نصائح ضرورية لتجنب حوادث المصاعد الكهربائية
بالنسبة لكبار السن على وجه الخصوص، «دخول المصعد الكهربائي مش زي الخروج منه». ومن بين مئات الألوف من إصابات الحوادث الناجمة عن استخدام المصاعد الكهربائية التي تحصل في العالم، أعلن الباحثون من جامعة أنديانا الأميركية أن نحو 45 ألف شخص من كبار السن يُنقلون على وجه السرعة إلى أقسام الإسعاف بالمستشفيات الأميركية جراء تعرضهم للإصابات والحوادث خلال استخدامهم للمصاعد الكهربائية.
وكانت مجلة «تروما إنجري، إنفكشن آند كريتيكل كير» Journal of Trauma Injury, Infection and Critical Care الأميركية المتخصصة في طب إصابات الحوادث والعدوى والعناية الحرجة، قد نشرت في عدد يناير (كانون الأول) الماضي دراسة باحثين من كلية الطب بجامعة أنديانا حول حوادث الإصابات بين كبار السن عند استخدامهم المصاعد الكهربائية.
ولاحظ الباحثون أن احتمالات حصول تلك الإصابات ترتفع بشكل مُطرد مع التقدم في العمر. وأن إصابات المصاعد الكهربائية بين من هم في سن 85 سنة تبلغ سبعة أضعاف تلك التي تُصيب منْ هم في سن 65 سنة.
ومن جانب آخر، أعلنت «مؤسسة سلامة المصاعد والسلالم الكهربائية» بالولايات المتحدة (EESF) في 22 فبراير الحالي، أنها أتمت بالفعل إرسال أكثر من 433 ألف رسالة لأطفال المدارس في الولايات المتحدة وكندا، تحتوي على مواد برنامجها التعليمي للوقاية من إصابات الحوادث المتعلقة بوسائل النقل تلك. وتهدف المؤسسة إلى بلوغ رقم 700 ألف مع نهاية عام 2010.
إلى هذا، لا تزال المصادر الطبية تُذكّرنا بأن استخدام المصاعد الكهربائية (Elevators) أو السلالم الكهربائية (escalator) يحتاج إلى مزيد من الاهتمام منعا لحصول الإصابات والحوادث، وخاصة بين كبار السن والأطفال والحوامل، والمُصابين بأمراض مزمنة في المفاصل، أو أمراض مُؤثرة على قدرات التوازن أثناء الحركة أو يتناولون أدوية تؤثر على القدرات، أو تتطلب معالجتهم تناول أدوية تزيد من سيولة الدم ومنع التخثر.
أوسع دراسة عالمية
ووفق ما تشير إليه التقارير الإحصائية الأميركية الحديثة، فإن عدد المصاعد الكهربائية في الولايات المتحدة يتجاوز 660 ألفا، وأنها تستخدم سنويا لنقل نحو 120 مليار شخص. وعلى وجه الخصوص، يلجأ غالبية كبار السن إلى تلك المصاعد كوسيلة للتنقل بين طوابق العمارات، نظرا لكونها أكثر راحة من استخدام درج السلام. وهي أكثر أمانا لهم، نظرا لاحتمالات التعثر والسقوط أثناء الصعود أو النزول على درجات السلالم.
وأجرى الباحثون دراسة طبية تُعتبر الأوسع على نطاق العالم لمعرفة الأرقام الحقيقية للإصابات والحوادث بين فئة كبار السن، التي تحصل عند استخدام المصاعد الكهربائية (elevator-related injuries).
وأجرى الباحثون مراجعة للمعلومات الواردة في الإحصائيات الوطنية للإصابات الكهربائية التي تقوم بها اللجنة الأميركية لأمان مستهلكي المنتجات، وذلك حول الحوادث والإصابات التي بُلغ عنها داخل الولايات المتحدة، بين عام 1990 وعام 2006.
واقتصر الباحثون على متابعة الحوادث والإصابات التي طالت كبار السن الذين تجاوزوا عمر 65 سنة، وجراء استخدام المصاعد الكهربائية فقط. أي من دون تلك التي قد تحصل عند استخدام السلالم الكهربائية، ومن دون أيضا الأرقام الكلية لجميع الإصابات والحوادث المرتبطة بالمصاعد الكهربائية.
وفي مقدمة الدراسة قال الباحثون: إن المصاعد الكهربائية تبقى أحد وسائل المواصلات الأكثر أمانا.
