«الطاهي الشخصي» في مطبخك .. ينظم الحفلات.. يشتري الحاجيات.. يغسل الصحون

فكرة الطاهي الشخصي، هي بمثابة شركات خاصة تؤمن الطهاة المتخصصين لتلبية حاجيات الأزواج العاملين والمسنين والباحثين عن الاكل الطيب والصحي
فكرة الطاهي الشخصي، هي بمثابة شركات خاصة تؤمن الطهاة المتخصصين لتلبية حاجيات الأزواج العاملين والمسنين والباحثين عن الاكل الطيب والصحي

اول خطوة تبدأ في التبضع  .. وبعدها يأتي الطاهي الى منزلك .. ويبدأ بتقطيع المكونات ويبدأ الطبخ .. ثم يقوم بتحضير الطعام وترتيب المطبخ .. الطبق جاهز للاكل في الموعد المحدد .. والصلصات الاخرى جاهزة لدخول الثلاجة لاستعمالها في يوم آخر 


هل تمنيت بأن تأتي إلى منزلك وتجد الطاولة مزينة بأجمل الورود. البيت يعبق برائحة الطعام الذكية، وشاب وسيم يقف في مطبخك الخاص يقطع الخضراوات ويخبز العجين، ويقوم بطهي كل انواع الحلوى؟..

إذا كان جوابك نعم، فمن الممكن أن تحقق أمنيتك هذه مع «الطاهي الشخصي»، من دون ان تتسبب في إفلاس حسابك المصرفي.

فكرة الطاهي الشخصي، منتشرة في عدد كبير من بلدان العالم لا سيما في أميركا وبريطانيا، وهي بمثابة شركات خاصة تؤمن الطهاة المتخصصين لتلبية حاجيات الأزواج العاملين والمسنين والباحثين عن الاكل الطيب والصحي والعائلات والعزاب الذين تهويهم الحياة الاجتماعية، وأصحاب الذوق الرفيع، وتهم المرأة التي لا تجد في المطبخ ضالتها، والعائلات التي تفضل الاكل في البيت، وهؤلاء الذين يفضلون فكرة التبضع من محلات برادا ولوي فيتون على التسوق من السوبرماركت ومحلات بيع الخضار واللحوم، والعائلات التي لديها أطفال، وتفضل إطعام صغارها الاطباق المحضرة في المنزل.

تلقى هذه الفكرة رواجا منقطع النظير في أميركا، وبالأخص في نيويورك، ويعتبر الطاهي مارك تافويا Mark Tafoya من أشهر الطهاة الشخصيين في البلاد، خاصة أنه يترأس جمعية الطهاة الشخصيين USPCA في تلك المدينة النابضة، وفي اتصال أجرته «الشرق الأوسط» معه، يقول تافويا إنه يبدأ يومه بتلقي الحجوزات من الزبائن، وتختلف الطلبات من زبون الى آخر، فهناك من يستعين بخبراته وخبرات الطهاة الآخرين الذين يعملون معه من أجل تنظيم حفل خاص في المنزل، وهناك من يفضل الأكل في المنزل وليس لديه الوقت للطبخ، وهناك من يطلب منه تحضير الاطباق على عدد أيام الاسبوع ووضعها في الثلاجة.

فبعد عملية الحجز يتوجه تافويا الى محلات بيع الخضراوات واللحوم والأسماك لشراء كل ما يحتاجه في طبخاته، وبعدها يستقل التاكسي ليصل الى بيت الزبون، ويبدأ عملية الطهي بعد الاتفاق مع أصحاب المنزل على نوع الأكل الذي يفضلونه وما إذا كانت لديهم طلبات خاصة توجب عليه تعديل الوصفات، يعمل في المطبخ منفردا، فإذا كان المطلوب تحضير عشاء حميم لشخصين يقوم بتحضير المأكولات التي تتماشى مع الجو الرومانسي ويقوم بتحضير المائدة ويزينها بالشموع وتكون حاضرة بانتظار عصافير الحب، أما إذا كان المطلوب عشاء لمجموعة من الأشخاص فيقوم بطهي عدد كبير من الأطباق، وإذا كان المطلوب طهي أطباق صحية لكافة أيام الأسبوع، يقوم بطهي أطباق مختلفة ويضعها في الثلاجة لتكون حاضرة للأكل في موعد لاحق.

ويضيف الشيف تافويا أنه يطلب منه في بعض الأحيان بأن يلقن ربة المنزل دروسا في الطبخ، فيقوم هو أو أحد افراد الجمعية بذلك.

