الإمساك وتأثيره علي القناة الهضمية
خاص الجمال - محفوظ الهلالي
يعتبر الإمساك من أمراض الجهاز الهضمي الشائعة بسبب نمط الحياة العصري الذي يفتقر إلى تناول مأكولات غنية بالألياف وبسبب قلة الحركة والضغوط، وحيث إن الجهاز العصبي الذاتي يعمل أوتوماتيكيا، فإنه ليس من المستحب التدخل في وظائفه باستخدام أية عقاقير لعلاج الإمساك.
يسبب الإمساك مضاعفات كثيرة لجسم الإنسان، ومن أهمها (الإصابة بالبواسير)، فغالبية الأشخاص الطبيعيين يكون التبرز لديهم مرة واحدة في اليوم، وهو ضروري لسلامة الصحة والشعور بالارتياح، وقد يتبرز بعض الأشخاص مرتين يومياً، في حين أن قلة من الناس رغم كونهم بصحة جيدة يتبرزون مرة واحدة كل يومين أو ثلاثة أيام.
إن إهمال حالة الإمساك ينتج عنها تبرز براز جاف، كما أن عملية الدفع أثناء التبرز قد تؤدي إلى حدوث شروخ شرجية وبواسير وسقوط المستقيم أو فتق أربي، مما قد يتطلب تدخلاً جراحياً، وبالنسبة لمرضى الشريان التاجي للقلب، فإن عملية الدفع أثناء التبرز تشكل خطورة عليهم، كما أن انتفاخ الأمعاء بالبراز قد يؤدي إلى الخمول والصداع والفتور، وتختفي هذه الأعراض مباشرة بعد تفريغ الأمعاء (التبرز) باستعمال لبوس شرجي.
أنواع الإمساك:
1- الإمساك الناتج عن ضعف حركة الأمعاء:
وهو يرجع في غالبية الأحوال إلى:
- نقص السوائل، وذلك كما يحدث في المناطق الحارة حينما يفقد الإنسان كميات كبيرة من العرق، ولا يقوم بتعويضها بتناول كميات كافية من السوائل مما يؤدي إلى امتصاص كامل للماء من القولون وترك كمية صغيرة من البراز الجاف الصلب لا تسبب انتفاخاً كافياً للأمعاء يساعد على إثارة حركتها حتى تقوم بتفريغ محتوياتها.
- نقص كمية مخلفات الطعام، ويرجع ذلك إلى العادات الغذائية الخاطئة مثل عدم تنظيم مواعيد الغذاء، وعدم تناول كمية كافية من الطعام بسبب الصيام، أو تجنب تناول الأطعمة المحتوية على الألياف غير القابلة للامتصاص مثل الخضراوات مما يترك فضلات قليلة لا تكفى؛ لتفريغ الأمعاء.
- نقص فيتامين (ب)، وذلك يؤدي إلى ضعف جدار الأمعاء.
- نقص البوتاسيوم، وهذا يكون إما عن طريق نقص كمية البوتاسيوم التي يتناولها الشخص أو عن طريق زيادة فقدانه كما هو الحال مع من يتناولون المسهلات.
- عدم انتظام مواعيد التبرز، وقد يرجع ذلك إلى الاستيقاظ المتأخر في الصباح أو عدم توافر المراحيض وقت الحاجة الملحة للتبرز، كما أن الظروف غير الصحية السائدة في المساكن ذات دورات المياه المشتركة قد تجعل زيارة المرحاض أمراً غير مرغوب فيه.
- المسهلات والحقن الشرجية، حيث تؤدي المساعدات الصناعية المستمرة لتفريغ الأمعاء إلى فقدان القدرة الطبيعية لها على إفراغ محتوياتها.
2- الإمساك الانقباضي أو التقلصي:
وهو يحدث نتيجة لزيادة توتر عضلات القولون كما في الحالات الآتية:
- تناول الأطعمة المهيجة لجدار القولون.
- الاستخدام المتزايد للمسهلات مما يؤدي إلى تقلصات الأمعاء.
- التوتر الذهني، فالمعروف أن القولون يعكس صورة لعواطفنا، والتوتر الذهني يؤدي إلى تقلص القولون، وهذا يلاحظ في الأشخاص القلقين المتوترين.
3- الإمساك الانسدادي:
وهو يرجع عادة إلى وجود أورام أو تضيُّق في القولون.
تدابير علاجية طبيعية لمرضى الإمساك:
1- الرعاية الغذائية لمن يصابون بالإمساك:
- السعرات الحرارية:
ينصح بإعطاء كمية السعرات نفسها التي تعطى للشخص العادي وفق العمر والجنس والعمل.
- البروتينات:
ينصح بإعطاء من 60 إلى 80 جم بروتين يومياً.
- الدهون:
وهذه تساعد على إدرار الصفراء، كما أنها تؤدي إلى تشحيم الأمعاء، وإعطاء الزبد وزيوت الطهو مفيد للمرضى الذين يعانون من الهزال، ولكن يجب تجنب الأطعمة المقلية.
- الكربوهيدرات:
وهذه يجب تناولها بكميات كافية وخصوصا في هيئة خضراوات وفواكه كاملة؛ لاحتوائها على الألياف وأيضاً في صورة خبز بالردة، كما أن الموز والفواكه الجافة مثل التين والبلح والمشمش مفيدة أيضاً خصوصا في الأشخاص المصابين بالهزال.
