خبراء التغذية يؤكدون .. المطبخ الإيطالي صحي لذيذ ومتنوع
على الرغم من عراقة المطبخ الإيطالي الذي تعود جذوره الى سنوات التاريخ البعيدة، إلا أن بعض أطباقه كالمكرونة والبيتزا، جعلت البعض يظن أنه يقتصر على أطباق الوجبات السريعة، وهي صورة خاطئة لأن المطبخ الإيطالي ثري ومتنوع في ما يقدمه من أطعمة، ولهذا بات الأقرب إلى الكثير من شعوب العالم. وهو لم يؤثر فقط في عدد من مطابخ الدول المحيطة به، ولكنه تأثر بها أيضاً. ففي الشمال الإيطالي، يظهر تأثير الطابع النمساوي من خلال الاهتمام باستخدام لحم البقر أو لحم العجل في جميع الوجبات.
وبالأتجاه جنوباً ناحية البحر المتوسط وتحديداً نحو فينيسيا، نرى التركيز على الأسماك وثمار البحر وهو أمر انعكس كذلك على دول البحر المتوسط في منطقة الشرق الأوسط". ونشير هنا الي العديد من الأطباق الشهيرة للمطبخ الإيطالي وان كانت الباستا هي أشهرها، ومن تلك الأطباق "اللازانيا" و"الفيتوتشيني" و"الاسباجيتي" و"الكانالوني". بالإضافة إلى عشرات الأنواع من الصلصات والسلطات العالمية مثل: سلطة "فواكه البحر" وصلصة "البيستو" وغيرها. وتعرف الأطباق الإيطالية بتوابلها الفاتحة للشهية، ووصفاتها المتوارثة أبا عن جد. وتتكون مائدة الطعام الغذاء الايطالية المسماة بـ"برانزو" من ثلاثة أطباق هي :
فاتح الشهية أو"إلبريمو" وهو عبارة عن طبق من الشوربة أو المكرونة. ثم "إلسوكوندو" أو الطبق الرئيسي ويتكون من اللحم أو السمك، وأخيراً الحلو أو "دولتشي" ويكون عادة من الفواكه أو الآيس كريم أو الكعك، بعد ذلك يمكن تقديم فنجان من القهوة الإسبريسو الشهيرة بنكهتها الإيطالية الفريدة.
وما يتردد عن زيادة استخدام الدهون والنشا في المطبخ الإيطالي غير صحيح فالمطبخ الإيطالي صحي للغاية بفضل توفر واستعمال زيت الزيتون في معظم الأطباق. فبالإضافة إلى فوائده الصحية العديدة، فهو ايضا يكسب الأطعمة مذاقاً مميزاً. فضلا عن كل هذا فإن المطبخ الإيطالي قليلا ما يستخدم اللحم الأحمر، فنحن نفضل اللحم الأبيض سواء كان الدجاج أو الأسماك".
الأعجاب لا يقتصر فقط على المطبخ الإيطالي، بل يمتد إلى كل أطعمة البحر الأبيض المتوسط لما تحتوي عليه من تنوع بين المعجنات والحبوب والفاكهة والخضراوات واللحوم والمأكولات البحرية، على شرط ان تقدم بكميات صغيرة. فبالرغم من أن المطبخ الإيطالي غير مقل في استعمال الدهون الا أن معظمها يأتي من زيت الزيتون، الأمر الذي يعود له الفضل في انخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب بين الإيطاليين وأبناء دول شمال البحر المتوسط عموماً. وحتى نشويات المطبخ الإيطالي المتمثلة في المعجنات المختلفة، فإنها تصنع من دقيق السيمولينا الصلب مما يجعل مؤشرها السكري منخفضا"45"، بينما يكون مؤشر السكري للأرز المصري"95" والأرز البسمتي"50".