إلا أنها بالرغم من هذا، لا تزال ذات علاقة بالوفيات وإصابات الحوادث. وهذه الدراسة هي أول دراسة واسعة وكبيرة تُجرى حول إصابات كبار السن بالحوادث المرتبطة بالمصاعد الكهربائية.
وفي نتائج دراستهم، قال الباحثون: «لقد رصد نحو 45 ألف حالة من إصابات وحوادث استخدام المصاعد الكهربائية بين كبار السن. وبتحليل المعلومات، لاحظت الدراسة أن النساء شكلن نحو 75 في المائة من ضحايا تلك الإصابات والحوادث.
ولاحظت الدراسة أيضا أن أكثر من 50 في المائة من تلك الإصابات والحوادث كانت ناجمة عن السقوط أو زلة القدم أو التزحلق أو غيرها من الحركات المرتبطة بقدرات التحكم على ضبط توازن الجسم عند الحركة.
وحصلت نحو 30 في المائة من حوادث الإصابات حينما يُغلق باب المصعد أوتوماتيكيا، على الشخص أثناء الدخول أو الخروج من المصعد.
وتبين لهم أيضا أن 48 في المائة من الإصابات كانت على شكل رضوض أو تمزق أو تورم في الأنسجة اللينة والرخوة بالجسم Soft-tissue injuries . تلتها إصابات كسور العظام أو تهتك أحد تراكيب المفاصل. ثم تلتها حالات الجروح أو البتر.
أما مناطق الجسم المختلفة فكانت إصابات الأطراف العليا، أي الكتف أو العضد أو الساعد أو اليد، هي الأعلى مقارنة ببقية الجسم. وبلغت نحو 27 في المائة.
وتطلب الأمر الدخول إلى المستشفى والمعالجة فيها، لدى 15 في المائة من الأشخاص الذين تعرضوا لتلك الإصابات والحوادث.
ومع أن حصول كسر في عظم أحد مناطق الجسم فقط لا يُعتبر داعيا لدخول المُصاب إلى المستشفى، فإن من بين الحالات التي اضطر الأطباء فيها لتنويم المصابين بالمستشفى، حالات كان في 40 في المائة منها كسور عظمية طالت عظام منطقة الحوض.
وقال الباحثون في محصلة الدراسة: إن الإصابات المرتبطة باستخدام المصاعد الكهربائية تحصل بشكل متكرر بين كبار السن.
وقد تكون شديدة لدرجة تتطلب الدخول إلى المستشفى لتلقي المعالجة اللازمة. وعلى كبار السن توخي الحذر عند الدخول إلى المصعد، وعند الخروج منه.
وإدراك عموم الناس للمخاطر والظروف المؤدية إليها، يُؤدي إلى توجيه أفضل لخطط الوقاية وجهودها.
إصابات لها أسباب
وقال الدكتور غريغ ستيل، الباحث الرئيس في الدراسة وعضو قسم صحة الجمهور بكلية الطب في جامعة أنديانا: إن إصابات حوادث المصاعد الكهربائية ليست ناجمة عن حوادث عارضة وقعت بالصدفة أو حوادث غير مقصودة، بل هناك أسباب لها. ولذا فإنه من الممكن جدا منع حصولها.
وأضاف: إنه يجب على الأشخاص، في أي مرحلة من العمر، أن لا يضعوا أيديهم أو أرجلهم لاعتراض باب المصعد عندما يبدأ في الإغلاق. وبالذات يجب أن يراعي هذا الأمر كبار السن أو من لديهم اضطرابات في قدرات الإبصار أو اضطرابات في قدرات التحكم بتوازن الجسم.
ونبه الباحثون إلى أن اختلاف مستوى سطح أرضية المصعد عن سطح أرضية المدخل أو الرواق، إما ارتفاعا وإما انخفاضا، أمر من الصعب على كبار السن ملاحظته أو التعامل معه بحذر، مما يُشكّل السبب الرئيس في حوادث السقوط عند الدخول إلى المصعد أو الخروج منه.
وذكّر الباحثون بنتائج الإحصائيات العالمية التي تشير إلى أن حوادث السقوط هي أحد الأسباب الرئيسية للوفيات والإعاقات البدنية لدى كبار السن.
ومعلوم أن لدى كبار السن عددا من الأسباب التي تعرضهم للسقوط بسهولة، مثل ضعف قدرات الإبصار أو وجود أمراض مزمنة بالمفاصل أو الدماغ، أو تناول الأدوية المُؤثرة على مستوى الوعي، وغير ذلك.
