شانيل تختار ماثيو بليزي مديراً إبداعياً جديدًا للدار

وأخيراً استقرت دار شانيل الفرنسية العريقة على اسم ماثيو بليزي الشاب البالغ 40 عاماً، مديراً إبداعياً بديلاً عن فيرجيني فيارد التي كانت مساعدة كارل لاغرفيلد قبل وفاته؛ لتتسلم مهامه قبل رحيلها بصورة مفاجئة؛ تاركة الدار في فترة من الفراغ، ليتولى فريق الأستديو تصميم المجموعة الأخيرة، في ظل غياب أيّ مصمم عن المنصب.


وبدل تعيين مصمم قديم من النجوم المتعارَف عليهم، فضّلت الدار الدم الجديد، وهو المصمم الفرنسي البلجيكي الذي غادر لتوّه منصبه الإبداعي لدى دار بوتيغا فينيتا Bottega Venetta، بعد ثلاث سنوات من تعيينه. وفاز بليزي على هادي سليمان بعدما سرت شائعات عن احتمال تعيينه. وتُعتبر هذه النقلة نوعية في حياته؛ نظراً لكونه ينضم لدار عريقة في مجال الأزياء الراقية والأكسسوارات والمجوهرات.

من هو ماثيو بليزي؟

 

منذ العام 2021، بدأت شهرة بليزي بالانتشار؛ لأنه ساهم في تطوير الأكسسوارات الإيطالية الراقية لدى دار بوتيغا فينيتا Bottega Ventta؛ فتحوّلت إلى تصاميم مرحة وجريئة في آن. كما أشرف على إطلاق أول عطر للدار، وأول خط للمجوهرات الراقية، وطوّر خط حقائب Intrecciato الأيقوني المعروف بالجلد المتقاطع، وقد ذاع صيت حقائب صممها مثل Andiamo وغيرها.

ومن أول المشاريع التي تسلّمها ونجح بها، كان تصميم سروال من الدنيم بسعر 7000 دولار أمريكي، وهو منفّذ من الجلد المطبّع المعالَج الذي يجعله يبدو وكأنه مصنوع من القطن. ومن المعلوم أن ماثيو بليزي صديق للنجوم، بدليل أن عروض الدار تغَصّ بالنجمات مثل: جوليان مور، وجنيفير لورنس وغيرهما.

ومن المتوقّع أن يتضاعف عمله لدى شانيل، التي تمتلك مجموعات كثيرة وخطوط أزياء متنوّعة من الكوتور والجاهزة والكروز وغيرها. ولكنه سيمتلك فريق عمل هائلاً سيعمل تحت إشرافه لتنفيذ أكثر الأفكار جنوناً. يشتهر المصمم بتواضعه حتى في لباسه الذي يقتصر على سروال الدنيم والقميص القطني في غالبية الأوقات. المفارقة هي أنه صديق مقرّب من المصمم المعروف راف سيمونز. لقد نشأ في باريس بين أبٍ خبير بالفن ووالدة مؤرّخة ولديه شقيقان توأمان. أما بطل طفولته فهو شخصية توم سوير من كتاب مارك تواين Mark Twain. وعاش مراهقة صعبة كولد متمرد؛ فأمضى سنواته الدراسية في المدارس الداخلية في كلٍّ من فرنسا وبريطانيا.

درس بليزي الموضة في معهد التصميم في بروسيل، وعمل لدى راف سيمونز بعد تخرُّجه مباشرة؛ لأنه رأى فيه موهبة واعدة. وبدأ اسمه يتردد عندما تعاون مع ميزون ماجيلا على تصميم مجموعة لها في العام 2014. وتأثرت صحافية الموضة والناقدة سوزي منكيز بعمله، الذي يتطلب جرأة في التعامل مع خامات ثورية؛ فقد عمل مع راف سيمونز لدى كلٍّ من: سيلين Celine، وكالفن كلاين Calvin Klein، ولكنهما افترقا عندما استغنت الدار الأمريكية عنهما؛ فقال في حديث سابق لنيويورك تايمز: "لقد وجدت نفسي في الشارع مع مقتنياتي؛ فأحسست وكأنني أعيش في فيلم سينمائي".

تجارِب مثيرة ومريرة وطفولة صعبة أهّلت مخيلته الإبداعية للنضج؛ لذا نتساءل اليوم عن التغيير الذي سيحمله بليزي إلى الدار الراقية الفرنسية.