- الفيتامينات:
يجب إعطاء كميات كافية من فيتامين (ب)، ويفضل إعطاؤه في صورة خميرة بيرة، حيث إنه يساعد في تنظيم وظيفة الأمعاء.
- المعادن:
يحتاج المرضى المصابون بأمراض حادة أو الملازمون للفراش شبه صائمين إلى كمية كافية من البوتاسيوم في صورة حساء خضراوات وعصير فواكه أو أملاح بوتاسيوم عن طريق الفم؛ لمنع الإمساك.
- السوائل:
يجب إعطاء كميات كافية من السوائل بما يعادل 10 أكواب أو أكثر في اليوم الواحد أثناء الطقس الحار الرطب، كما أن تناول السوائل الدافئة مثل الشاي الخفيف أو الماء الدافئ في الصباح الباكر بينما المعدة فارغة يساعد بعض الناس على التبرز.
2- اعتبارات إضافية:
في حالات الإمساك المزمن التي لا تستجيب للعلاج عن طريق تنظيم التغذية ينصح بإضافة الآتي:
- ممارسة بعض التمرينات الرياضية يومياً مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة تساعد في علاج الإمساك.
- تدليك البطن من 20 إلى 30 مرة في الصباح الباكر مع رش بودرة التلك على الأيدي والبطن قبل التدليك.
- إذا لم تؤد زيادة محتوى الغذاء من الخشائن عن طريق الخضراوات والفواكه الطازجة إلى تحسن الإمساك، فإنه يمكن إضافة ردة القمح إلى الخبز لتعطيه حجماً قد يساعد في تخفيف الإمساك.
- تناول الغرويات المحبة للماء، وهي مواد نباتية مثل الأجارالتيا لها القدرة على امتصاص كمية كبيرة من الماء منتجة برازاً ذا حجم كبير غير مهيج للقولون يؤدي إلى تحفيز الحركة الدودية للأمعاء، وينصح بتناول ملعقتين أو ثلاث ملاعق صغيرة من تلك الغرويات قبل النوم مع شرب كوبي ماء.
- ينصح بإضافة ملعقة كبيرة من اللاكتوز "سكر اللبن" مرتين إلى ثلاث مرات يومياً إلى عصير الفواكه أو الشاي، وذلك للمصابين بالإمساك التقلصي.
- ينصح باستعمال لبوس جليسرين بالشرج أثناء الأمراض الحادة وعقب العمليات الجراحية وعند السفر، حيث يؤدي إلى نتيجة سريعة.
3- يجب تجنب الآتي:
- الشاي الثقيل.
- القهوة الثقيلة.
4- من الأغذية والوسائل التي تساعد على علاج الإمساك:
- الخضراوات في الوجبات الأساسية خصوصا في وجبة الغداء ظهراً.
- الجرجير، الخس، البقدونس، الكراث لاسيما إذا فرم وأكل نيئاً، قشر العدس، "ولكن يمنع عن مرضى السمنة والأمعاء الضعيفة والمصابين بأمراض الكبد والكلى والمرارة"، مخلل الكرنب.
- التفاح "تفاحة واحدة يومياً تمنع الإمساك"، الشمام، الموز، المشمش، عصير الفراولة، عصير العنب "700-1400 جم يومياً"، ماء الرمان + عسل نحل + ماء، التوت الناضج جداً.
- التين، ينقع (3-4) من ثمار التين الجاف في كوب ماء بارد في المساء، وفي الصباح تؤكل هذه الثمار المنقوعة ويشرب ماؤها على الريق، ويمكن أن تطبخ 3-4 ثمار طازجة مقطعة في قدح من الحليب مع 12 حبة من الزبيب، ويشرب الخليط صباحاً على الريق "يمنع التين عن مرضى السكر والسمنة وعسر الهضم".
- كوب لبن زبادي + ملعقتا عسل نحل مساء بعد صلاة العشاء.
- تناول اللوز مفيد في حالات الإمساك.
- الزنجبيل.
- الحلبة.
- مغلي السلق "25-50 جم يتم غليها في لتر ماء".
- مغلي الشعير "يغلى 30-50 جم في لتر ماء لمدة 30 دقيقة ثم يصفى".
- زيت الزيتون ومضغ أوراقه.
- مغلي نخالة القمح (الردة)، تغلي قبضة من النخالة في لتر ماء ويشرب المغلي مع قليل من عسل النحل.
- العرق سوس، 40 جم عرق سوس + 40 جم من زهر الكبريت + 40 جم من الشمر + 60 جم سنامكي + 200 جم سكر نبات، يمزج كل ذلك ويأخذ ملعقة واحدة مساء كل يوم.
5- يسمح بتناول الأطعمة الآتية:
- الخبز والتوست والأرز والذرة والقمح.
- البقوليات.
- اللحم والسمك والدجاج والأرانب والبيض.
- اللبن ومنتجاته.
- الحساء والخضراوات المطهية.
- سلطة الخضراوات.
- البطاطس.
- الزبد والسمن ودهون الطعام.
- السكريات والعسل والمربى.
- البسكويت والكيك والحلويات.
- الفواكه الطازجة والجافة والمكسرات.
- التوابل والبهارات بكميات قليلة.
- المخللات بكميات قليلة.
- المشروبات الخفيفة والسوائل 10 أكواب أو أكثر يومياً.