«بانيراي» الإيطالية للساعات تحتفل بإسهامات جاليليو العلمية في قراءة الزمن

النتيجة التي يخرج منها زائر المعرض في استوكهولهم، فهي أن تلسكوب جاليليو يحكي قصة بدأت من السماء قبل أن تصل إلى الأرض من خلال مراقبات وقياسات عديدة
النتيجة التي يخرج منها زائر المعرض في استوكهولهم، فهي أن تلسكوب جاليليو يحكي قصة بدأت من السماء قبل أن تصل إلى الأرض من خلال مراقبات وقياسات عديدة

«تليسكوب جاليليو.. الأداة التي غيرت العالم» عنوان معرض تحتضنه العاصمة استوكهولم حاليا، بدعم من دار «بانيراي» الإيطالية للساعات الفاخرة.


الدعم يأتي لعدة أسباب أهمها الحس الإيطالي العالي بحكم أن معظم المعروضات إن لم تكن كلها، تخرج من الأراضي الإيطالية لأول مرة، فضلا عن أن علاقة صناعة الساعات بالعلوم لا تخفى على أحد. فمنذ القرون الأولى، كانت صناعة الوقت البذرة التي انطلق منها العلماء إلى تحقيق العديد من الاكتشافات، وعلى رأسهم جاليليو.

المعرض يحتفل بـ400 عام على الاكتشافات الفلكية لهذا الأخير، ويعرض لأول مرة خارج إيطاليا، واحداً من أهم التلسكوبات التي يحتضنها عادة متحف فلورنسا للعلوم إلى جانب صور لم تنشر من قبل التقطت من خلال عدسة هذا التلسكوب، الذي غير وجه التاريخ، منذ صناعته في عام 1608.

ففي هذا العام سمع جاليليو عن ابتكار توفق مجموعة من صناع النظارات الهولنديين في طرح أداة غريبة على شكل أنبوب مغلق بعدستين مكبرتين من الجهتين.

أثارته الفكرة فعمل على تطويرها لتخدم أغراضه الفلكية، وبعد أشهر معدودات نجح في جعل العدسات أكثر وضوحا بقدرة تتعدى ما تمنحه العدسة العادية بـ 30 مرة. وفي عام 1609 وجه الأداة نحو السماء ونجومها، فتمكن من رؤية القمر واكتشاف أربعة أقمار تابعة للمشتري فضلا عن بقع شمسية ورصد منازل للزهرة.

وكانت هذه الاكتشافات نواة نظرية نيكولا كوبيرنيكس بأن الأرض، تدور حول نفسها وحول الشمس، بينما كان الاعتقاد من قبل أن كل الكواكب تدور حول الأرض.

الرئيس التنفيذي لشركة «بانيراي» أنجيلو بوناتي أعرب عن فخره بمشاركته في هذا الحدث بقوله: «تمويل ودعم هذا المعرض مدعاة للفخر لنا، فعرض هذا التلسكوب يؤكد أن العبقرية الإيطالية معترف بها في كل أنحاء العالم».

وما يزيد من فخره أن للشركة ركنا خاصا لاستعراض مجموعة من اختراعاتها الخاصة في مجال الساعات نظرا للعلاقة التي تربط التلسكوب التاريخي بهذه الصناعة ودوره في تطورها.

فالمعرض يتكون من ستة أقسام تتبع تاريخ اكتشاف هذه الأداة وما تولد عنها من اكتشافات علمية أخرى، على رأسها قسم يحمل عنوان «التلسكوب، مقياس الزمن وخطوط العرض» يستعيد للذاكرة ما حدث مباشرة بعد ملاحظات غاليليو الفلكية وإسهاماته الأساسية في مجال حل إشكالية قياس الوقت.

جاليليو كان يتمتع بحس عملي قوي، هو ما قاده إلى التطبيق المحسوس لاكتشافاته، التي تضاعفت وتطورت في كل إمكانياتها الذاتية. فعقب اكتشاف أقمار المشتري وحساب فترة دورانها، فكر في استخدامها كساعة كونية يمكن مراجعتها من كل نقطة على كوكبنا.

ومن ثم تمكن من حل المعضلة الأزلية في حساب خطوط العرض في البحار.

ولمساعدة البحارة على الرصد التلسكوبي فإنه صمم خوذة مستقبلية هي «السيلاتون»، مجهزة بزجاج مراقبة.

