حمى الماعز واتهامات لكيسنجر والولايات المتحدة بالتحضير لارتكاب إبادة جماعية

تتمثل أعراض المرض عند الإنسان في ارتفاع مفاجئ لحرارة الجسم وقد أظهرت التحاليل أن أغلب المرضى يصابون بخلل في وظائف الكبد يتطور بعد فترة إلى التهاب الكبد الوبائي ويُنصح بالتوجه إلى الطبيب مباشرة
تتمثل أعراض المرض عند الإنسان في ارتفاع مفاجئ لحرارة الجسم وقد أظهرت التحاليل أن أغلب المرضى يصابون بخلل في وظائف الكبد يتطور بعد فترة إلى التهاب الكبد الوبائي ويُنصح بالتوجه إلى الطبيب مباشرة

البداية كانت بتهويل وممارسات خاطئة من جانب وسائل الإعلام: 
بدأت البكتريا والأمراض المستحدثة تسود العالم ويأتي دور وسائل الإعلام الأكبر في التهويل وتسمية هذه الفيروسات بما ترتضي والمثال علي ذلك ما حدث مؤخرا مع حمى الماعز التي أسمتها بأنفلونزا الماعز فقد أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة الهولندية إنه تم اكتشاف إصابات جديدة بـ"حمى الماعز" في خمس مزارع جديد ة، وأضاف المتحدث أنه تم إلى الآن إحصاء 60 مزرعة مصابة مما جعل السلطات الهولندية تقرر إعدام حوالي 40 ألف رأسا من الماعز.


كما قررت وزارتا الصحة والزراعة الهولنديتين حظر التكاثر في جميع المزارع التي بها أغنام وماعز حتى أول يوليو 2010، ومباشرة حملة تطعيم بالمزارع التي تضم أكثر من 50 رأسا من الضأن أو الماعز وفرض قيود على نقلها، ومن المقرر أن يبدأ إعدام هذه القطعان في 21 ديسمبر الأول الجاري رغم المعارضة الشديدة من منظمة المزارعين التي ترفض إعدام الحيوانات السليمة داخل المزارع المصابة.

حمى الماعز تسبب مرضا بكتيريا:
تسبب حمى الماعز المعروفة كذلك بـ Q FEVER بكتيريا من نوع Coxiella burnetii وهو مرض بكتيري يمكن أن ينتقل إلى البشر أو الحيوانات الأخرى كالأبقار والضأن، وحتى القطط والكلاب وقالت وسائل الإعلام إن هولندا تتوقع وصول المرض إلى المزيد من مزارعها، في الوقت الذي تحدثت تقارير عن وجود إصابات أخرى بين البشر في دول عربية وأوروبية، الأمر الذي يهدد بوباء جديد يجتاح العالم بعد أنفلونزا الطيور والخنازير خاصة خلال موسم ولادة صغار الماعز.

وينتقل هذا المرض البكتيري عبر الهواء والإفرازات والسوائل الحيوانية والحليب والأجبان وتدوم فترة حضانته لدى المصاب ما بين تسعة أيام وأربعين يوما، ولا تظهر أعراض للمرض عادة على الماعز والضأن المصابة لكنه قد يؤدي إلى الولادة المبكرة أو وفاة الأجنة.

ويسبب هذا المرض لدى البشر أعراضا شبيهة بأعراض الأنفلونزا يمكن معالجتها بالمضادات الحيوية، وتكون الإصابة قاتلة في حالات نادرة خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

ويذكر أن عدد الإصابات بـ"حمى الماعز" بلغ هذه السنة 2200 حالة في حين سجلت 170 إصابة خلال عام 2007، ويرجع علماء هولنديون سبب انتشار الوباء إلى ارتفاع كثافة تربية الأغنام التي تشهدها هولندا، حيث لم يكن هناك سوى 7600 رأس في عام 1995، بينما يوجد الآن أكثر من 350 ألف رأس في مزارع تربية الأغنام والماعز بالبلاد.

