في ماكياج الخريف والشتاء.. لا تهم الألوان .. المهم طريقة وضعها
منصات عروض الأزياء الموسمية لا تطلعنا فقط على ما ستكون عليه موضة الأزياء في المواسم القادمة، بل أيضا عما ستكون عليه موضة الماكياج وألوانه، إلى حد أنه أصبح هناك خبراء في هذا المجال لا يقلون شهرة عن المصممين، مثل بات ماغراث وغيرها.
فهم مترجمون ماهرون لرؤية المصمم، وبالتالي بأيديهم أن يجعلوا مظهر العارضات حديثا حيويا أو كلاسيكيا عاديا أو مسرحيا دراميا.
نظرا لأهميتهم المتزايدة، ليس غريبا أن يتعاون العديد من هؤلاء مع شركات متخصصة لطرح منتجات ماكياج خاصة بهم، أو كمستشارين يقترحون ألوان المواسم المقبلة، ويرسمون ملامحها.
لحسن حظنا أنهم في هذا الموسم قرروا أن تكون كل الألوان مقبولة، بما فيها الوردي على الجفون عوض الخدود والشفاه، مبررين أن الطريقة التي توضع بها هذه الألوان هي ما يفرق إطلالة أنيقة عن إطلالة عادية أو مبهرجة.
في هذه الصدد، يدلي مارتن روبمان من رابطة موزعي مستحضرات التجميل بالعاصمة الألمانية برلين، بدلوه قائلا إن الماكياج الطبيعي «Nude» الذي يعتمد على درجات الألوان الطبيعية والترابية يشكل اتجاهاً واحدا فقط، لأن هناك إقبالاً لا بأس به على الماكياج الداكن الذي يعتمد على الدرجات الغامقة، التي قد تمثل للبعض منا جرأة لا يقدر عليها سوى من يميلون إلى موضة «البانكس» أو المظهر «القوطي» بعيونه الكحيلة وشفاهه المائلة إلى الغامق.
ما يزيد من تقبله أن دار «شانيل» طرحت مجموعة غامقة تلعب على سحر المظهر القوطي وتلقى رواجا كبيرا يعيد إلى الأذهان النجاح الذي حققه طلاء الأظافر البني الغامق المائل إلى الأسود الذي طرحته منذ أكثر من عقد من الزمن تقريبا ونفد من الأسواق.
وتبدي خبيرة التجميل، بريتا جون، من اتحاد الشركات المنتجة لمنتجات «بيوتي أليانس» بمدينة بيليفيلد، إعجابها بالاتجاه الثاني، وتصفه بالروعة في إبراز جمال المرأة وأنوثتها.
وتعدد بريتا بعض المظاهر المميزة لهذا الاتجاه، منها على سبيل المثال أحمر الشفاه القاني أو القرمزي أو البني الداكن، مع التركيز على إبراز جمال العيون بالمزج ما بين الأسود أو الرمادي أو البيج مع درجات من اللون الأخضر.
وتقول إن الأمر قد يصل إلى حد استخدام ظلال جفون ذات لون أحمر قان مع مسحة من اللون الذهبي الذي يضفي بريقاً على العيون.
ومن أبرز ما طرح لماكياج هذا الخريف، بالإضافة إلى مجموعة دار «شانيل»، المجموعة التي صممها ديك بيغه، كبير فناني التجميل بشركة Shiseido اليابانية، حيث أبدع فيها فسيفساء من الألوان المكونة من 15 درجة لونية لظلال الجفون التي تتدرج من الأبيض والتركواز إلى البنفسجي والأخضر والأصفر والأسود.
وعلى هذا النهج أيضاً سار فنان التجميل، آرون دي ماي، الذي استلهم ألوان العلم الفرنسي لمجموعته «Declaring indigo»التي طرحها لشركة Lancôme الفرنسية.
وفي هذه المجموعة يسحب اللون الأزرق النيلي البساط من اللون الأسود في فصل الشتاء، حيث أطلق دي ماي عليه لقب «الأسود الجديد»، واستعمله لإبراز جمال العيون، حيث يعمد دي ماي على استخدامه لتظليل الجفون مع إضافة مسحة من اللون الذهبي لكي يضفي بريقا عليها.
ولكي تكتمل الإطلالة، يستخدم دي ماي اللون الأحمر الغني للشفاه. وبالمثل تضم مجموعة شركة «جيرلان» الفرنسية العديد من الألوان الزاهية والمفعمة بالحيوي، كما هناك قاسم مشترك بين مجموعة الخريف التي تقدمها شركة «ماك» الكندية ومجموعة «شانيل»، ألا وهو الاعتماد الكلي على درجات اللون الأسود أو البني أو الأخضر الغامق لتزيين الجفون والبنفسجي الغامق جدا للشفاه وطلاء الأظافر.
وعلى الرغم من أن درجات اللون الأسود مناسبة تماما لفترات المساء والسهرة وتمنح المرأة تفرداً وتميزاً، تبقى جريئة، وغير ملائمة لفترة الصباح والذهاب للعمل، كما لا تلائم كل الأساليب، وإن كان من الممكن دائماً التخفيف من حدتها بمزجها بألوان أخرى، حتى تكتسب بعض الرقة التي تجعلها مناسبة لكل الأوقات.
وبخلاف المظهر القوي الذي تبنته معظم بيوت وشركات التجميل، يعد الماكياج الطبيعي «Nude» الخيار الأمثل للمرأة في فترات الصباح.
وفي هذا السياق توضح خبيرة التجميل الأميركية بوبي براون، التي تتبناه دائما، أن القصد من هذا الماكياج ليس وضع لون شفاف وغير مرئي على الوجه وتوحيده فحسب، وإنما يقصد به وضع لون يضاهي لون البشرة ويتمازج معها بسهولة، إضافة إلى إبراز الجفون باستخدام درجات اللون البيج الخفيفة، وترك الشفاه تتلألأ بدرجات اللون الوردي أو المشمشي أو الذهبي، مثلا.
وتماشياً مع درجات الألوان الطبيعية يحرص فنانو التجميل بشركة «إيستي لودر» الأميركية على إضافة مسحة من اللون الذهبي لإضفاء بريق ولمعان يوحي بعدم التكلف.
وتشير بريتا إلى أن الماكياج الطبيعي يصلح لموسم الشتاء القادم، لأنه من جهة يتوفر على ألوان طبيعية دافئة بدرجات متنوعة، بعضها هادئ وخفيف وبعضها الآخر يعبق بألوان القهوة والشوكولاته.
والأهم من هذا أنه يتماشى مع موضة الأزياء السائدة حاليا، التي يغلب عليها قماش الصوف مغزولاً بغرزات كبيرة، ولا تناسبه الألوان الصارخة مثل الأحمر القاني كثيرا.