وتكلم مارك تافويا بشغف كبير عن الاكل والطعام، وأخبرنا عن مسيرته الطويلة في هذا المجال التي بدأت عن طريق الصدفة، فبعد ان كان ممثلا في أميركا، تمت دعوته الى قضاء عطلة نهاية الأسبوع في عزبة صديقة له في منطقة نائية في أميركا، وتطوع للطبخ للمعازيم، وكانت النتيجة رائعة وحصل على إطراءات الحاضرين الذين شجعوه على احتراف مهنة الطبخ، وهذا ما حصل بالفعل، فدرس في معهد تعليم الطبخ وتخرج كطاه محترف، ولم يكتف بذلك، بل أصبح معروفا، في جعبته 15 عاما من الخبرة، وتسلم رئاسة جمعية الطهاة الشخصيين التي تضم تحت لوائها 5000 طاه محترف.

ويقول تافويا إن الزبائن في أميركا ليسوا فقط من الطبقة الثرية إنما هم أناس عاملون يقدرون الطعام الجيد، كما اننا نقوم بتلبية طلبات هؤلاء الذين يتبعون حمية غذائية معينة، فنقوم بالتالي بتحضير الطعام في منازلهم لنحرص على طزاجتها، أما بالنسبة للأسعار فهي بمعدل 15 الى 20 دولارا للطبق الواحد، وإذا كان المطلوب تحضير عشاء أو غداء، فيكون السعر 75 دولارا في الساعة زائدا ثمن المكونات.

وفي بريطانيا تعتبر شركة «ذو بيرسونال شيف» The Personal Chef من أقدم الشركات التي بدأت بفكرة الطاهي الشخصي في بريطانيا، وقامت بها الطاهية فاي أولينسكي Faye Olynski، وفي مقابلة مع «الشرق الأوسط»، تقول أولينسكي، بأنها كانت تعمل كطاهية في عدد من المطاعم الراقية في أميركا، وبعدها انتقلت الى لندن وعملت مع طباخين أمثال غوردن رامزي وغيرهم من الطهاة المشهورين، وخلال إقامتها في الولايات المتحدة، لاحظت بأن خدمة «الطاهي الشخصي» آخذة في التوسع ولم تعد حكرا على الطبقة الميسورة، فلما رجعت الى بريطانيا حملت في جعبتها عدة أفكار للبدء بالعمل لحسابها الشخصي، فأسست شركة «ذو بيرسونال شيف» عام 1990، ويبلغ عدد الطهاة العاملين معها حاليا 13 طاهيا، يلم جميعهم بطهي مختلف أنواع المأكولات الغربية والشرقية والآسيوية والفرنسية..

وتقول فاي إن الفرق ما بين السوق الاميركية وتلك الموجودة في بريطانيا، هو في نوعية الزبائن، ففي أميركا تجد أناسا من طبقات اجتماعية متواضعة تستعين بخبرات الطهاة الشخصيين لإقامة حفلاتهم الخاصة وتحضير قوتهم اليومي، غير ان هذا المفهوم في بريطانيا يختلف بعض الشيء، فزبائننا ينتمون الى الطبقة الثرية، ونلبي طلبات وحاجيات عدد كبير من الجنسيات ولدينا زبائن من السعودية والكويت، بالإضافة إلى زبائن من أغنياء روسيا، وأميركيين، إلى جانب جنسيات أخرى، من دون أن ننسى بأنه لدينا شريحة كبرى من المشاهير الانجليز والأجانب المقيمين في بريطانيا،وألبي أيضا طلبات التلفزيون والحفلات الخاصة التي يقيمها المدراء بمناسبة الأعياد وبدء البرامج الجديدة.

أعمل مع فريق مؤلف من 13 طاه وخادمين محترفين، يقومون بتغطية مختلف أرجاء البلاد، ومنهم من يتكلم أكثر من لغة، ونقوم بطهي مختلف أنواع المأكولات، عملنا يبدأ من شراء اللحوم والأسماك والخضراوات الى تحضير الطعام وتزيين الطاولة، وينتهي في غسل الصحون، وهدفنا هو تقديم خدمة عالية الجودة للزبائن الباحثين عن الراحة المطلقة، والمأكولات التي تقدم على مستوى المطاعم الحائزة على نجوم ميتشلين.