غير أن أبحاثه لم تتوقف عند هذا الحد، وسعياً وراء دقة أكبر في إجراء الحسابات والقياسات، لتحدي الظروف الجوية وتقلبات الملاحة غير المضمونة، أقدم هذا العبقري على دراسة معدات جديدة لإنجاز القياس المضبوط للزمن.

واعتباراً من عام 1702، كرس أبحاثه ودراساته على رصد حركة الرقاص (البندول)، ملاحظاً أن كل شوط يحتاج للفترة الزمنية ذاتها.

وهنا ولد قانون «الإيزو كرونية» ـ الفتح الجوهري في مسيرة التاريخ ـ وهو اكتشاف نظام رياضي في إحدى ظواهر علم الطبيعة الأرضي.

أما النتيجة التي يخرج منها زائر المعرض في استوكهولهم، فهي أن تلسكوب جاليليو يحكي قصة بدأت من السماء قبل أن تصل إلى الأرض من خلال مراقبات وقياسات عديدة، كما يحكي قصة التطور العلمي وبأن الزمن الكوني، حسبما توصل إليه جاليليو، هو أساس الوقت كما نعرفه الآن.

فهذا العبقري هو الذي أدرك مبكرا العلاقة بين الأحداث الكونية واحتياجات الإنسان.

وهي احتياجات لا تزال تعرف الكثير من التطور والتطوير من خلال مؤسسات علمية وشركات مثل «بانيراي» التي أخذت على عاتقها مسؤولية صناعة ساعات لقياس الوقت تتميز بالدقة المتناهية في أكثر الظروف قساوة، خصوصا وأن هناك قواسم مشتركة كثيرة بين أبحاث جاليليو ودار «بانيراي»، أقلها ان هذه الأخيرة ترتبط أيضا بالبحار وتصمم ساعات للبواخر والبحارة.

تشارك «بانيراي» في هذا المعرض بثلاث قطع هي «بانيراي جوبيتريوم» وهي أداة ميكانيكية تظهر مواقع النجوم والشمس والقمر والمشتري.

وساعة «أوفيشيني مارين كرونومتر»، التي تتميز بدقتها العالية التي تحسب خطوط العرض في البحر.

وتأتي في علبة خاصة تقتصر على الاستعمال في البواخر.

أخيرا وليس آخرا ساعة «أوفيشيني بانيراي لومينور 1950» التي صممت خصيصا للبحرية الإيطالية منذ عدة عقود ولا تزال تخضع للتطوير كل عام.

أهم ما يميزها منذ بداية طرحها، أداة إقفال لحماية تاج التدوير من الصدمات، لكن بعد التجربة وبعد عدة مهمات بحرية، تم الانتباه إلى بعض المشاكل المتمثلة في مدى مقاومة التاج للماء في البحار، ومن هنا عمدت «بانيراي» على تصحيح هذا الضعف وتوصلت إلى ساعة تتوفر على أداة إقفال لحماية تاج التدوير، حتى في أكثر البيئات قساوة في مجموعتها «لومينور» التي نذكر منها LUMINOR 1950 SUBMERSIBLE 47 mm فهذه الساعة تتميز بحركة أوتوماتيكية ميكانيكية التدوير، وتأتي في علبة حافظ من التيتانيوم اللامع بقطر 47 ملم، بينما ظهرها من الكريستال الياقوتي أزرق شفاف، كذلك الجهاز الذي يحمي تاج التدوير، فهو من التيتانيوم اللامع.

حلقة المينا الخارجية أيضا مصنوعة من التيتانيوم بأطراف مصقولة، وهي حلقة خارجية دوارة باتجاهين عكس اتجاه عقارب الساعة مع مقياس مدرج لحساب وقت الانغمار والعمق على فترات جزئية لكل دقيقة.

وتعرض للساعات والدقائق والثواني الصغيرة والتاريخ، وحساب وقت الانغمار.

أما مقاومة الماء: فحتى عمق 30 بار (300 متر).

ولا يقل الشكل جمالا ودقة على الجوهر، فميناؤها يأتي بلون أسود مع مؤشرات ساعات لامعة، مؤشر التاريخ عند الساعة الـ 3، ومؤشر الثواني الصغيرة عند الساعة الـ 9، فيما يأتي السوار بالمطاط بإبزيم كبير الحجم من التيتانيوم اللامع، مصنوع خصيصا لبانيراي، مع العلم أن الساعة مزودة بسوار إضافي وأداة لتغيير السوار ومفك من الفولاذ.

افتتح المعرض في الـ10 من شهر أكتوبر 2009، وسيمتد إلى 17 من شهر يناير 2010 في متحف نوبل باستوكهولم.