استعمال المعجنات في المطبخ الإيطالي بكثرة، لا يعني انه من نوع المطبخ السريع، لأنه يستخدم نظام الوجبات المتعددة والمتوالية في تقديم الأطباق، مما يجعل تناول الطعام عملية ممتعة وصحية. فالشوربة أو المكرونة التي يبدأ بها تناول الطعام خفيفة وتعمل على إمداد الجسم بالطاقة السريعة، وهي لا تشـــكل عبئا على المعدة التي تهضم اللحوم فقط، فيما يكون الطبق الرئيسي المحتوي على اللحم أو السمك غنيا بالبروتينات التي تحتجزها المعدة لمدة تصل الى 4 ساعات حتى تستكمل التعامل معها هضما قبل أن تمر للأمعاء الدقيقة ويتم امتصاصها".
"سلطة الخضراوات بالفاكهة" مثلا تحتوي على خضراوات خضراء وتفاح وبرتقال وكمثرى وخوخ وعنب وهي فاكهة غنية بمضادات الأكسدة التي تعمل أيضا على حماية القلب من الكوليسترول الذي يتحول الى مادة سامة عندما يتأكسد بالجسم، كما تشكل هذه الفاكهة مصدرا للفيتامينات والمعادن المفيدة جدا للصحة.
ومن المعروف أن التفاح والكمثرى من الفاكهة الغنية بألياف البكتين وهي مهمة جدا لإعطاء الاحساس بالشبع مع عدم زيادة الوزن. كما يشكل الليمون عنصــرا مفيدا في إمــداد الجسم بفيتامين C ويكون زيت الزيتــون مصدرا للدهون المفيـــــدة الخافضــــة أيضــــا للكوليستــرول كونه من الدهون النباتية غير المشبعة. هذا الطبق مفيد جدا وقد يكون كافيا كوجبة لمن يريد أن يتبع نظاما لخفض الوزن شريطة استبعاد العسل.
"المكرونــة بالتونــة":
طبق صحي متكامل يضم "التونة" الغنية بالحمض الدهني أوميغا 3 اللازم جدا لسلامة المخ وحيويته ونشاطه، كما يعمل أيضا على خفض الكوليسترول بالدم. احتواؤه على الخضراوات والبصل والذرة الحلوة والمايونيز ايضا يكمل مجموعة العناصر الغذائية المطلوبة للجسم. مع إمكانية استبعاد المايونيز للباحثين عن الريجيم.
"شوربة الخضراوات الإيطالية":
طبق متكامل، يحتوي على البروتينات النباتية ممثلة في الفاصولياء التي تنقع لمدة ليلة كاملة للتخلص من السموم الموجودة في هذا النوع من البقوليات. احتواؤها على خضراوات متنوعة يضيف فائدة غذائية ونكهة جميلة للشوربة، وبالتالي تفيد متبعي الحميات الغذائية في حال استبعاد البطاطس والجزر التي ترتفع فيها نسب مؤشر السكري الى "85" بعد الطهي.
"المكرونة بالفاصولياء البيضاء":
هو طبق مفيد ومغذ لاحتوائه على زيت الزيتون والثوم المفيدين جدا للقلب، كما يحتوي على النشويات والبروتينات النباتية والحيوانية والخضراوات.
"اللحم بصوص غريمولاتا":
طبق دسم الى حد ما، إذ يحتوي على الزبد وزيت الزيتون والدقيق والخضراوات واللحم، ويعالج بعض مشاكله استعمال الثوم والليمون والبقدونس حيث تقلل من امتصاص الدهون فيقل تأثيرها السلبي في الصحة، كما أن البقدونس يساعد على حرقها.
حلو "البانا كوتا":
أتحفظ على تناول الحلوى بعد الطعام، اذ أفضل عليهـا تناول الفاكهة بعد الأنتهاء من الوجبة بثلاث ساعات على الأقل. أما في ما يتعلق بطبق البانا كوتا، فإن الجيلاتين مادة لا يمتصها الجسم البشري فتمر في الجهاز الهضمي من دون هضم ولا امتصاص وتخرج كما دخلت. كما أن وجود الكريمة يعتبر عبئا على من يريد أن يحافظ على رشاقة جسمه، خصوصا مع استعمال السكر والكراميــل. وإذا كان لا بد من تناول هذه الحلوى فلا بأس من قطعة صغيرة جدا.