الجمال تنصح بنظام اللقيمات .. ريجيم بدون حرمان
عند الحديث عن أنظمة الحمية والرجيم، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو قائمة الممنوعات التي تعرقل نجاح النظام المتبع.
ولكن ماذا عن حمية تسمح لك بتناول كل ما تشتهيه؟ حمية بلا ممنوعات، تسمح لك بتناول البيتزا، أو البوظة أو الشوكولاته كلما هفت نفسك إليها.
بالتأكيد سيتبادر إلى ذهنك أنها مزحة أو نظام غير مجد لم تدرس نتائجه بما فيه الكفاية، والحقيقة عكس هذا تماما.
فنحن نتكلم عن حمية غذائية مشتقة من سنة نبوية، فقد قال النبي علية السلام «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه».
فنظام اللقيمات ليس أكثر مما ذكره رسول الله في الحديث الشريف، كما أنه نقطة الانطلاق للقضاء على أنظمة الحميات القاسية وما يترتب عليها من نتائج سيئة، أهونها الإحباط النفسي الذي يصيب الفرد عند الفشل.
في المقابل، فإن المواظب على نظام اللقيمات يمكنه تناول كل ما يريد، ولكن باعتدال، ليصبح الأمر مع الوقت أسلوب حياة سهل التطبيق.
يقول مؤسس علم اللقيمات الدكتور محمد الهاشمي، استشاري علاج السمنة المفرطة بكلية الطب جامعة القاهرة: «استوقفني الحديث النبوي، وبعد قيامي بمحاولة تقريبه لقياس حجم المعدة وجدته 1200 سم3، أي ما يقل قليلا عن لتر ونصف.
وما اعتدنا على تناوله في مجتمعاتنا العربية من كمية طعام تنافي هذا المقدار تماما، وهذا ما يسبب السمنة المفرطة التي يعاني منها الكثيرون اليوم، خاصة الشباب ممن تعودوا على تناول وجبات المطاعم.
فهذه الوجبات تكون عادة كبيرة الحجم. كما نجد أننا في الآونة الأخيرة اعتنقنا فكرة العبوة العائلية، والوجبة العائلية صممت لكي تتناولها العائلة كلها ويكون هناك توفير في النفقات، ولكن بمرور الوقت بدأ الفرد يتناولها وجبة كاملة دون أن يشعر».
ولأن الحميات القاسية تصيب بالملل ولا تستمر، فإن تبني نظام اللقيمات، يبدأ بالتدريب والصبر حتى يصل إلى الغاية المنشودة.
وأهم مميزاتها - بحسب الهاشمي - أنها تعيد ضبط عقل الإنسان ومعدته تدريجيا على الفطرة السليمة لتتقبل اللقيمات صغيرة الحجم، لا سيما وأن أغلب الأبحاث التي تختص بالسمنة وصلت إلى استنتاج واحد: «إذا أردت أن تتخلص نهائيا من البدانة، فعليك أن تأكل أقل كمية من الطعام».
ويشير إلى أن علم اللقيمات حقق نجاحا باهرا مع آلاف من البدناء، حيث حافظ من داوم عليها على وزنه المثالي، وهي نتيجة لم يحققها أي نظام غذائي عالمي.
كل ما يحتاجه المرء هو بعض الصبر إلى حين التعود عليها لتصبح أسلوبا في الحياة. ويفسر الهاشمي فكرة إنقاص الوزن مع تناول كل أنواع الطعام قائلا: «السبب العلمي هو أن تناول اللقيمات المتكررة يوميا يزيد من نسبة الأيض أو التمثيل الغذائي (metabolism)، فيتسارع إحراق الدهون في جسمنا وينقص الوزن».
ويضيف أنه ابتكر فكرة تحفيز المستقبلات الموجودة بأعلى المعدة بواسطة الطعام الصلب، التي ترسل بدورها إشارات عصبية لمركز الشبع في المخ تفيد بالامتلاء.
وكان الهاشمي قد توصل إلى هذا الاكتشاف عندما صرح طبيب أميركي، أن هذا الموقع من المعدة أفضل نقطة لتركيب دعامة تدبيس المعدة، وقد صنف «جوجل» هذا الابتكار كأفضل بحث لعام 2008 عن شبع المعدة لأنها طبيعية وليس لها أي أضرار جانبية. ويعطي الهاشمي عدة مقترحات لنظام اللقيمات يمكن لأي فرد أن يتبعها لإنقاص وزنه.
