ما سبب رجفة الفم عند الرضع؟
المصدر: وكالات
عندما تصبحين أمًا لمولود جديد، تراقبين كل حركة وصوت، وغالبًا ما تكون بعض العادات، مثل التشنجات في منطقة الذقن، محط تساؤل وقلق.. فما الذي يجعل ذقن الطفل يرتجف؟ هل ينبغي القلق من ذلك؟
أسباب الرجفة في ذقن الطفل
في الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل، يكون الجهاز العصبي في مرحلة تغيرات كبيرة، حيث يتعلم الطفل كيفية التحكم في جسمه بعد فترة طويلة من الوجود في رحم الأم.
هذه التغيرات قد تؤدي إلى زيادة في النشاط الكهربائي في الدماغ، ما يؤدي إلى ظهور بعض التشنجات العضلية أو النوبات الصغيرة غير الإرادية.
غالبًا ما تكون هذه التشنجات ناتجة عن هرمون يُعرف باسم النورأدرينالين، الذي يفرزه الجسم استجابةً للضغط. ومع انخفاض مستويات هذا الهرمون، تقل أيضًا نوبات الاهتزاز في ذقن الطفل.
كما يمكن أن تلاحظي التشنجات في ذقن طفلك أثناء نومه، وخصوصًا خلال مرحلة النوم العميق المعروفة باسم "نوم حركة العين السريعة" (REM)، حيث يكون الدماغ والجسم مشغولين بدمج المعلومات التي تعلمها الطفل وتطوير المسارات العصبية.
من الممكن أيضًا أن تكون التشنجات في الذقن ناتجة عن عملية الرضاعة، التي تتطلب سلسلة معقدة من الحركات العضلية في اللسان والفك والحلق والشفتين والوجه. لذا، فإن ارتعاش الفك أو الذقن يعد أمرًا شائعًا في الأسابيع الأولى بسبب تعب العضلات.
متى يجب أن تقلقي؟
عادةً ما تكون تشنجات الذقن طبيعية، ولكن هناك بعض الحالات التي تستدعي الانتباه. إذا كانت التشنجات مصحوبة بمشاكل في التنفس أو النوم، أو إذا لوحظ تزايد في الانزعاج أو عدم التواصل الاجتماعي، مثل عدم الابتسامة أو قلة التفاعل، فيجب استشارة الطبيب.
أيضًا، إذا استمرت التشنجات لفترة أطول من المعتاد، أو إذا كانت مصحوبة بأعراض مثل فقدان السيطرة الحركية أو تطور غير طبيعي، فقد يكون من الضروري إجراء فحوصات مثل اختبارات الدم أو الأشعة الدماغية للتأكد من عدم وجود حالات عصبية أكثر خطورة مثل الصرع أو متلازمة داون.
هل هناك خطر من استمرار هذه التشنجات؟
في معظم الحالات، تعتبر تشنجات الذقن ردود فعل طبيعية لا تسبب أي ألم أو إزعاج للطفل، وهي مجرد علامة على أن الجهاز العصبي للطفل يتطور كما ينبغي.
لكن في حالات نادرة، قد تستمر التشنجات حتى سن الأربع سنوات، وقد تشير إلى حالة وراثية أو عصبية تؤثر على مهارات الطفل اللغوية والحركية والسلوكية.
لذلك، إذا لاحظتِ التشنجات لأول مرة، فمن الأفضل مناقشة الأعراض مع طبيب مختص. فكلما تم علاج حالات الاضطراب الحركي في وقت مبكر، كانت النتائج أفضل.
من المهم أن تعرفي أن معظم تشنجات الذقن هي مجرد ردود فعل طبيعية لا تسبب القلق. ومع ذلك، فإن المراقبة الدقيقة والتواصل المستمر مع طبيب الأطفال حول أي تغييرات في سلوك الطفل أو تطوره سيكون أمرًا حيويًا لضمان صحته وسلامته.
في النهاية، ستساعدك هذه المعرفة على تجاوز مخاوفك، مما يسمح لك بالاستمتاع بأجمل لحظات الأمومة ومراقبة تطور طفلك بكل ثقة واطمئنان.