقفال – مسامير- أغطية مياه غازية - لمبة صغيرة - شرائط كاسيت وأفلام فيديو- مكوك ماكينة خياطة - مشابك شعر - مصفاة شاي صغيرة - وأشياء أخرى كثيرة، نستطيع أن ننتج منها أساور، بروشات، قلادات وخواتم، ميداليات مميزة، وهلم جرا.
نظرية الاستفادة من الأشياء المهملة والقديمة، يمكن أن تتحول إلى مشاريع مثمرة تعود بالنفع علينا وعلى من حولنا، ويمكن أن تدر أرباحا للسيدات والشباب وتفتح مجالات جديدة في العمل وتفرض ثقافة مغايرة للحلي والموضة نكون بها أصدقاء للبيئة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاتجاه يمكن أن يشكل أيضا فضاء مفتوحا للإبداع لدى الأطفال.
وتذكر وهاد: «عندما صممت حلي على أشكال أدوات المائدة وارتديتها كانت هناك انتقادات عليها ولكن بعد فترة ارتدتها الكثيرات، وأصبحت موضة»، مشيرة إلى أن الفنان يجب أن يعبر عن نفسه فيما يصنع ويبتعد عن التقليد والنمطية.
دليل هذا التقبل أنه، في خلال خمسة أو ستة أشهر، سوف يقام معرض في باريس برعاية بيت الشاعر لعرض كل ما أنتجته الفنانة وهاد وآخرون من إكسسوارات مصنوعة من الخردة.
حسب وهاد يمكن لأي ربة منزل أن تصنع قطعة إكسسوار للحمام أو المطبخ من أشياء متوفرة لديها، مثلا يمكن من أدوات المائدة القديمة صناعة بروشات ودبابيس تعلق على مريلة المطبخ وباب الثلاجة لحفظ الملاحظات، ومن خردة السيارات وبقايا المسامير يمكن تجميل هيكل ساعة قديمة، فيما يمكن تجديد المرايا القديمة والباهتة بلصق بعض ألعاب الأطفال البلاستكية والأشكال الطريفة عليها.