شركات التبغ تستعد لإطلاق السجائر الأمنة .. لكنها حقيقة أم وهم ؟
الأمراض المتعلقة بالتدخين تقتل سنوياً ما لايقل عن 120ألف شخص فى بلد مثل بريطانيا ، لهذا السبب سوف يحاول مليونا شخص من أصل 13 مليون مدخن فى بريطانيا أن يتخذوا من " يوم بدون تدخين " حافزاً للتوقف .
لكن لدى مصنعى التبغ اقتراحات أخرى : لا تتعب نفسك بالتوقف لكن انتظر الجيل الجديد من السجائر المنخفضة السموم التى هى الآن قيد التطوير .
تبدو هذه السجائر بدائل جذابة للسجائر التقليدية وأسباب تهديدها للحياة .لكن خبراء يعتقدون بعكس مصنعيها انه لا يوجد شىء اسمه سجائر صحية .
يقول البروفسور مارتن جارفيس من دائرة الصحة النفسية فى جامعة لندن والعالم فى أبحاث السرطان : " أجل لقد اكتشفنا المواد الخطرة فى السجائر ويعلم مصنعوا التبغ كيفية التخلص منها .
لكن المشكلة هى فى اعتقاد الناس ان هذه السجائر الجديدة سوف تكون ضوءاً أخضر للتدخين الآمن وبالتالى سوف يستخدمونها ذريعة لعدم التوقف " .
عندما تشعل سيجارة عادية تتحول الثلاثمائة مادة الموجودة فى التبغ إلى أكثر من خمسة آلاف مادة العديد منها سام وسرطانى .
النيكوتين هو المادة الإدمانية لكنه ليس الأكثر خطراً . " عند اشتعالها تحتوى السجائر على حوالى ستين مادة مسببة للسرطان " كما تقول غاى سازرلاند وهى طبيبة نفسية عيادية ومديرة عيادة المدخنين فى مستشفى Maudsley Hospital فى لندن أن النتروسامينات Nitrosamines هى المواد الأخطر .
عند اشتعالها يطلق التبغ غازات سامة مثل أول أوكسيد الكربون وأجسام ميكروسكوبية أخرى من التار فى فم المدخن ورئته عند استنشاقه.
تقول دورين ماكنتاير الادارية الرئيسية فى جمعية " يوم بلا دخان " : يضطر القلب إلى العمل فى شكل أسرع مما يؤثر على الدورة الدموية وتصبح الرئتان أقل ليونة ومع الوقت يسبب ذلك مشكلات فى شرايين القلب " .
لقد تبين عقم المحاولات السابقة لجعل السجائر أكثر صحية . ومع أن السجائر التقليدية ذات النسبة المنخفضة من القار تحتوى على كمية أقل من السموم وكمية أقل من النيكوتين ،فانها تدفع بالمدخنين إلى استعمال كمية أكبر من السجائر أو التنشق فى شكل أعمق لارضاء ادمانهم النيكوتين .
يقول وثائقى على Discovery Health Channel ان بعض المواد الأكثر سمومة قد تم تدميرها فى هذة السجائر الجديدة دون المساس بنسبة النيكوتين من أجل ذلك تخزن أوراق التبغ فى محيط خال من الأوكسيجين ثم تعرض لموجات كهربائية تزيل بعض النتروسامينات المميتة وبعض الأجسام المضرة.
تستعمل شركة R.J Reynolds (RJR) تكنولوجيا عدم الحرق لانتاج سجائر Eclipse ( لا تصل حرارة السيجارة إلى ألف درجة مئوية ) مما يضمن عدم ادخال منتوجات ثانوية فى الفم عند اشعال السيجارة .
تحرق Eclipse حوالى 3% من نسبة التبغ التى تحرقها سيجارة عادية ويقال انها تحتوى على 80% أقل من المواد الكيمائية بفضل ادخال قطعة من الفحم تمتص السيجارة كمية الحرارة بدلاً من الفم عند اشعالها مما يشكل حماية للرئة .
ان هذا المنتج يباع حالياً فى بعض أسواق الولايات المتحدة وهو قيد البيع أيضا على شبكات الانترنت .
البعض الآخر مثل السجائر ذات النسبة المنخفضة من النتروسامينات المنتجة من قبل Star Scientific وسجائر OMNI المنتجة من قبل Vectorونظام أكورد للتدخين Accord Smoking System من قبل شركة فيليب موريس Philip Morris سوف تكون فى الأسواق هذه السنة وهى تعد بمنافع مماثلة .