الإفطار: يمكن أن يحتوي على نصف رغيف أو شريحة خبز محمر (توست) مع أحد الخيارات التالية: بيضة، ملعقتين من المربى أو العسل، حلاوة طحينية، جبن أبيض أو شيدر، زبادي. وبعد ساعتين تناول اختيارا من الآتي: ثمرة فاكهة أو خضراوات، قطعة بسكوت، قطعة بيتزا بحجم علبة الكبريت، قطعة شوكولاته.
ويكرر تناول هذه اللقيمات بمعدل خمس مرات إلى أن يحين موعد الوجبة الأساسية، التي نبدأ بعدها عملية تحفيز نقطة الشبع، وذلك بتناول 3 حبات لوز أو 5 حبات سوداني كل نصف ساعة لمدة ساعتين دون تناول الماء بعدها مباشرة.
الوجبة الأساسية: أطلق عليها اسم «الوجبة المفرحة» لأن المخ يطلق هرمون السعادة عندما يتناول الأطعمة التي تحتوي على نشويات وبروتينات وسكريات. هنا نأكل كل ما نشتهي من أصناف، فنقوم بوضع مقدار فنجان به ما نشاء من النشويات أو اللحوم أو الخضراوات، وآخر للسلطة، والأخير لأي نوع من الحلوى، ولكن بكمية أقل من السابقين. المهم هو تناول كل ما نريد لكن بلقيمات (كميات) صغيرة لكي نصل إلى الهدف.
ويؤكد هذا المفهوم الشيف الشربيني مقدم برنامج الطهي «سفرة دائمة» قائلا: «لقد اتبعت هذا النظام منذ خمس سنوات، وأنقصت ما يقرب من 40 كيلوغراما من وزني في أول شهرين.
ومنذ ذلك الحين لم يزد وزني مرة أخرى، الأمر الذي لم أوفق إليه عندما كنت أقوم بحميات أخرى».
ويتابع: «أجمل شيء أنني عندما بدأت لم أشعر بالحرمان. فقد كنت أتناول حتى «المحشي» (الملفوف)، الذي كان دائما السبب الأساسي في إفساد أنظمة الحمية الأخرى.
ولأنني أفكر دائما بالتفنن في إعداد الأطباق، فإن هذا النظام هو الأكثر ملاءمة لي. ففي الصباح أتناول إفطارا مكونا من «توست» أو خبز ومعه أي إضافة، وبعدها كل ساعتين أقوم بتناول بعض اللقيمات مثل حبة كبيبة، قليل من البوظة، شريحة من الكعك وهكذا.
وابتداء من السادسة إلى الثامنة مساء أقوم بتناول 3 حبات من اللوز المحمص إلى أن يحين موعد الوجبة الرئيسية، التي أتناول فيها ما أشاء حتى لو كان 15 حبة من المحشي، كما أخبرني الطبيب.
- لا أكل أو شرب أمام التلفزيون، لكي نلغي الارتباط بين تناول الطعام وحركة الفم أثناء مشاهدة التلفزيون.
- اعتياد تناول 5 لقيمات على الأقل يوميا، وبذلك نتدرب نفسيا على تناول أحجام الطعام الصغيرة.
- تناول الكثير من الفواكه المضادة للأكسدة مثل الفراولة، التوت، الكرز، الباذنجان الأسود، البنجر، لأنها تخلصنا من الدهون البنية التي تتزايد بفعل الملوثات المحيطة بنا وتؤدي إلى زيادة الوزن.
- التحرك بصفة دائمة في المنزل والعمل لتقليل ساعات الجلوس.
- مصاحبة من يكافحون للتخلص من أوزانهم الزائدة، لرفع روحهم المعنوية.
- الحرص على النوم سبع ساعات على الأقل، فهناك علاقة مباشرة بين انخفاض عدد ساعات النوم وحدوث البدانة.
- أكل اللقيمات والوجبة الأساسية في مواعيد محددة يحسن أداء القولون، الذي يؤدي بدوره إلى سرعة الهضم والحرق بشكل أفضل.