الأخطار الصحية وراء الطلاق

الأشخاص الذين يواجهون مشكلات فى زواجهم تؤدى إلى الطلاق أو الترمل هم أكثرعرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكر
الأشخاص الذين يواجهون مشكلات فى زواجهم تؤدى إلى الطلاق أو الترمل هم أكثرعرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكر

أعلنت أحدث الدراسات أن المطلقين عرضة للمخاطر الصحية:
إن المشكلات التى نقرأ عنها فى الجرائد اليومية، والتى تعبرعن الزيجات المضطربة ركزت انتباهنا لما يحدث عندما تتلاشى الرومانسية، والحب من العلاقة الزوجية، فقد التقينا بعدة نماذج توضح ذلك:


- فهذا نموذج للزوج الخائن, الذى كان يخون زوجته مع عشيقته الأرجنتينية, ولكنه حاول أن يتصالح مع زوجته, ويعيد المياه إلى مجاريها، حيث أخذ زوجته, وأولاده الأربعة إلى رحلة لأوروبا, اعتذارا لها.

- وعلى النقيض, التقينا بزوجين آخرين، لم يتفقا وقررا الانفصال, بعد تفكيرعميق, وذلك لأن الزوج كانت من سماته الخيانة, فهو يخون زوجته مع عدة نساء.

- وهنا قصة زوجين منفصلين، ولكنهما يحاولان الاشتراك فى الوصاية على أولادهم الثمانية. على الرغم من أن تلك القصص, هى شىء تقليدى إلا أنها تطرح سؤالا خطيرا وملحا, وهو: إذا كان الرابط بين الزوجين هو الأولاد فقط، فهل عليهما أن يطويا هذا الزواج.. أم يحاربا من أجل إنجاحه، والتفكيرفى المستقبل معا؟

وفى هذا الموضوع نشرت دراسة بجامعة شيكاغو, قامت بها الأخصائية فى علم الإجتماع ( لندا وايت)، فى جريدة الصحة والسلوك الاجتماعى أعلنت من خلالها: أن الطلاق قرار ضار بالصحة حقا، حيث وجدت من خلال الدراسة التى قامت بها، أن الأشخاص الذين يواجهون مشكلات فى زواجهم، تؤدى إلى الطلاق، أو الترمل، هم أكثرعرضة للإصابة بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب، والسكر، والسرطان، بنسبة تزيد20% عن  المتزوجين المستقرين.

كما يواجهون قيوداً فى القابلية للحركة, بنسبة تزيد عن 23%, وهذا يعنى أنهم, أكثرعرضة لمواجهة صعوبات فى صعود السلالم، أو التجوال فى الطرقات، عند تقدم العمر بهم, مما يؤكد ظهور مشكلات متكررة لهم فى المستقبل، كما تدل الدراسة أنهم لن يكونوا فى نفس الحالة الجسمانية أوالعقلية، التى يكون عليها الأشخاص الذين لم يمرو بتجربة الزواج من قبل.

كما قامت الباحثة (وايت) بعمل مقارنة بين أشخاص متزوجين وآخرين غير متزوجين فى نقطة ما بمرور الوقت بينهم, وأوضحت بشكل عام أن الزواج ينتج عنه مميزات اقتصادية وعاطفية لصالح الزوجين.

 وهناك أبحاث أخرى, فى هذا المجال أوضحت, أن الناس عموما, تصل إلى مرحلة سن الرشد, ولديهم مخزون أساسى من الصحة, يعتمد على الجينات الشخصية والخبرة, وأن نجاح أو فشل العلاقة الزوجية, يؤثر على هذا المخزون بالإيجاب أوالسلب.

هل كل زواج مضطرب يجب إنقاذه؟
لا يمكن لأى دراسة أن تجيب على هذا السؤال الصعب, لأن هذه العملية تعتمد أكثرعلى طبيعة الأسباب التى تؤدى لفشل العلاقة الزوجية, يقول الكثيرون من علماء النفس: أن الزواج المحفوف بالعنف الجسدى, هو زواج مدمر, ولا سيما إذا كان هذا العنف يشمل الأطفال الصغار, هنا  يكون الطلاق هو الاختيار الأفضل, أيضا إدمان المخدرات أوالكحوليات يجعل من الصعب على الزوجين أن يصلحا زواجهما. 

تقول (وايت) مناهضة هذا الرأى:
إن علينا فعل أى شئ لإنقاذ الزواج, وتجنب الطلاق, ففى ذلك مساعدة للزوجين على تجنب الإصابة بأمراض حادة وخطيرة, كما تنصح بمساعدة الأشخاص الذين لم يجدوا مفرا من الطلاق, أو ترملوا, على تسكين, أوتخفيف الضغط النفسى, والعصبى حتى نحميهم من الخطر.

وليس من المعروف أى التدخلات أفضل لإصلاح تلك المشكلة, هل تدخل الحكومة, أم التدخل الشعبى؟
فمثلا, نسبة الطلاق المرتفعة فى أوكلاهوما عام1990, حفزت المسئولين هناك لوضع خطط لتقوية الروابط الأسرية, وبناء على تقارير مركز الصحة والخدمات الأسرية, تحتل مبادرات الزواج الهدف الأساسى للبرنامج الحكومى الطويل الأمد, لمساعدة الأزواج المكافحين.
 
أيضا قامت دراسة أخرى, بعمل بحوث ومقارنات فى المشكلات الممكنة الحدوث, ونتائجها على الزوجين, وأكدت وجود أضرار صحية, ناتجة عن الطلاق, حيث أن مرحلة ما بعد الطلاق, قد تحدث فيها زيادة فى نسبة التدخين, وتعاطى المخدرات, أوالكحوليات, وقلة التمارين الرياضية, والتحول إلى نظم غذائية خاطئة, أوأى سلوكيات سلبية أخرى.
 
لذا على كل الجهات أن تتحد, لإصلاح المشكلات الزوجية, وأن توفر النصائح والبرامج المتخصصة, لتنفيذ ذلك, ومن أولى هذه الجهات: رجال الدين, ثم الحكومات, والأخصائيين النفسيين, والبرامج الإذاعية والتلفزيونية, والتوعية التعليمية للطلاب, فى المراحل التعليمية المختلفة.
 
- الأسباب التى تؤدى الى الطلاق:
1- إن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية, هم أكثرعرضة للطلاق من غيرهم, وذلك لأن التعامل مع أشخاص لديهم فقر صحى, يكونون   أقل جاذبية, وأكثر صعوبة.

2- قلة الخبرة بشؤون الزواج.

3- الظروف المادية السيئة, التى تؤدى إلى سوء الأحوال الصحية , والنفسية, ثم إلى الطلاق.

4- إدمان أحد الطرفين للمخدرات, أوالكحوليات .

5- انخفاض مستوى التعليم.

6- نقص التوعية الدينية بالعلاقة المثالية بين الزوجين, وواجب كل طرف نحو الآخر.

7- سيطرة المادة على كل نواحى الحياة, مما يصيبها بالملل والفتور.

على كل زوج وزوجة أن يتكاتفا لإنجاح زواجهما, بكافة الطرق, وأن تكون مبادرة الإصلاح نابعة من داخلهم, وعن إقتناع بأن أبغض الحلال عند الله الطلاق, وأن الطلاق يؤثرعلى الحالة الصحية, والنفسية للطرفين وعلى المجتمع ككل.