ان الشركة البريطانية الأمريكية للتبغ التى تنتج سجائر Benson and Hedges و Silk Cut قد بدأت الاستثمار فى التبغ الذهبى ذى النسبة المنخفضة من النتروسامينات الذى تنتجه شركة Star Scientific . وتدعى RJR وفكتور Vector و Star Scientific التى تسوق لمنتوجاتها ان نتيجة سنين من التجارب أدت فى المحصلة إلى عادة أقل خطراً .
لكن الابحاث المحدودة المستقلة التى أجريت على هذه المنتجات لا توافق على هذا الرأى حتى الآن .
لقد بينت دراسة لدائرة الصحة العامة فى ماساشوستس فى الولايات المتحدة ان سجائر Eclipse تحتوى على 734% من الاسيتالديهايد Acetaldehyde و 475% من الاكرولين Acrolein وهما عاملان مسببان للسرطان أكثر من السجائر العادية .
كذلك دل تحقيق طلبته دائرة الأغذية والدواء الامريكية من فريق يمثل معهد الطب الأمريكي للنظر فى ادعاءات منتجى التبغ ان هذه السجائر ليست بالفعالية التى يقال عنها .
يقول رئيس الفريق الدكتور ستيوارت بوندورانت استاذ الطب فى جامعة North Carolina ان أياً من هذه المنتوجات لم يظهر فعالية فى تخفيف الأذى.
يقول الخبراء ان كمية السموم هى حتماً أقل لكن يبدو أن هذه السجائر الجديدة تطلق كمية كافية من الغليسرين وأول أوكسيد الكربون ومواد أخرى ترفع نسبة احتمال الاصابة بسرطان الرئة وأمراض أخرى.
وتقر ساذرلاند بأن المنتجات الجديدة تشكل خطوة إلى الأمام لكنها تحذر من أنه مع انزالها إلى الأسواق فى السنين المقبلة لا يجب النظر اليها كسبب لعدم وقف التدخين .
تقول : " انى أرحب بها بحذر وليس كبديل لوقف التدخين.يبدو أنها تقدم للمدخنين نكهة النيكوتين الكاملة بواسطة مواد أقل ضرراً لذلك مقارنة بالسجائر الموجودة حالياً فى الأسواق فإنها أقل ضرراً "
لكن رافعى لواء حملة وقف التدخين أكثر تشكيكاً ويعتقد كلايف بايتس مدير العلاقة بين الصحة والتدخين (ASH ) ان تطوير سجائر أقل خطراً هو محاولة أخرى من صناعة التبغ لدفع المدخنين إلى الاستمرار فى التدخين " اذا كان فى امكانهم انتاج مواد أقل خطراً فلماذا يستمرون فى بيع السجائر العادية.
علينا أن نشكك فى نياتهم فهم يريدون بيع السجائر العادية . ان نسبة الشفاء من سرطان الرئة هى 6% خلال خمس سنوات لذلك يجب التوقف نهائياً عن التدخين " .
تقول شركة RJR دفاعاً عن Eclipse كسيجارة أكثر أماناً ، ان اعلانات سجائرهم مدعومة بشهادة من مختبراتها الخاصة ، وهى تحتوى على تحاليل كيمائية وبيولوجية وعلوم السموم ، كما تؤيدها مختبرات علمية مستقلة " ان دخان سيجارة اكليبس يحتوى على كميات أقل بكثير من المواد المسببة للسرطان والأمراض الأخرى الموجودة فى السجائر العادية " كما تقول دعاية فى موقع الشركة على الانترنت .
يقول بول بيريتو Paul Perito من شركة Star Scientific : نعتقد انه فى امكاننا انتاج سجائر تحتوى على كمية سموم أقل ونأمل ان يبرهن العلم أنها أقل ضرراً . سوف يستغرق ذلك سنوات عديدة لأن السرطان يستمر سنوات عديدة .
نصيحة للأفلات من مصيدة التبغ والتدخين
للتدخين أخطار عديدة وتعتبر السيجارة فى المقابل وسيلة لنسيان التعب والضغط لانفسى ولتهدئة الأعصاب .
فالانسان يتعلق بها بسرعة كبيرة بدءاً بتدخين سيجارة بعد الغذاء أو أثناء الدردشة مع صديق .. والسجائر " الخفيفة" لا تختلف عن العادية من حيث تأثيرها على الصحة .
ويعتبر سرطان الرئة من أهم الأمراض التى يسببها التدخين وكذلك أمراض القلب وسرطان الفم والكلى. للتخفيف من مضار التدخين من الأفضل التأخر فى التدخين عند الصباح وأكل وجبات خفيفة عند الشعور بالاحباط وقصد الأماكن العامة التى يمنع فيها التدخين ..