نتلقى الاتصالات من زبائن دائمين وزبائن جدد، واحرص دائما على تنفيذ طلبات وطهي أطباق الزبائن الدائمين لأنني أصبحت اعرف تماما النكهات التي يفضلونها والأطباق المفضلة لديهم، وفي بعض الأحيان يطلب الزبائن تلبية طلباتهم عند إقامة حفلات خاصة في المنزل، فقمت أخيرا بالطهي لـ 14 شخصا في أوكسفورد شير، وحضرت لهم عشاء مؤلفا من 4 أطباق من بينها الطبق الرئيسي،لقاء مبلغ 750 جنيها استرلينيا زائدا ثمن المكونات التي تستلزم في الطبخ.

وهناك عائلة أميركية تسكن في وسط لندن أزورها في نهاية كل أسبوع وأحضر لها 7 أطباق بحجم كبير، على عدد أيام الأسبوع، وأقوم بتحضير الخبز للأسبوع بالكامل وأطهو الكيك مع سكر قليل ليتناسب مع نظام غذاء الأطفال في المنزل، وذلك لقاء مبلغ 223 جنيها استرلينيا، زائدا ثمن المكونات وموقف السيارة وضريبة الازدحام.

وتضيف أولينسكي بأنها تنتقي مكونات مأكولاتها بتأن بالغ، فتشتري كل حاجياتها من أماكن خاصة بالطهاة وتبيع بالجملة فقط، وتختار أفضل انواع الخضراوات واللحوم والأسماك، التي من شأنها ان تعطي النكهة اللذيذة للطبق.

وفي بعض الأحيان يطلب من فاي تأمين الخدم المتخصصين، فتلبي الطلب من خلال خادمين Butlers يتمتعان بخبرة ممتازة في هذا المجال.

وتشدد فاي اولينسكي على اهمية الحجز المسبق الذي يتم عبر الهاتف او الموقع الالكتروني www.thepersonalchefs.co.uk، وسوف تكون بالخدمة، وأشارت الى أهمية تلك الخدمة بالنسبة للمرأة العاملة والتي لديها أطفال، فمن ضمن الخدمات التي نقدمها، تحضير الصلصات والمأكولات شبه الجاهزة للاكل، فلا يطلب من ربة المنزل الا وضع الطبق في الفرن أو فوق النار ويكون جاهزا للأكل في ثوان معدودة، كما نقوم أيضا بتحضير المأكولات الخاصة بالأطفال مثل البرجر وشرائح الدجاج الخالية من أي مواد حافظة، والخبز والحلوى قليلة السكر والسمن والزبد، كما نلبي طلبات الأشخاص الذين يعانون من الحساسية على الطحين والغلوتين والفستق والحليب، وليس لدينا أي مانع في تحضير عشاء كبير مع طلبات خاصة تناسب بعض المعازيم النباتيين او الاكل الحلال.

ما الفرق بين الطاهي الشخصي والشركات التي تقدم المأكولات الجاهزة والمطعم؟
- الطاهي الشخصي يقوم بتحضير الأطباق في منزلك الخاص وفي مطبخك وتكون المأكولات طازجة، وباستطاعتك طلب المكونات من أماكن معينة لتحضير الطعام.

- الشركات التي تقدم المأكولات الجاهزة، تقوم بتحضير المأكولات مسبقا، فلا تكون المأكولات طازجة تماما، كما انه من الصعب تأجير صالة خاصة بالحفلات إذا كان العديد صغيرا.

- الاكل في المطعم يكون في بعض الأوقات متعبا، فمن الصعب الحصول على حجز طاولة في مطعم شهيرـ كما أنه من النادر ان تجد مطعما يستوعب عددا كبيرا من الأشخاص على طاولة واحدة.

لائحة الأسعار
- تحضير الأطباق على عدد أيام الأسبوع Family Food، ابتداء من 175 جنيها استرلينيا، زائدا ثمن المكونات.

- تحضير عشاء رومانسي لشخصين مع زينة الطاولة ابتداء من 250 جنيها استرلينيا، نهاية الأسبوع و200 جنيه استرليني في وسط الأسبوع.

- عشاء لمجموعة من الأشخاص (14 شخصا على سبيل المثال)، حوالي 750 جنيها استرلينيا، بالإضافة الى ثمن المكونات.

- تأمين خادم Butler للعشاء، 125 جنيها استرلينيا.

للمزيد من المعلومات:
في نيويورك: www.nypersonalisedchefs.com في بريطانيا: www.thepersonalchefs.com