وقدم الباحثون عدة مقترحات بسيطة، من شأن تطبيقها تقليل احتمالات السقوط والإصابات الناجمة عنها في المصاعد الكهربائية.
مثل صبغ المنطقة الأرضية الفاصلة بين المصعد والرواق المؤدي إليه، بلون براق فاقع تسهل ملاحظته على كبار السن.
ونبهوا إلى ضرورة التأني وعدم الاستعجال والتزاحم لاستخدام المصعد الكهربائي، وإعطاء كبار السن الفرصة في أولوية الدخول أو الخروج.
ذلك أن الباحثين لاحظوا أن هذا التزاحم، وما قد يحصل خلاله، هو السبب الثالث في ترتيب أسباب حصول إصابات حوادث المصاعد الكهربائية.
وكما سبقت الإشارة إلى أن 30 في المائة من الحوادث كانت بسبب الإغلاق الأوتوماتيكي لباب المصعد، واصطدام كبار السن بها.
وهي أبواب في الغالب ذات قوة شديدة، قد تُؤدي إلى اهتزاز جسم الشخص العادي، ناهيك عن تسببها في اختلال توازن الجسم الضعيف نسبيا لكبار السن والمرضى والحوامل والأطفال.
ولذا اقترح الباحثون أن يكون حجم أزرار buttons «فتح الباب» بحجم أكبر من أزرار «إغلاق الباب»، كي يسهل الضغط عليه منعا لاصطدام الباب بالشخص الداخل أو الخارج من المصعد.
واقترحوا أن تكون الأبواب ذات «درجة حساسية عالية» لاستشعار الاصطدام بالأشياء، وبالتالي عدم تسببها في الدفع الشديد والقوي للجسم الذي تصدم به.
السلالم الكهربائية .. إرشادات للسلامة والوقاية من الحوادث
ضمن إصداراتها حول الأمان والسلامة للوقاية من إصابات حوادث استخدام السلالم الكهربائية، تقول «اللجنة الأميركية لأمان مستهلكي المنتجات» (CPSC): إن الإحصائيات المحلية في الولايات المتحدة، التي أجريت عام 1994، تقول إن العدد السنوي لإصابات الحوادث التي تحصل خلال استخدام السلالم الكهربائية والتي تتطلب نقل المُصاب على وجه السرعة إلى المستشفى، يبلغ أكثر من 7300 حالة. أي أن هذا فقط هو عدد ما ينقل إلى المستشفيات، وفي التسعينات كان عدد السلالم الكهربائية أقل بكثير مما هو موجود اليوم في الولايات المتحدة.
ويمكننا أن نتخيل الرقم الفعلي لإصابات الحوادث التي لم تكن بدرجة قوية تتطلب النقل السريع إلى المستشفى، وأن نتخيل الرقم الكلي لإصابات الحوادث المتعلقة بالسلالم الكهربائية في كل أنحاء العالم.
وتذكر اللجنة أن 75 في المائة من تلك الإصابات كانت ناجمة عن حوادث السقوط والوقوع على الأرض.
و20 في المائة أخرى كانت نتيجة لحشر (trapped) أحد الأيدي أو الأقدام أو الأحذية في أجزاء من تلك السلالم الكهربائية ذات الدرج المتحرك.
وقدمت اللجنة إرشاداتها حول السلامة خلال استخدام تلك الوسيلة للتنقل بين الطوابق في الأبنية والمحال التجارية والمطارات ومحطات القطار وغيرها.
وتشمل:
- تنبه إلى أن الأربطة المرتخية للأحذية أو للسترة (الجاكيت) أو البنطلون أو الوشاح الذي تضعه السيدات أو القفازات وغيرها من أجزاء الملابس، كلها يُمكن أن تعلق وتُحشر مع أجزاء من السلالم الكهربائية.
- احرص دائما على الإمساك بيد الطفل خلال استخدام السلالم الكهربائية. ولا تُعطي فرصة للطفل كي يلعب أو يجلس على درج السلالم تلك.
- لا تُدخل الطفل إلى السلالم الكهربائية وهو جالس في عربة الطفل أو في أي عربة أخرى.
- دائما انظر إلى الأمام، وامسك بيدك الدرابزين الجانبي (handrail ) للسلالم الكهربائية.
- لا تقترب من أطراف درجة السلالم، حيث يُمكن أن تعلق أو تنحشر القدم أو الحذاء أو غيره.