دليلك إلى أشهر أطباق الأكلات البدوية في مصر

يعد خبز «الجوبرت» وجبة غذائية قائمة بذاتها لو تم تناولها مع حليب النوق أو الماعز وبعض حبات من التمر
يعد خبز «الجوبرت» وجبة غذائية قائمة بذاتها لو تم تناولها مع حليب النوق أو الماعز وبعض حبات من التمر

مثيرة حياة البادية بكل ما فيها من عفوية وبساطة، وتشتم في براحها رائحة تراث الأجداد، وكيف كانوا يجددون صداقتهم كل يوم مع الصحراء، التي لا تزال بمثابة الوطن الأم لكثير من العرب.


فهناك من رفض أن يتركها وآثر العيش فيها بعيدا عن أضواء المدينة وصخبها، وهناك من يسرق نفسه من صخب هذه الأضواء إلى أحضان الصحراء متلمسا الاستجمام والراحة في فضاء نقي.

وفي رحلات الصحراء تحلو «اللَّمَّة» والصحبة حول النار، فننسى مواقد الغاز، وتكنولوجيا المطبخ الحديثة، ونستمتع بإشعال النار في أعواد الحطب وقطع الفحم، ونسعد باستخدام أواني الطهو البسيطة، لتكون أمامنا في النهاية أكلة رائعة اللقيمات هي الأشهى على الإطلاق.

قبيلة العبابدة واحدة من القبائل المنتشرة في بعض صحارى الوطن العربي، وفى مصر تتركز في سلسلة جبال البحر الأحمر وتحديدا في الصحراء الجنوبية الشرقية.

ولهذه القبيلة بعض الأكلات اللذيذة التي تتميز بها من دون غيرها من القبائل.

يقول محمد عبد الحميد العبادي، أحد أفراد القبيلة: «أكلاتنا بسيطة المكونات، ولكنها معقدة في طريقة التسوية، فنحن نعتمد على الطعم الذي يكتسبه اللحم، والخبز، وغيرهما، من خلال طريقة إشعال النار.

ويعد وقت إعداد الطعام بمثابة ديوان مفتوح لنتناقل الأخبار والأحاديث والروايات، فهو الوقت الأمثل لذلك، فما أجمل أن نجلس أسرة أو مجموعة من الأصدقاء حول النار، منا من يعد الطعام والآخر يشعل النار، وهناك من يحكي لنا قصة حدثت فينقلنا، في لمح البصر، من مكان إلى مكان، لتسرح مخيلتنا خلف الجبال وفى السماء وسط النجوم المتلألئة، فجو الصحراء له خصوصية لا تحلو إلا مع الحكايات والروايات».

يضيف محمد أن أجداده عملوا كمرشدين لقوافل الحجاج في صحراء النوبة، وكان الحجاج ينتظرون وقت إعداد الطعام لتذوق أجمل الأكلات والاستمتاع بالحكايات والسمر الذي كان يهون عليهم مشقة السفر.

ومن الأطباق البدوية التي ينصحنا محمد بأن نجرب متعة إعدادها إذا سنحت الفرصة، والاستمتاع بقضاء يوم في أجواء الصحراء، هذه الأكلات:

خبز «الجوبرت»: ذو مذاق رائع ومميز على الرغم من أن مكوناته بسيطة لا تتعدى الدقيق والماء وبعض ذرات من الملح، إلا أن سر تميز الطعم في طريقة تسويته، حيث يعجن الدقيق بالماء حتى يتماسك ويسهل فرده، ويتم رش ذرات من الدقيق على سطح «المنقد» الساخن، وأيضا فوق قرص الخبز، وتنثر جمرات الفحم أعلى قرص الخبز ويتم تحريكها بسرعة وخفة بواسطة سيخ من الحديد حتى ينضج قرص الخبز، ويراعى من فترة إلى أخرى فصل الفحم عن الرماد وتكويم الرماد في جانب الموقد، ويعد خبز «الجوبرت» وجبة غذائية قائمة بذاتها لو تم تناولها مع حليب النوق أو الماعز وبعض حبات من التمر.

طبق السلاة أو «الشيا»: طبق مكون من اللحم والتمر. وحول طريقة إعداده، يقول محمد العبادي: «يتم تقطيع اللحم إلى شرائح أو مكعبات حسب الرغبة، ويتبل بالملح والبهارات ويترك لفترة قصيرة حتى يتشرب اللحم بالتتبيلة.

يوقد الحطب، وتكون لدينا كمية كبيرة من الحصى المغسول، ويغطى به الجمر تماما، وتفرد علية شرائح اللحم التي سوف تغطى بالتالي بطبقة أخرى من الحصى، ويترك إلى أن ينضج، ثم نقوم بإزالة الطبقة العليا من الحصى عنه، ونقطع مقدارا من التمر ونتركه فترة ليست بالكبيرة فقط حتى تنضج قشرة التمر، وبعدها يرص التمر في الطبق للتحلية ويؤكل ساخنا.

الكمونية: وهى الأكلة المفضلة لدى العبابدة على الإطلاق، فهي عبارة عن أجزاء الخروف أو الماعز «الكبد ـ الطحال ـ الأمعاء» يتم غسلها جيدا بالماء والملح ونقعها في خل وبشر بصل، وبعد ذلك تقطيعها قطعا صغيرة، ويتم تحمير البصل والطماطم في «طاسة» مسطحة ثم تضاف إليهما القطع المتبلة بعد تصفيتها، وبعد ذلك إضافة الملح والفلفل مع كثير من الكمون الذي سيضفي على المكان رائحة رائعة مع رائحة الفحم.

العصيدة: وهى الوجبة الاعتيادية لمواجهة ليالي الشتاء القاسية، وتتكون من دقيق وسمن ولبن وبعض فصوص الهيل المطحون، يتم تحميص السمن والدقيق واللبن مع معلقتين من مطحون الهيل، وقبل نضجه بقليل تضاف كمية من التمر إلى الخليط.

عيش الرقاق البدوي: يعتبر من أنواع الحلويات القليلة في قائمة طعام البدو، وتنفرد السيدات بإعداده دون الرجال، حيث يحتاج في خبزه إلى دقة لفرد القرص، ويتكون من دقيق ولبن وسكر، وتكون كمية الأول ضعف كمية الأخير، حيث يمتاز الخليط بأنه سائل يتم سكبه على الصفيح الساخن كطبقة رقيقة تتماسك فور سكبها، ويتناوله الصغير والكبير فور رفعه من فوق الصاج، بشراهة.