ويعرف مرض أنفلونزا الماعز باسم "حمى كيو" أو "أنفلونزا كيو"، وتسبب في عدواها نوعا من البكتيريا يتفشى بسرعة إثر إجهاض مفاجئ يحدث لإناث الماعز والأغنام العشر (الحامل)، كما يصف الخبراء انتشارها وتفشيها بأنه سهل جدا، ولكنه لا ينتقل للإنسان من الحيوان إلا بسبب المخالطة المباشرة للحيوانات المصابة بالعدوى.

وتواصل وسائل الإعلام مسلسل الترويج للمرض فوفقا لرويترز نقلا عن مصادر صحية، فإن حالات الإصابة بمرض أنفلونزا الماعز بين البشر وصل حتى الآن إلى حوالي 2200 حالة معظمهم من أوروبا والولايات المتحدة، مشيرة إلى وفاة ستة أشخاص هذا العام في هولندا بعد إصابتهم بحمى الماعز، وكانوا يعانون من أمراض أخرى أو من الضعف.

هل تعتبر حمى الماعز مرضا قاتلا؟
يسبب المرض لدى البشر أعراضا شبيهة بأعراض الأنفلونزا يمكن معالجتها بالمضادات الحيوية، لكن الإصابة يمكن أن تكون قاتلة في حالات نادرة، وتتمثل أعراض المرض عند الإنسان في ارتفاع مفاجئ لحرارة الجسم تصل إلى الأربعين ونصف درجة (تستمر عند بعض الحالات من أسبوع إلى أسبوعين) مصحوبة برعشة في الجسد وتعرق، إضافة إلى صداع قوي وآلام في العضلات.

كما يصاب المريض بالالتهاب في الحلق وسعال جاف وغثيان، يليه تقيؤ وإسهال وآلام في البطن والصدر، وقد أظهرت التحاليل أن أغلب الذين يصابون بهذا المرض يشكون من خلل في وظائف الكبد يتطور بعد فترة إلى التهاب الكبد الوبائي وينصح الأطباء بالتوجه إلى الطبيب مباشرة بعد ظهور أحد أعراض المرض ليتم التأكد من الإصابة.

وفي الوقت نفسه أفادت أنباء غير مؤكدة عن ظهور المرض بعدة دول عربية إذ لم يقتصر فقط على الدول الأوروبية، وتناقلت الأنباء تسجيل حالات للمرض في دول الخليج العربية، إذ تم رصد 7 حالات في السعودية، و3 في البحرين، و6 في قطر، و16 في الإمارات، و8 في مصر، و2 في عمان، و32 حالة أخرى بباقي الدول العربية الأخرى.

اختبار الغباء والمؤامرة الصهيونية الأمريكية:
وفي اختبار الغباء الذي ينجح العرب فيه دوماً، سنشهد قريباً جدا في أغلب المنتديات العربية أنّ هذا المرض مؤامرة "صهيونية أمريكية" لإبادة البشر وإنعاش الاقتصاد الغربي على حساب العالم العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص كما حصل مع مرض أنفلونزا الخنازير الذي تحوّل بفِعل الأقاويل إلى مؤامرة أمريكية بمساعدة القاعدة ومشاركة عصابات مخدرات مكسيكية، وبالطبع تفتقر هذه الاتهامات إلى الدقة العلمية في تفسير تفشي هذه الأمراض.

وإن كانت مؤامرة أمريكية كما يقولون مثل أنفلونزا الخنازير فيجب أن نعلم أجمعين أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من أكثر دول العالم تأثراً بأنفلونزا الخنازير، وأن إصابات المرض في الأراضي التي تحتلها إسرائيل أكبر من إصابات أي دولة عربية.

وبدلاً من أن تلهث الصحافة العربية، وأصحاب المقالات، وناقلو الأخبار إلى المنتديات، ومؤسسو مجموعات الفيس بوك وراء معلومات مشبوهة، يجدر بهم جميعاً زيادة الوعي لدى قرائهم عن كيفية الوقاية من هذه الأمراض، وإن كانت شركات تصنيع الأدوية ستستفيد من وجود أوبئة لزيادة مبيعاتها، فهذا لا يعني بالضرورة أنها وراء انتشار المرض.

اتهام الولايات المتحدة بالتحضير لارتكاب إبادة جماعية:
من ناحية أخري فجر وزير الصحة الفنلندي السابق رافني كيلدة مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشف عن المخطط الأمريكي الذي دبره وزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كيسينجر للقضاء علي نصف سكان العالم عبر لقاح أنفلونزا الخنازير.

وأفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن الوزير الفنلندي اعتبر مصل تلقيح المرضى المصابين بفيروس أنفلونزا الخنازير الذي روّجت له أمريكا إنما هو حيلة يحاول الأمريكان من خلالها القضاء علي نصف سكان العالم، وشدد كيلدة علي أن أمريكا اتخذت هذا القرار الخطير بإيعاز من اليهودي كسينجر في اجتماع بيلدربرج الذي عقد في 15 مايو الماضي مضيفا "إن أمريكا تريد القضاء علي حوالي ثلث سكان العالم دون إنفاق ميزانية كبيرة، وتريد تحقيق هذا الهدف بالحصول علي عائدات تبلغ مليارات الدولارات".

وأضاف وزير الصحة الفنلندي السابق قائلا: "إن منظمة الصحة العالمية هي الأخرى تعرضت للضغوط لإعلان زيادة انتشار مرض أنفلونزا الخنازير علي مستوي العالم"، وتابع: "إن الحكومة الفنلندية رفضت تصنيف هذا المرض الذي تم على صعيد العالم، حيث لم يعرف أحد هل المصل المضاد لهذا المرض ستتبعه تداعيات أم لا، في حين عمدت الحكومة الأمريكية إلي تبرئة ذمة الشركات التي تصنع هذا المصل واتخذت تدابير لعدم تحملها أية مسؤولية".

وكانت صحيفة‏ "‏بيلد" الألمانية قد كشفت النقاب مؤخرا عن أن شركة‏ "‏جلاكسو سميث كلاين"‏ عقدت اتفاقاً سرياً مع الحكومة الألمانية لإنتاج عقار مضاد لأنفلونزا الخنازير‏ في عام ‏2007، ‏ قبل ظهور الوباء بعامين تقريباً، مما أثار تساؤلات عديدة عن حقيقة الفيروس وخلفياته وأسباب انتشاره، والحملة الإعلامية العالمية التي صاحبت ذلك‏‏ وأثارت الرعب بين الناس‏.

وبحسب الصحيفة‏، فإن الشركة تعاقدت على تزويد الحكومة الألمانية بعقار‏ "دريزد" المضاد لأنفلونزا الخنازير لعلاج نصف شعبها‏، وكان ذلك عام‏ 2007، ‏على أن يُفعّل الاتفاق مع ظهور أول حالة عدوى‏.

وحسبما ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، علق المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية، عبد الرحمن شاهين على هذه الأنباء بقوله: "‏لو صحّت هذه المعلومات لوُضعت العديد من علامات الاستفهام على الموضوع برمّته"، مشدداً على "أنه لم يكن أحد على ظهر الكرة الأرضية يستطيع الجزم بظهور فيروس أنفلونزا الخنازير".

ونقل التلفزيون المصري عن شاهين قوله: "إن هناك حقائق تائهة متعلقة بالموضوع، وأسراراً خفية داخل أروقة البحث العلمي، وخصوصاً ما يتعلق بالأسلحة البيولوجية التي يأتي وقت لإعلانها‏"، وشدد على "أننا الآن أمام أمر واقع يجب التعامل معه، وهو الفيروس لتجنّب انتشاره دون النظر إلى كيفية انتقاله".

والجدير بالذكر أن عالم الفيروسات أدريان جيبس‏، أسترالي الجنسية كشف قبل مدة أن فيروس أنفلونزا الخنازير‏‏‏ قد أُنتج في أحد المعامل أو في مركز لتصنيع الأمصال، وأكد جيبس وجود تلاعب بشري جرى لتصنيعه ولم تقم الطبيعة بتحويره‏، وذلك في دراسة له نُشرت في صحيفة "فيرولوجي"، وهي مجلة علمية متخصصة في الفيروسات.